اجتمعت العائلة الأهل المقربون من الطرفين ولكن كان هذا الاجتماع من نوع آخر، الزوجان يجلسان فى مقعدين متقابلين يتوسطهما المأذون ليبدأ حديثه «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق» يجب عليكم التفكير جيدًا وتعطوا لأنفسكم فرصة أخرى فهذا ليس بالقرار السهل عليكم ولا على أولادكم، لتقاطعه الزوجه بقولها: لقد أخذنا قراراً نهائيًا يا شيخ ولن يكون فيه رجعة ليرد الزوج: أرجوك أسرع بالإجراءات. وبانتهاء الإجراءات ينتهى معها رباط أسرة كانت سعيدة يومًا ما ليجعل أطفال فى عمر البراءة يربون بعيدًا عن أبيهم طيلة حياتهم حتى يصبحوا يتيمين الأب وهو على قيد الحياه. لن نتحدث ونقول من هو السبب فى ذلك الزوج أو الزوجة فعندما تصل المشكلة إلى هذا الحد فهذا يعنى أن الطرفين مخطئان. فتدخل الآخرين فى حياتهم كان السبب الرئيسى فى فك حبل الوصال الذى كان يجمع شمل تلك العائلة السعيدة. مرت الأيام ومازال الزوجان مغيبين كما هما كل واحد فيهما يفكر أنه أخذ القرار الصائب فالأم حاضنة لأطفالها فى شقة زواجها كما ينص قانون الأحوال الشخصية والأب غير الحاضن فقط يشاهد أبناءه يومًا واحدًا فى الأسبوع لمدة ثلاث ساعات. الأم زادت عليها المسئولية فهى لأبنائها الأب والأم وأحست أنها كبرت على عمرها خمسين عامًا فالمسئولية ليست بالهينة عليه فأطفالها مازالوا صغارًا يحتاجون إلى رعاية وجهد مضاعف. أما الأب فقد أحس أخيرًا بالندم فقد حرم من الدفء العائلى حرم من أبنائه عرف أخيرًا أن النظر إليهم كل يوم وهم يكبرون أمامه بكل متع الدنيا. ورغم عدوله عن قراره الذى قال من قبل إنه نهائى إلا أن الآخرين مازالوا يتدخلون حتى فشل قرار أن يرجعوا مرة أخرى لحياتهم الطبيعية فى بيتهم الصغير. وحولت الأم حقها فى حضانة أطفالها إلى وسيلة للانتقام من الزوج وإذلاله بحرمانه من رؤيه أبنائه، وكأن دور الأبوة الوحيد الذى تعترف وتتمسك به هو الإنفاق المالى عليهم. حينها تعب الأب كثيرًا كل يوم وهو بعيد عن أولاده ليكتب أسماءهم فى كل شئ أمامه على لبسه على حوائط غرفته على يده فقد ملأ الندم صدره ينام يستيقظ على تهيؤه لصوت أبنائه يضحكون أمامه يلعبون أو حتى يبكون ويتشاجرون. كل يوم على هذا الحال حتى تدهورت حالته الصحية وأصابه مرض الاكتئاب حتى لم يستطع قلبه التغلب على كل ما يعانيه من ندم وفقدانه لأبنائه وفى يوم نام الأب المسكين ولكن لم يستيقظ بعدها نام نومته الأبديه كأن الله منّ عليه بالموت ليريح قلبه المكسور على فراق أبنائه. فلم يكن الخنجر الذى وجهته زوجته إليه من غضب وحقد ورغبة فى الانتقام قد أصابه فقط بل مر على قلوب أبنائها لهم أولاً.