دعموا «الزيات» فى «المحامين».. ويعملون سرًا فى «الأطباء» و«المهندسين».. ويستعدون ل«الصيادلة» قبل الانتخابات ب15 شهرًا وكيل «المهندسين»: يعملون ضد مصلحة النقابة ويتلقون توجيهات بالسير عكس التيار «المحامين الإسلاميين»: «الزيات» لا يمثلنا.. ولو دعمناه لفاز بمقعد «النقيب» بدلًا من «عاشور» كان للتيار الإسلامى تواجد قوى وسيطرة كبيرة على المشهد السياسى فى مصر، خاصة فى السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ومن أشكال ذلك سيطرتهم على النقابات، خاصة النقابات المهنية الكبرى، كنقابة المهندسين والأطباء والصيادلة، وكان لهم تمثيل قوى بالنقابات والعمل النقابى فى مصر، ولكن تغير ذلك عندما وصل الإخوان للسلطة وفشلوا هذا الفشل الزريع فى إدارة شئون البلاد، وتم إزاحتهم عن الحكم. فقد تراجعت شعبية التيار الإسلامى على الساحة السياسية بشكل كبير، ولم يقتصر ذلك على الإخوان فقط، بل جميع المنتمين أو المحسوبين على التيار الإسلامى من سلفيين وجماعة إسلامية وأحزاب دينية وغيرهم، ورغم كل ذلك ما زالت هناك عناصر محسوبة على التيار الإسلامى داخل بعض النقابات. نقابة المهندسين نقابة المهندسين من النقابات التى سيطر عليها التيار الإسلامى لفترة كبيرة قبل 25 يناير، وكان مجلس النقابة السابق برئاسة النقيب ماجد خلوصى، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، تحت سيطرة التيار الإسلامى. وبعد عقد جمعية عمومية، سحب المهندسون الثقة من مجلس النقابة الإخوانى، وباتت النقابة بعدها تحت سيطرة التيار المدنى، الذى ينتمى إليه نقيب المهندسين الحالى، طارق النبراوى، ومع ذلك ما زال هناك مجموعة من الموظفين داخل النقابة تم تعيينهم فى عهد المجلس الإخوانى، لهم نشاط داخل النقابة حتى وإن كان غير معلن. ويقول المهندس محمد النمر، وكيل نقابة المهندسين ل«الصباح»، أن التيار الإسلامى سيطر على النقابة لفترة طويلة، وكان آخرها فى عام 2013 عندما تم سحب الثقة من مجلس النقابة الإخوانى، وكان وقتها نقيب المهندسين هو ماجد خلوصى، ولكن المجلس الإخوانى قام بتعيين موظفين داخل النقابة، من المنتمين للتيار الإسلامى، حتى وإن لم يكن لهم شكلًا تنظيميًا داخل النقابة. وأضاف النمر، أن هؤلاء تلقوا توجيهات من مجلس النقابة السابق لإعاقة حركة مجلس النقابة المدنى الحالى، وهم يحاولون دائمًا مهاجمة أى نشاط يقوم به مجلس النقابة الحالى، وإنكار أى إنجاز تقوم به النقابة أو التقليل منه، وهم يعملون ضد المسيرة الوطنية بشكل عام. من جانبه قال المهندس طارق النبراوى، نقيب المهندسين ل«الصباح»، إن الإسلاميين كانوا متواجدين بقوة فى الفترة الماضية، أما الآن فليس لهم سيطرة أو تواجد داخل النقابة، «وكل من هو فى النقابة يعمل لخدمة المهنة ويكتفى بالعمل النقابى، ولا يوجد هناك أى اتجاهات أو عمل سياسى بالنقابة». نقابة المحامين تعتبر نقابة المحامين من أكبر النقابات المهنية فى مصر، وقد تواجد فيها التيار الإسلامى بقوة قبل 25 يناير، وفى فترة حكم الإخوان حاول فرض نفسه بقوة والسيطرة على نقابة المحامين. ويعتبر منتصر الزيات من أبرز المحامين المحسوبين على التيار الإسلامى، وقد ظهر ذلك فى انتخابات نقابة المحامين الأخيرة، حيث ترشح الزيات على منصب نقيب المحامين ضد النقيب الحالى سامح عاشور، وقد حصل الزيات على حوالى 17 ألف صوت، أى أقل من عاشور الذى فاز بمنصب النقيب بحوالى 5 آلاف صوت تقريبًا، مما يدل على أن هناك