تراجع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن المحادثات المحتملة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلنا اليوم، الثلاثاء، أنه يتعين على الرئيس الأمريكي أولًا رفع العقوبات المفروضة على طهران. وقال حسن روحاني، اليوم، وفقا لما نقلته عنه وسائل الإعلام في طهران، إنه بخلاف ذلك سيكون اللقاء بين الزعيمين لمجرد الظهور الإعلامي و«هذا غير ممكن». وجاء تغير موقف روحاني بعد يوم من تصريح ترامب بأن هناك فرصة جيدة للقاء الزعيمين بعد تدخل مفاجئ من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال قمة مجموعة السبع في بياريتز لمحاولة التقريب بين واشنطنوطهران. وفي خطاب متلفز، قال روحاني: «بدون رفع الولاياتالمتحدة العقوبات، لن نشهد أي تطور إيجابي». وأضاف أن «واشنطن تمسك بالمفتاح». وكان روحاني، أمس، قد أعرب عن استعداده للتفاوض من أجل الخروج من الأزمة في أعقاب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي لعام 2015 وإعادة فرض العقوبات اللاحقة. كما قال ترامب إنه سيكون مستعدًا للقاء الرئيس الإيراني «إذا كانت الظروف مناسبة». ولم تحدد ماهية هذه الشروط، لكنه وافق على أنه من الواقعي توقع عقد اجتماع في الأسابيع المقبلة. ومن المقرر أن يحضر الرئيسان الإيراني والأمريكي الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في منتصف سبتمبر. ووصف ماكرون إمكانية عقد قمة أمريكية إيرانية نتيجة لمبادرة دبلوماسية فرنسية تهدف إلى نزع فتيل التوترات المتزايدة بعد قرار ترامب العام الماضي بترك الصفقة. ولم يقدم تفاصيل عن المفاوضات، لكن المسئولين الفرنسيين قالوا إنها تنطوي على تراجع جزئي للعقوبات الأمريكية والامتثال الإيراني الكامل لصفقة عام 2015 من أجل تمهيد الطريق لاستئناف الدبلوماسية الأمريكيةالإيرانية رفيعة المستوى. وقال ماكرون إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سافر إلى باريس يوم الجمعة لتحديد موقف إيران التفاوضي. وبعد التحدث إلى ترامب وزعماء الدول السبع الكبرى في مأدبة عشاء مساء السبت، قرر الرئيس الفرنسي وجود تقارب كافٍ لدعوة ظريف إلى بياريتز لإجراء مزيد من المحادثات. وقال ماكرون: «من خلال هذا التنسيق اتخذنا أمس مبادرة لإعادة وزير الخارجية الإيراني والعديد من التبادلات مع الوزراء الفرنسيين مما سمح لنا برسم طريق». وأضاف: «لا يوجد شيء مؤكد ولا يزال هشًا للغاية، ولكن كانت هناك مناقشات على المستوى الفني مع بعض التقدم الحقيقي». وتقود فرنسا جهودًا لوقف الانجراف نحو التوتر والصراع في الخليج بعد قرار ترامب في مايو 2018 بسحب الولاياتالمتحدة من صفقة نووية متعددة الأطراف مع إيران وإعادة فرض عقوبات صارمة تتوج بحظر نفطي. وردا على ذلك، بدأت إيران في الخروج عن بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي المفروض في الصفقة النووية. الاقتراح الفرنسي هو أن تتخلى الولاياتالمتحدة عن بعض حملاتها «للضغط الأقصى» وأن تعود إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاقية، ما يتيح مساحة لمزيد من المحادثات حول القضايا غير النووية مثل برنامج الصواريخ الإيراني ودوره في منطقة الصراعات.