*15 ألف مجاهد أجنبى ينتمون ل80 دولة يحاربون فى صفوف التنظيم.. وأوطانهم الأصلية ستعانى بعد عودتهم من ميادين القتال تقرير جديد صدر عن الأممالمتحدة يشير إلى زيادة فى أعداد المهاجرين الأوروبيين إلى سورياوالعراق للقتال مع داعش، وهى ظاهرة غريبة، فإذا كان الفقر والإحباط والبطالة هى أسباب هروب الشباب من حياتهم الصعبة للالتحاق بالجماعات الجهادية المسلحة، فما هو سبب انضمام أعداد كبيرة من شباب دول الرفاهية إلى تنظيم داعش؟ التقرير الصادر عن الأممالمتحدة حذر من أن الجهاديين الأجانب يتدفقون لسورياوالعراق بمعدلات غير مسبوقة فاقت حتى تلك التى كانت تسافر لأفغانستان فى الثمانينيات، ومن دول لم تسهم من قبل بمقاتلين فى عمليات إرهابية، ولقد ذكر تقرير مجلس الأمن فى الأممالمتحدة أن حوالى 15 ألف أجنبى قد سافروا لسورياوالعراق للحرب فى صفوف داعش والجماعات المتشددة، وأنهم ينتمون لأكثر من ثمانين دولة «بما فيها دول لم تواجه أى تحديات تتعلق بتنظيم القاعدة». إن الأرقام التى ذكرها تقرير الأممالمتحدة تؤكد التقديرات الأخيرة للمخابرات الأمريكية حول حجم مشكلة المقاتلين الأجانب، والتى يرى التقرير أنها فى تزايد على الرغم من الغارات القوية لمكافحة الإرهاب التى شنتها إدارة أوباما وحملة الاعتقالات والمراقبة التى تتم على الأرض. ويقول تقرير مجلس الأمن الذى يتابع تنظيم القاعدة إن أعداد المقاتلين الإرهابيين الأجانب منذ عام 2010 قد تضاعفت الآن عدة مرات وهى فى تزايد، لكنه لم يذكر أسماء الدول الثمانين التى قيل إنها مصدر المقاتلين المتدفقين للعراق وسوريا، لكن فى الشهور الأخيرة ظهر مؤيدو داعش فى مناطق غير متوقعة مثل جزر المالديف، كما عرضت فيديوهات الإنترنت بكل فخر جهاديين من شيلى والنرويج وخلفيات متنوعة أخرى. وأضاف التقرير «هناك حالات لمقاتلين أجانب من فرنسا والاتحاد الروسى والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وكلهم يعملون معا»، ومن المعتقد أن أكثر من 500 مواطن بريطانى قد سافروا إلى المنطقة منذ 2011. وفى تحديث لتقرير الأممالمتحدة حول ظاهرة انتشار الإرهاب الدولى والجهود المبذولة لوقف ذلك، أكد التقرير مزاعم إدارة أوباما بأن «أساس تنظيم القاعدة ما زال ضعيفًا»، ولكنه أيضا يشير إلى أن تراجع تنظيم القاعدة عن العمل الإرهابى قد أسفر عن انفجار حماس الكثير من التنظيمات الأقوى لخلافته وخاصة داعش. ويقول التقرير إن هذه التنظيمات غير مهتمة بالاعتداءات خارج حدودها، فالهجمات عبر الحدود- أو ضد أهداف دولية- تظل محدودة فى سلسلة أهدافهم، ولكن التقرير حذر من أن دولهم الأصلية ستواجه تحديا من المقاتلين ذوى الخبرة بعد عودتهم من صراع العراقوسوريا. ومع الخوض فى جدل حول التداعيات القانونية لحرب أوباما الجديدة ضد داعش، ترى الأممالمتحدة أن داعش «جماعة منشقة» من تنظيم القاعدة، وتعتبر التطابق الإيدلوجى بينهما كافيا لتصنيفهما ضمن حركة أوسع نطاقًا على الرغم من قيام تنظيم القاعدة بطرد داعش رسميا فى فبراير الماضى. ويرى تقرير الأممالمتحدة أن فى الجوهر كلا من تنظيم القاعدة وداعش يسعى لأهداف استراتيجية متماثلة، ولكن مع اختلافات تكتيكية بشأن التسلسل.. لكن خلافاتهم جوهرية تأتى حول مفهوم الزعامة». ولقد لاحظت الأممالمتحدة أن الخلافات بين قيادة المنظمات تتضح فى شكل الدعاية، فداعش تستخدم كل وسائل الإعلام الاجتماعية وثقافة الإنترنت بدلا من «الرسائل الطويلة والدسمة» التى اعتاد عليها تنظيم القاعدة- ففيديو أيمن الظواهرى الأخير استمر 55 دقيقة- ولكن أعضاء داعش يستخدمون تويتر وسناب شوت وكيك وغيرها من وسائل الاتصال الرشيقة بدون أن تعيقهم الهياكل التنظيمية. التقرير حذر من أن «عدم انضباط الرسالة الإعلامية» لداعش يعنى أن قيادات التنظيم تعرف قيمة التجنيد ذا القنوات المتعددة ورسائل الإعلام الاجتماعى متعددة اللغات وغيرها، وهذا يعكس عضوية أصغر سنا وأكثر عالمية من أنصار تنظيم القاعدة. ولقد توصلت الأممالمتحدة إلى أن عوائد داعش من مجرد تهريب النفط تقدر الآن بحوالى مليون دولار يوميا، بالإضافة إلى سيطرة داعش على مساحة من الأرض فى العراقوسوريا يقطنها ما بين خمسة إلى ستة ملايين نسمة، وهم تعداد سكان دولة مثل فنلندا!. كما تُدْعَم ثروة داعش بحوالى 45 مليون دولار من أموال الخطف للحصول على فدية.