عددًا كبيرًا من المحامين المنتمين للتيار الإسلامى أو المحسوبين عليه داخل النقابة. وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة داخل نقابة المحامين، أن هناك تواجد للمحامين المنتمين للتيار الإسلامى داخل النقابة، ولهم نشاط، وإن كان غير معلن، ويعلنون رفضهم لسياسات النقيب الحالى سامح عاشور وغير راضين عن أدائه النقابى، ويروجون لمقولة أن عاشور لم يقدم أى جديد للمحامين. وقال قمر موسى، المتحدث باسم رابطة المحامين الإسلاميين، ل«الصباح»، إن المحامين الإسلاميين قاطعوا انتخابات نقابة المحامين الأخيرة، التى فاز فيها سامح عاشور بمنصب النقيب، «لأننا نرفض الأمر برمته، ولا نرضى بالوضع الحالى فى البلاد، وأننا ليس لنا نشاط داخل النقابة». وأضاف موسى، أن «التيار الإسلامى لم يدعم منتصر الزيات فى الانتخابات لأنه لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل التيار الإسلامى بأى شكل من الأشكال، بالرغم من إعلانه أكثر من مرة أنه منتمى للتيار الإسلامى»، وقال إن الإسلاميين لو دعموا الزيات فى الانتخابات الأخيرة لفاز بمنصب النقيب بدلًا من عاشور. نقابة الأطباء سيطر التيار الإسلامى على نقابة الأطباء لفترة طويلة، وتواجد بقوة فى مجلس النقابة خاصة فى ظل حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، واستمر ذلك بعد وصول الإخوان إلى الحكم، وكانوا قد حكموا قبضتهم على نقابة الأطباء وقتها بشكل ملحوظ. ويقول الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، ل«الصباح»، إن التيار الإسلامى سيطر على نقابة الأطباء طيلة 22 عامًا، وتحديدًا منذ عام 1992، وقام الأطباء بسحب الثقة من مجلس النقابة الإخوانى فى عم 2013، بعدها سيطر التيار اليسارى على النقابة، ويظهر ذلك الآن واضحًا حيث إن نقيب الأطباء هو الدكتور حسين خيرى، وأنه حتى إن وجد هناك أشخاصًا منتمين إلى التيار الإسلامى داخل النقابة لم يعلنوا ذلك، لا يمكن تصنيفهم أنهم تابعين إلى تيار بعينه. نقابة الصيادلة سيطر الإخوان على نقابة الصيادلة لمدة 25 عامًا، وذلك قبل ثورة 25 يناير، وزادت هذه السيطرة بعد الثورة، فسيطر الإخوان على نقابة الصيادلة لمدة عامين كاملين، إلا أن جاءت انتخابات التجديد النصفى داخل نقابة الصيادلة بعد الثورة وحصد التيار المدنى داخل النقابة على 10 مقاعد من أصل 12 مقعدًا، وحصل الإخوان على مقعدين فقط، لأنهم أصبحوا هم المسيطرين أيضا داخل النقابة حيث يكون مجموعهم 14 من أصل 25 عضوًا وهم عدد مجلس النقابة كامل، حتى بعد زيادة قوة التيار المدنى والذى سمى وقتها ب«التيار المهنى»، والذى كان من ضمنهم الدكتور محمد سعودى والذى شغل منصب القائم بأعمال نقيب الصيادلة بعدها والدكتور هيثم عبد العزيز والدكتورة مروة خليل، رغم ذلك أصبح الإخوان هم المسيطرين أيضا لأنهم الأكثر عددًا داخل مجلس النقابة. وفى انتخابات التجديد النصفى فى شهر مارس الماضى، نجح التيار المدنى بشكل كبير وكان على رأسهم نقيب الصيادلة الحالى الدكتور محيى عبيد، ماعدا عضوين فقط بمجلس النقابة محسوبين على التيار الإسلامى حتى وإن لم يعلنوا ذلك بشكل واضح. وأوضحت المصادر، أنه الآن فى مجلس نقابة الصيادلة يوجد 4 أعضاء منتمين للتيار الإسلامى من أصل 25 عضوًا. وأشارت المصادر إلى أن التيار الإسلامى والإخوان على وجه التحديد بدأوا الاستعداد من الآن لخوض انتخابات نقابة الصيادلة المقبلة والمقرر انعقادها فى شهر مارس عام 2017.