أولا تعريف الذكاء أختلف العامة والعلماء حول تعريف معنى محدد للذكاء فهل الذكاء هو العقل أم هو التفكير الأبداعى ام المقصود به الأبتكار هل الذكاء نشاط ذهني متوا رث أم مكتسب؟؟؟؟والكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى بحث ودراسة للإجابة عليها… والواقع الذي نتفق معه كثيراً((أن الذكاء لا يمنح للطفل لحظة ميلاده، وأينما ينشأ ويتكون مع مختلف مراحل النمو، ويخضع في ذلك للعديد من العوامل مثل مساهمة الوالدين، والمناخ العائلي ونمط الحياة ورغبة الزوجين في إنجاب الأطفال، ومن هنا، فإن بعض الأطفال يصادفون في معيشتهم هذه الظروف المواتية، على حين يحرم منها الآخرون، فالذكاء لا يعتبر شيئا في ذاته يمكن انتقاله بعملية سرية، وإنما إحدى وظائف الشخصية التي تتنبه، ثم تتكون في بداية حياته هشة ضعيفة، ثم تكون نفسها بعد ذلك باطراد بفعل عوامل عديدة أهمها : مساعدة الآباء والمعلمين والبيئة، ومع ذلك، فالذكاء ليس مجرد وظيفة حركية، بل انه كما يبدو لنا حالة يكيف الطفل بها نفسه مع العالم أساسها القيم والفهم، والتي يعبر من خلالها الطفل عن حيويته وعن حاجته الطبيعية والبيولوجية لأن يكبر وينمو، كما أن علاقات الطفل مع الآخرين، ومع البيئة المحيطة به تتحدد في مظاهر السلوك الوجداني التي تتواكب مع الذكاء)) . ولقد كان أول ما أشار إلى نمو وتطور الذكاء بتفاصيله العلمية هو”جان بياجيه” فالذكاء عند بياجيه هو ((تكيف للبيئة، وهذا التكيف ما هو إلا توازن بين عمليتي التمثيل والمواءمة)) ، كما يصف بياجيه تطور الذكاء بأنه ((عملية بناء في تركيب العناصر اللازمة للتطور وفقا لنظام معين يبدأ بتجميع هذه العناصر، وهي ما زالت بعد هشة واهية، ثم العمل على توحيدها، لتعد أساساً صلباً لنشاط عقلي)) بمعنى أن الذكاء يمثل معطيات التجربة التي يمر بها لأطره، سواء أكانت بنيات حركية أو مفاهيم، وعملية التكيف، أو بمعنى آخر، عملية تنظيم المعطيات بقطبيها:التمثيل والمواءمة، وهي كل موحد يعلن عن نشاط متكامل لعمل الذكاء عمل يستمر باستمرار حياة الفرد، هدفه تكوين بنيات عقلية متباينة Structure، ونوعية هذه البنيات تحدد مرحلة النمو العقلي المعرفي، والتي وصل إليها الطفل، أو الكائن البشرى، ولذلك فالتمثيل نشاط للذكاء يكشف عن تكوين البنيات العقلية، وهو يحكم الحقائق والمعارف، وهنا ينشط الطفل ذو الطابع المنطقي الرياضي، أما المواءمة، فهي نشاط إشاري للذكاء، أي تجريب واستنباط للواقع يكشف عن نمط وعى الطفل بتكوين البنيات العقلية، أي يكشف عن مدى تعقل الطفل لنشاطه و أفعاله وللعمليات العقلية التي يقوم بها أثناء تفاعله مع البيئة، كما أن التكيف أو تنظيم المعطيات حسب قوانين التكامل والتوحد والتناسق، هو تنظيم للوظيفتين السابقتين ( التمثيل والمواءمة في بنيات جماعية هي الذكاء ). ويمثل الآن اتجاه سائد في أوساط علم النفس، بأن الذكاء هو ((قدرة فطرية ومكتسبة في آن واحد ن فالصفة الفطرية هي الصفة الثابتة نسبياً أي التي لا تستطيع عوامل البيئة العادية أن تغيرها إلا في حدود ضيقة، في حين أن الصفة المكتسبة هي الصفة المرنة التي تستطيع عوامل البيئة أن تغيرها كثيراً أو تمحوها)) وأيضا، وبصيغة أخرى (( الذكاء طاقة فطرية تولد مع المرء، ولكن هذه الطاقة لن تصل تحقيق كل إمكانياتها ولا تتفتح التفتح الكافي إلا بالتربية والعناية والثقافة )) ، وأيضاً تعلن وجهة النظر هذه ((أن مكونات الشخصية تتأثر بعاملي البيئة والوراثة معاً، ولكن بدرجات متفاوتة، ومن أهم الصفات الوراثية البيئية : لون البشرة، الذكاء والقدرات سمات الشخصية)) . وهناك من يرى أن البيئة تلعب الدور الأهم في تأكيد الذكاء مثل “واطسون” الذي يقول(( ليس هناك شيء يدعى وراثة المواهب أو المزاج أو التكوين العقلي)) ، وسانده بعض العلماء مثل “لوكLOCK” في قوله ((إن الإنسان يولد وعقله صحيفة بيضاء تنقش عليها البيئة ما تريد من خبرات متعلمة، والتصرف الذكي وليد هذا التعلم)) .