لا يزال أعضاء جماعة الإخوان يحلمون بالعودة للحياة السياسية، والسيطرة على مفاصل الدولة من جديد، ويستغلون أى فرصة ممكنة لتحقيق ذلك، وآخرها «النقابات المهنية» التى تقترب انتخاباتها من الانعقاد خلال الشهور القليلة المقبلة، وهو ما تكشف تفاصيله «الصباح» فى السطور التالية... البداية من نقابة «المهن الزراعية» التى تضم أكثر من مليون عضو، يحق لما يقرب من 630 ألفًا منهم التصويت فيها، والمقرر عقد انتخابات مجلسها فى 29 يناير المقبل، وسط محاولات من المنتمين لجماعة الإخوان للعودة من جديد. وقال الدكتور أبو القاسم زهرة، عضو مجلس أمناء النقابة، والمرشح على مستوى الجمهورية، إن المجلس المنحل السابق يحاول السيطرة فى الانتخابات المقبلة عبر قائمة من المرشحين المنتمين للإخوان، والمتسببين فى تدمير النقابة، لافتًا إلى وجود قائمة كبيرة من الجماعة تنافس فى تلك الانتخابات، على رأسهم الدكتور أحمد الكتاتنى النقيب السابق والقائم بأعمال النقابة حاليًا، المرشح على مقعد النقيب، بالإضافة إلى المهندس حسين محمد حسين، المرشح فى الانتخابات على مستوى الجمهورية. وأشار عضو مجلس أمناء النقابة إلى أن مرشحى الإخوان يتركزون فى محافظة الجيزة، وعلى رأسهم المهندس محمد الشورى، والدكتور سلامة عبد الحميد الأمين العام السابق لمجلس النقابة الإخوانى المنحل، مضيفًا: «الإخوان زوروا انتخابات عام 2012 ويعلمون ذلك جيدًا» لافتًا إلى تحولهم فى الانتخابات المقررة من الترشح والمنافسة على مستوى الجمهورية إلى المحافظات، خاصة الجيزة، وذلك لعدم قدرتهم على المنافسة. وكشف أن قائمة مرشحى الإخوان بالمحافظات تضم الدكتور أحمد حمودة بمحافظتى الشرقية والقليوبية، والمهندس إبراهيم جمال بمحافظة الإسكندرية، والمهندس أحمد عبد الرحمن بالفيوم، والمهندس رضا على محمد والمهندس جمال أحمد بالبحيرة، والدكتور إبراهيم حجازى بالقاهرة، والمهندس راضى الحلفاوى بكفر الشيخ، والمهندس محمد إبراهيم بمطروح، فضلاً عن المهندس إبراهيم محمود درويش، والمهندس محمود أبو زيد، والمهندس على القصر، والمهندس صلاح كمال، والمهندس أحمد خير بالمنيا. المحامين رغم سيطرة التيار المدنى على نقابة «المحامين» بقيادة النقيب سامح عاشور ومجلس نقابته من 2001 حتى الآن، إلا أن هذه الفترة شهدت محاولات مستمرة لشق صف المحامين واختراق النقابة والسيطرة عليها من بعض المنتمين للتيار الإسلامى والعناصر التابعة لجماعة الإخوان، وذلك إما عن طريق انتخابات النقابة سواء على كرسى النقيب أو مجلس النقابة، أو من خلال انتخابات التجديد النصفى. وقالت مصادر بالنقابة، إن منتمين للإخوان ومحسوبين على التيار الإسلامى يجهزون حاليًا لتأسيس «تكتلات» يقودها العناصر الأكثر نشاطًا فيهم داخل النقابة، وذلك لتكوين جبهة معارضة قوية تضم معظم معارضى «عاشور» ومجلسه. وأشارت المصادر إلى أن مهمة تلك «التكتلات» ستكون معارضة «عاشور» فى جميع الأمور المتعلقة بأسلوب إدارته للنقابة العامة والنقابات الفرعية بالمحافظات، وإبراز وقائع المساس بحرية المحامين واضطهادهم من قبل بعض الجهات التنفيذية والقضائية أثناء ممارسة عملهم داخل المحاكم والدوائر المختلفة. وأضافت: «هذه الجبهة المعارضة بدأت تحركاتها