د. أحمد الطيب وأكد المركز الإعلامي للأزهر الشريف في بيان، أن "الشائعات المغرضة التي انطلقت من خلال بعض الصحف وتناولت أنباء كاذبة حول استقالة شيخ الأزهر، أو عزمه علي الاستقالة، تُعدّ جزءًا لا يتجزَّأ من حملة ممنهجة لم تتوقف ضد الأزهر، والتي بات يعلمها القاصي والداني في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهي حملة تهدف إلي الإساءة للأزهر الشريف، وقد تناولت هذه الحملة رموز الأزهر ورسالته باستخدام الوسائل كافة، ومنها الكذب والتَّقوُّل علي مقام مشيخة الأزهر ورموزها، وآخرها شائعة استقالة الإمام الأكبر، أو عزمه علي الاستقالة". وأشار الأزهر إلي أنه يتابع عن كثب ما تناولته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وما تبع ذلك من قلقٍ واتصالاتٍ من جميع المخلصين في داخل مصر وخارجها بخصوص شائعة الاستقالة، مؤكدًا "بشكل قاطع وواضح لا ريب فيه كذب هذه الأنباء، وأن شائعة استقالة الإمام الأكبر أو عزمه علي الاستقالة عارية تمامًا عن الصحة"، وكشف بيان الأزهر أن الدكتور الطيب أكد بشكل واضح أنه "ليس ممَّن يتخلي عن أمانته وواجبه وأنه باقٍ في المشيخة لخدمة الدِّين والوطن والأزهر". وكانت مؤسسة رئاسة الجمهورية سبق أن نفت هذه الشائعة بمجرد صدورها، كما سبق أن نفاها عدد من القيادات بالأزهر وعلي رأسهم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر. بيان الأزهر وإن نفي نبأ استقالة الطيب، إلا أنه لم ينف غضب الأخير من الهجوم الإعلامي علي الأزهر وعلمائه، فقال مصدر مطلع بالأزهر ل"آخر ساعة"، إن الإمام الأكبر مستاء من الهجوم المتواصل علي الأزهر الشريف وقياداته، وان الهجوم انتقل من مرحة النقد إلي السباب والهدم والتطاول علي كل ما ينتمي للأزهر بصلة، خاصة أن الهجوم طال أداء الأزهر خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونيو. وأشار المصدر إلي أن أكثر ما أثار غضب الإمام الأكبر، اتهامه بممالأة جماعة "الإخوان المسلمين"، وأنه يحمي قيادات الأزهر ذات الهوي الإخواني، أمثال الدكتور حسن الشافعي، كبير مستشاري شيخ الازهر، ومحمد عبد السلام، المستشار القانوني لشيخ الأزهر، نافيًا صحة هذه الأنباء، مؤكدًا أن جميع قيادات المشيخة من أبناء المؤسسة الأزهرية بما تمتاز به من وسطية. الدكتور عباس شومان، نفي ل"آخر ساعة"، وجود أي نية لشيخ الازهر في الاستقالة من منصبه، معتبرًا الحديث عن خلافات بين الأزهر ومؤسسات الدولة أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وأشار إلي أن شيخ الأزهر وجميع علماء المؤسسة، يعملون علي مواجهة التيارات المتطرفة بكل حزم، وهو السبب في الهجوم المشبوه علي الأزهر ممن لا يعجبهم قيام المشيخة بدورها علي أكمل وجه في ملف مواجهة التطرف والإرهاب، خاصة أن الأزهر غير من نهجه وبدأ العمل علي الأرض بتسيير قوافل دعوية لشرح منهج الإسلام الوسطي في جميع المحافظات. في المقابل، أكد الدكتور سعدالدين هلالي، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحديث الإعلامي عن استقالة شيخ الأزهر غير مطلوب، في وقت لابد أن يحتشد الجميع حول ملف تجديد الخطاب الديني باعتباره أولوية لمواجهة خطاب التشدد الديني الذي يسيطر علي العقول ويجعلها تؤمن بما يؤمن به "الإخوان"، محذرا من أن مؤسسة الأزهر في حاجة إلي تنقية صفوفها من الطابور الخامس لجماعة "الإخوان"، فهناك عدد لابأس به من أعضاء هيئة كبار العلماء ينتمون إلي الإخوان، مناشداً شيخ الأزهر بضرورة تطهير الأزهر من تلك العناصر التي تريد جرّ الأزهر إلي الفاشية الدينية.