*تجهيز قيادى أزهرى سابق لخلافة «الطيب» من خلال طرحه لمشروع قديم حول تطوير المؤسسة الدينية *تكليف قانونيين بالبحث فى إمكانية تقديم الإمام الأكبر لاستقالته لأسباب صحية كشف مصدر مقرب من شيخ الأزهر عن أسباب توتر علاقة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمؤسسة الرئاسة، وقال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى غير راض عن أداء المؤسسة الدينية، ودلل على ذلك بأن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدكتور أسامة الأزهرى، عضو المجلس الاستشارى لرئاسة الجمهورية، تضمن تكليفه بعدة أمور مرتبطة بالدعوة، وطالبه بوضع قائمة بأسماء الأئمة وعلماء الأزهر الذين سيلقى على عاتقهم مشروع تجديد الخطاب الدينى، لافتا إلى أن هذه التكليفات واكبها تحركات من جانب الدكتور على جمعة فى العديد من ميادين الدعوة عبر الإعلام، وهو ما يرجح لجوء مؤسسة الرئاسة إلى تكليف دوائر مؤثرة من خارج قيادات المؤسسة الأزهرية الرسمية للمساعدة فى مهمة تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الإرهاب والعنف والجماعات التكفيرية التى تصدر فتاوى يجرى توظيفها بشكل خاطئ، لتنال من الإسلام والمسلمين فى الوقت الذى تتبنى فيه الرئاسة الدعوة إلى ثورة دينية. وأكد المصدر أن الرئاسة بعثت قبل أسبوع الدكتور أسامة الأزهرى والدكتور أحمد كمال أبوالمجد كمندوبين عنها، إلى مشيخة الأزهر، وأعربا عن استياء وغضب الرئيس من عدم قيام «الطيب» بتطهير الأزهر من قيادات الإخوان، بعدما أثيرت شبهات حول عدد من القيادات بالانتماء أو التعاطف مع الجماعة، وأبرزهم عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر. وأعربا مندوبا الرئاسة عن شعورهما بعدم تعاون الإمام مع وزارة الأوقاف لوضع خطة واضحة لتجديد الخطاب الدينى، وتزايد الحديث حول الصراع بين وكيل الأزهر والمستشار القانونى للإمام الأكبر ووزير الأوقاف، بالإضافة إلى عدم اتخاذ الأزهر لخطوات جادة وملموسة فيما يتعلق بدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى، ونبها شيخ الأزهر إلى أن المؤتمر الذى عقده لتجديد الخطاب الدينى والتوصيات التى انتهى إليها يمكن تصنيفها فى إطار الشعارات، فى حين أن الرئاسة ترى أن الدعاة والعلماء والمفكرين، الرسمين وغير الرسميين، مدعوون إلى الاجتهاد بما يعلى صوت الوسطية ويقويها فى مواجهة التشدد والتحلل. وأضاف المصدر أن السبب الرئيسى وراء تردى العلاقة بين الإمام الأكبر ورئاسة الجمهورية هو المستشار القانونى للإمام، الذى يطلقون عليه الآن الرجل الأقوى فى المشيخة، حيث يسيطر على كل شىء داخل المشيخة، وهو منتدب فى أكثر من سبع جهات على رأسها المشيخة، ويحمله الشيخ أكثر الملفات أهمية، ومنها ملف الشئون القانونية والإعلام وقناة الأزهر، بالإضافة إلى التطوير والبحوث، بالتالى يسيطر على مجريات الأمور داخل المشيخة، وقام بإقصاء عدد من علماء الأزهر المشهود لهم بالوسطية. وعلى الجانب الآخر، أكدت مصادر مسئولة داخل مشيخة الأزهر أنه قبل شهرين، وبالتحديد خلال عاصفة