فى الفترة الأخيرة، خاصة عندما عرض سامح عاشور ميزانية النقابة فى السنوات الماضية على المحامين خلال الجمعية العمومية والتى لاقت رفض قطاع واسع من المحامين وأثبتوا أن بها كثير من العوار والمغالطات، وكان المنتمون للتيار الإسلامى والإخوان من ضمن المعترضين على الميزانية بشراسة وقابلوها بالرفض التام». وظهرت تحركات التيار المعارض مع أزمة محامى حلوان الأخيرة، واحتجاز 10 منهم داخل محكمة حلوان وتوجيه اتهامات بالتدخل فى أعمال القضاء، واستغل ذلك التيار الأزمة ووجه اتهامات ل «عاشور» ومجلس النقابة الحالى بالتواطئ وعدم الوقوف بجانب المحامين وحمايتهم. وكشفت المصادر أن متزعم جبهة المعارضة هو المحامى «منتصر الزيات»، المحسوب على التيار الإسلامى منذ سنوات، من خلال دفاعه عن رموز الحركة الإسلامية وجماعة الإخوان فى عدة قضايا، لذلك يفضلونه ودعموه فى الانتخابات الأخيرة على كرسى النقيب أمام «عاشور». واستكملت: «دعم الإخوان للزيات فى الانتخابات الأخيرة ليس حبًا فيه لكن لأنهم يرونه السبيل الوحيد للعودة مرة أخرى داخل النقابة وفى أوساط المحامين»، مشيرة إلى أنهم سيستمرون فى دعمه خلال الانتخابات القادمة، فضلاً عن التجهيز للعودة عن طريق انتخابات المجلس، والتوغل داخل النقابات الفرعية بالمحافظات، واستقطاب معارضى «عاشور» حتى المستقلين منهم. المهندسين وسيطر الإخوان بشكل شبه كامل على نقابة «المهندسين» خلال فترة حكمهم، وكان على رأسها النقيب «ماجد خلوصى» ومجلسها الإخوانى، إلى أن تم الإطاحة به وسحب الثقة منه فى جمعية عمومية قبل أن تنتهى مدتهم النقابية، وذلك بعد الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم فى أعقاب ثورة 30 يونيو. وعلمت «الصباح» أن خطة الإخوان للعودة إلى النقابة تتضمن تكوين تكتل جديد يقوده النقيب السابق «خلوصى»، ويتكون أعضاؤه من الإخوان الموجودين حاليًا بالنقابة العامة والنقابات الفرعية بالمحافظات، مع ضم المحسوبين على الجماعة والمؤيدين لها، خاصة وأن هناك بعض المقيدين بالجداول كان لهم تواجد ونشاط ملحوظ فترة حكم الإخوان، على أن يعمل «التكتل» فى الخفاء ويشارك بكل قوته فى أى انتخابات مقبلة. الصيادلة لا يختلف الأمر كثيرًا فى نقابة الصيادلة التى يصل أعضاؤها إلى 200 ألف صيدلى على مستوى الجمهورية، وتعقد انتخابات التجديد النصفى بها فى مارس المقبل، حيث شهدت تقدم أعضاء بمجلس النقابة الحالى بأوراق ترشحهم وفى مقدمتهم الدكتور أشرف مكاوى والدكتورة ياسمين فاروق، والدكتور أسامة كمال، وسط تحذيرات من استعدادات أعضاء الإخوان للعودة من جديد والترشح فى تلك الانتخابات. وقالت مصادر إن أعضاء الإخوان سيحاولون استغلال الأزمات الأخيرة بالنقابة، وفى مقدمتها الأدوية منتهية الصلاحية، وعدم تطبيق القرار رقم 499، وزيادة أسعار الأدوية، وعدم اعتراف الشركات بزيادة هامش ربح الصيادلة، وذلك فى محاولة السيطرة من جديد على النقابة. وأشارت إلى أن من بين الأعضاء البارزين الذين يخططون للترشح فى انتخابات النقابة، الدكتور ماهر ندا، وهو عضو بارز جدًا فى الإخوان، والدكتور محمد رمضان عطا الله، المرشح السابق على قائمتها، فضلًا عن ترشح ممثلى سلاسل الصيدليات وتيار الإصلاح المهنى.