رغم إصرار وزارة الداخلية على أن محمد الجندى لقى مصرعه نتيجة تعرضه لحادث سيارة، وطعنها على التقرير الثانى الذى أصدره الطب الشرعى الذى يثبت أن الجندى لقى مصرعه نتيجة تعرضه للتعذيب إلا أنه أجريت مؤخرا دراسة تثبت أن التعذيب الذى تعرض له النشطاء كان ممنهجا ومدروسا بل كان مخططا له هذا ما أثبتته الباحثة فاطمة سالم من خلال دراسة أجرتها بعنوان «رصد وتحليل وتوثيق قضايا التعذيب الممنهج» بمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. تقول الباحثة: «إن التعذيب الذى تعرض له النشطاء كان ممنهجا لأنه كان يستهدف عددا من أدمن صفحات ضد الإخوان ونشطاء سياسيين ومعارضين مثل الشهيد محمد حسين الشهير بكريستى أدمن صفحة «إخوان كاذبون» وجيكا وأبوضيف، بالإضافة لسحل المواطن حمادة صابر والتحرش الجنسى والاغتصاب الجماعى الذى تعرضت له فتيات الثورة بقصد إقصائهن عن المشاركة السياسية، وغيرهن من شباب الثورة الذين كانت كل مطالبهم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وذلك نتيجة ممارسات التعذيب والتنكيل التى تمارسها وزارة الداخلية ضد السياسيين والمعارضين والمتظاهرين. أثبتت الدراسة عكس ما زعمه أحمد مكى، وزير العدل، بأن النشطاء لم يتعرضوا لتعذيب ممنهج وأن هذا النوع من التعذيب كان مستخدما فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستخدمه الرئيس السابق حسنى مبارك ضد الجماعات الجهادية، مؤكدا أن الوضع تغير بعد ثورة 25 يناير ولم يعد هناك تعذيب ممنهج. وأشارت الباحثة إلى أن الدراسة قامت برصد قضايا التعذيب التى حدثت خلال 3 شهور «ديسمبر ويناير وفبراير» التى حدث خلالها أحداث الاتحادية. وتضيف فاطمة: «رصدت فى الدراسة تناول الإعلام لقضايا التعذيب، وعليه تبين أن جريدة الحرية والعدالة التابعة لحزب الحرية والعدالة الذرع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمون» كانت أكثر هجوما على النشطاء السياسيين، وخاصة فى تناولها لقضية سحل حمادة العربى حيث تعمدت تداول قصص مختلفة ومتباينة فى محاولة لإلصاق تهم به. شملت نتائج الدراسة أهم الانتهاكات التى حدثت خلال الربع الأول من العام الحالى، أتى فى مقدمتها احتجاز 130 طفلا تحت السن القانونية خلال أحداث الذكرى الثانية للثورة، بتهمة استعراض القوة والتعدى على رجال الشرطة وتعطيل المواصلات العامة والمرافق العامة والتجمهر، بالإضافة إلى انتهاكات الشرطة لحقوق المواطنين والتى وصل عددها إلى 75 حالة ثم حالات القتل التى مارستها وزارة الداخلية نتيجة التعذيب الممنهج أو بالطلق الحى والتى وصلت إلى 66 حالة ثم تلاها احتجاز المواطنين أثناء التظاهر دون وجه حق وبشكل غير قانونى 36 حالة، كما بلغ عدد حالات التعذيب التى وقعت تحت رضا أفراد قوات الأمن المركزى دون تدخل منهم إلى 30 حالة، فيما وصلت حالات هتك العرض الممنهج الذى تعرضت له الفتيات أثناء ذكرى الثانية للثورة إلى 29 حالة، وحالات السب والإهانة والتى وصل عددها إلى 28 حالة ثم تليها حالات التعذيب الوحشى بداخل معسكر الجبل الأحمر والتى وصل عددها إلى 27 حالة ثم جاء فى المركز الأخير حالات سحل المواطنين والتى وصلت إلى 4 حالات والتى منها حالة حمادة العربى.