الانتقاد للأزهر واتهامه بضم عدد كبير من الإخوان، ووصفه بأنه الراعى الرسمى للإرهاب، قام أحد قيادات جهاز الأمن الوطنى بالاتصال بقيادى أزهرى سابق، وتحاور معه حول أسباب تردى أوضاع المؤسسة الدينية، وكثرة الاتهامات والشبهات التى تعصف بتاريخها، وطلب منه أن يقوم بتسليمه مشروع تطوير الأزهر الذى قدمه بعد ثورة 25 يناير، باعتبار أن القيادى الأزهرى السابق لديه معلومات عن «تحالف علماء الأزهر»، الذى يضم المئات من العلماء الذين اجتمعوا داخل الجامع الأزهر خلال الثورة، ثم خرجوا فى مسيرة انطلقت من باب الجامعة، قاصدين وزارة الدفاع بكوبرى القبة، والتقاهم حينها اللواء حسن الروينى، عضو المجلس العسكرى وقائد المنطقة العسكرية المركزية، وتسلم نسخة من مشروع تطوير الأزهر، موضحًا أن المشروع يقوم على إصلاح المؤسسة الدينية العريقة، بأن تخرج الدعوة تمامًا من وزارة الأوقاف، وتوكل إلى الأزهر الشريف باعتباره ملتقى التعليم والتدريب للكوادر القادرة على تحمل هذه المسئولية. وتابع المصدر حديثة قائلًا إن هناك جهات أمنية تبحث عن حل قانونى للإطاحة بشيخ الأزهر الذى لا يجوز عزله وفقًا لنص المادة الرابعة من الدستور، مشيرًا إلى أن هناك دراسة تجرى حاليًا لوضع السبل الدستورية التى تكفل هذا التغيير، كأن يقيل نفسه رغبة منه فى أن يستريح لأسباب صحية. وعلى الجانب الآخر، نفى الدكتور محمد مهنا، كبير مستشارى شيخ الأزهر، فى تصريحات خاصة ل«الصباح» وجود أى حالة توتر بين مؤسسة الرئاسة وشيخ الأزهر، لافتًا إلى أن هناك تواصلًا مستمرًا بين الإمام والرئيس، كما أن الرئيس يكن كل التقدير لمجهودات شيخ الأزهر الداخلية والخارجية فى مجال تعزيز السلم والأمن الداخلى والخارجى والقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر وفقًا للقانون والدستور، شخصية غير قابلة للعزل، وشيخ الأزهر لم ولن يرغب فى تقديم استقالته، وهو مستمر فى خدمة العالم الإسلامى بأسره إلى أن يقضى الله أمرًا كان موقوتًا، لافتًا إلى أن شيخ الأزهر يتمتع بصحة جيدة ويجرى فحوصات على قلبه بمركز مجدى يعقوب فى أسوان كل 3 شهور، بعد أن أجرى عملية قسطرة تشخيصية للقلب داخل المركز منتصف عام 2012، كما أنه يتردد على مشيخة الأزهر بشكل مستمر، رغم أنه لا يتقاضى أى مليم، لأنه تنازل عن راتبه لدعم الاقتصاد المصرى بعد ثورة يناير، مؤكدًا أن الأزهر وشيخه بذلا جهودًا عديدة فى المجال العلمى والدعوى ومكافحة الإرهاب، فى غانا وغرب أفريقيا، لافتًا إلى أن «الطيب» استقبل أعضاء مجلس إدارة جمعية مستثمرى 6 أكتوبر لبحث التعاون بين الأزهر الشريف والجمعية فى دعم طلاب دول حوض النيل، كما أنه اجتمع مع مكتب هيئة كبار العلماء وأصدر عدة قرارات مهمة لتجديد الخطاب الدينى، وكان القرار الأول إطلاق مسابقة عالميَّة للفكر الإسلامى باسم الأزهر الشريف ليعرض الباحثون من كل مكان أهم القضايا، التى تهم الأمة الإسلامية والقرار الثانى البدء فى إجراءات إصدار سلسلةٍ من الكتب، التى تهتمُّ بالفكر الإسلامى، وسيكون العدد الأول فى مطلع شهر شعبان المُقبِل.