قبل شهرين فقط من بدء موسم الحج إلى القدس، الذى يحل فى الفترة بين 5 و12 أبريل المقبل، بدأت شركات السياحة تكثيف الإعلانات عن رحلاتها، لأول مرة، بعدما كانت تروج لها سرًا فى السنوات الماضية، نظرًا لوجود قرار من البابا شنودة الثالث بمنع زيارة الأقباط للقدس المحتلة، وحرمان المخالفين من الأسرار الكنسية، ما أيده فيه البابا تواضروس الثانى. وقالت مندوبة إحدى الشركات السياحية المسئولة عن تسفير الأقباط للحج، إن آخر موعد للحجز هو منتصف الشهر الجارى، نظرًا لأن الشركة تحتاج إلى المزيد من الوقت للحصول على الموافقات الأمنية، وإنهاء إجراءات السفر، فيما نفت أى تأثير لتهديدات حرمان المخالفين من الأسرار الكنسية، مشيرة إلى أن «أى من المسافرين لم يتعرض للحرمان، ونحن نعطى الكهنة والقساوسة أوراق الدعاية الخاصة بشركتنا، حتى يروجوا لها». وأوضحت فى تصريحات ل«الصباح»، أنه «يجب أن يكون عمر المسافر أكبر من 40 سنة»، إلا أنها كشفت عن وجود طريقة للتحايل على هذا الشرط، وهو تسفير الشباب الأقل من 40 سنة كمشرفين على مجموعة الحجاج، مشيرة إلى أن «كثيرًا من شركات السياحة تصمم على ألا يقل السن عن 45 سنة». وأوضحت أن «هناك نوعين من الرحلات التى تقدمها الشركة، الأول مدته 8 أيام فى القدس وحدها، وتكلفته 1170 دولارًا، بالإضافة إلى تذكرة طيران قيمتها 4200 جنيه، وتشمل الرحلة الإقامة، وتذاكر دخول الأماكن المقدسة، أما النوع الثانى، فمدته 11 يومًا فى بيت لحم، والقدس، وتكلفته 1350 دولارًا، بالإضافة لثمن تذكرة الطيران». ويأتى الترويج لرحلات الحج إلى القدس هذا العام، بعد شهر واحد من تأكيد البابا تواضروس الثانى أن منع الأقباط من زيارة القدس، فى ظل الاحتلال الإسرائيلى، موقف ثابت للكنيسة، لم يتغير، وذلك خلال استقباله للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، متمنيا «ألا يطول هذا الأمر، ويذهب المسيحيون والمسلمون معًا لزيارة الأراضى المقدسة يعد انتهاء الاحتلال». وبحسب مصادر كنسية، فإن عددًا من القساوسة يخالفون الموقف الرسمى للكنيسة، بالترويج لهذه الشركات، والرحلات التى تنظمها إلى القدس، وتلقى رواجًا كبيرًا فى الأوساط القبطية، خاصة أن المسيحيين حرموا لفترة طويلة من زيارة القدس، بسبب تشديد البابا الراحل، قبل أن ينفتح الباب جزئيًا أمامهم عقب ثورة 25 يناير. والتقت «الصباح» عددًا من الأقباط الراغبين فى زيارة الأماكن المقدسة، فى عيد القيامة المقبل، بينهم جرجس بخيت، من سوهاج، الذى قال «نفسى أزور الأماكن التى عاش فيها المسيح، وآخد البركة منها»، متسائلا «هل هذه سياسية؟، وما علاقة الأمر بالقضية الفلسطينية؟، أنا نفسى أزور القدس، لكن كنا نطيع كلام البابا شنودة، وامتنعنا عن الذهاب، أما بعد الثورة تفتحت عقول الناس، وسأزور القدس، وليكن ما يكون». ومن جانبه، قال سامى جرجس، من القاهرة: «أتمنى زيارة الأماكن المقدسة، وهى أمنية كل مسيحى فى مصر، وبالنسبة للحرمان الكنسى سنقدم اعتذارًا إلى الكنيسة، بعد العودة من الأراضى المقدسة، ونثق فى أبوية ورعاية الكنيسة لأبنائها، ومعرفة متطلباتهم». وفى المقابل، رفض سامى زقزوق، المقيم فى القاهرة، زيارة القدس، مؤكدًا أنها «تؤدى إلى إثارة مشكلات طائفية بين المسلمين والمسيحيين، لذلك أؤيد موقف الكنيسة»، وأضاف أن «المسافرين أحرار فى موقفهم، لكن موقف الأغلبية من هذه القضية معروف، ومؤيد لموقف الكنيسة، ونادرًا ما يخالفه أحد من الأرثوذكس، فغالبية من يذهبون كاثوليك أو بروتستانت».