اذا كنت ترى أن أفضل ما في شبكة الانترنت هو أن مواقعها المهمة (مثل ياهوو وجوجل وفيسبوك ويوتيوب وغيرها) مجانية لا تتطلب اشتراك مادي، فهذا يعني ببساطة انك من المستخدمين الفقراء.. لأن أغنياء العالم لازالوا يبحثون عن الخصوصية والتميز، لدرجة أنهم اخترعوا شبكة تواصل اجتماعي جديدة مغلقة حصريا على الأثرياء. الشبكة الجديدة تسمى"نتروبوليتان"، ومن أجل اغلاقها أمام جحافل فقراء العالم تم تحديد ثمن اشتراك مرتفع - مثل اي نادي اجتماعي راقي - يبلغ 6 آلاف دولار لمجرد التسجيل فيها، بالإضافة إلى 3 آلاف دولار إشتراك سنوى. وتُعرف شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة نفسها بأنها "النادي الحصرى" على الإنترنت للأشخاص الذي يملكون "مالًا أكثر من الوقت".. وعلى الرغم من أن باقي الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل "فيسبوك" و"تويتر" و " لينكد إن" عامة ومجانية لجميع البشر، إلا أن "نتروبوليتان" تتميز بكونها خالية من الإعلانات المزعجة وتنفرد بكون المشاركات لا تظهر ضمن نتائج البحث على محركات البحث مثل جوجل وغيرها، كما تسمح لمستخدميها بخدمة تخزين الملفات السحابية غير محدودة. ووفقا لمجلة "سينتفيك أمريكان" فإن الأغنياء يحصلون على إعلانات فاخرة في نتروبوليتان وعلى عروض إئتمان وقروض لانراها نحن أبدا. وحتى الآن ليس واضحا تماما كل المميزات التى يقدمها النتروبوليتان لأعضاءه، بحكم أن أغلب مستخدمي الانترنت لا يتستطيعون دخوله، لكن من المؤكد تواجد مجموعة من المشرفين اللذين ينشطون طوال الوقت لرصد أي سلوك سيء، مثل أن يقوم أحد الأعضاء بالترويج لشركته عبر الشبكة. لكن الأهم بالنسبة لمجتمع "كريمة الكريمة" هذا هو إنك لن تقابل أبدا أحدا من الفقراء، فدوافع مؤسسى النتروبوليتان التى أعلنوها هى" أنه بيئة تسمح لك بالحديث عن أدق الأشياء فى الحياة دون التعرض للهجوم". فمن ذا الذى يريد أن يسمع مشاكل مترفى العالم الأول؟ كأن تسمع من يشكو من صعوبة الحياة بسبب إراقة نبيذه الفاخر على مقدمة سيارته الكلاسيكية أثناء توجهه لقضاء عطلة في منتجع فخم! إن المترفين لديهم الإستعداد لدفع الكثير كى يكون لديهم إنترنت منفصل عنك كما إن الإنترنت لديه الإستعداد لأن يقدم لهم كل ماهو فاخر ويبتكركل جديد خصيصا لأجلهم، وبهذا يكون تكافؤ الفرص على الشبكة العنكبوتية كذبة نحيا بها نحن الفقراء مستخدمى الإنترنت. فهناك على النتروبوليتان يضحك المترفون من سذاجتنا فالحقيقة أن المال يحصل لك على كل شىء أفضل: تعليم وسكن أفضل ... وأيضا إنترنت أفضل حتى لو لم يكن أفضل كثيرا ولكنه منفصل وخاص بك وبجماعتك فقط. إن أنصار "حيادية الإنترنت" قد أصابهم القلق من أن يحتكر الإنترنت حفنة من البشر فى المستقبل القريب فيمنعوا الإنترنت عن العملاء اللذين لايدفعون أو يقدمون خدمات سيئة لمن يدفع أقل. ولذلك قام أنصار حيادية الإنترنت بمطالبة الحكومة بوضع ضوابط تضمن وصول كل العملاء لكل المواقع وأن يحصل كل العملاء على نفس مستوى الخدمة بدلا من تقسيم الإنترنت إلى "خدمة بطيئة" و"خدمة سريعة" وفقا لقيمة الإشتراك لأنهم لايريدون للأغنياء الحصول على إنترنت أفضل من غيرهم.
