في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة ال63 للجنة وضع المرأة في نيويورك الإثني، قال الأمين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم يشهد جهودا غير مسبوقة تهدف لتعزيز المساواة بين الجنسين لكنه حذر في الوقت ذاته من أن حقوق المرأة تتعرض لضغط كاسح لا هوادة فيه حول العالم، ودعا إلى التمسك بالمكاسب التي تحققت نحو تمكين المرأة على مدى السنوات الماضية.وتركز لجنة وضع المرأة، أكبر منتدى أممي معني بتحقيق المساواة بين الجنسين، خلال فعاليات دورتها ال63 المنعقدة في الفترة من 11 إلى 25 مارس/آذار على عدد من القضايا التي يمكن أن تسهم في تحقيق تغيير مستدام لصالح المرأة في إطار موضوع الدورة،"نظم الحماية الاجتماعية، والوصول إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.ولفت غوتيريش إلى أن النساء تعرضن على مدار آلاف السنين إلى التهميش والتجاهل وإسكات أصواتهن بشكل منهجي، في عالم يهيمن عليه الذكور وثقافة يسيطر عليها الذكور.وأوضح الأمين العام: "نشهد زيادة في العنف ضد المرأة ، وخاصة المدافعات عن حقوق الإنسان والنساء اللائي يترشحن للمناصب السياسية. نرى التحرش عبر الإنترنت وإساءة معاملة النساء اللائي يتحدثن علناً. وفي بعض البلدان رغم انخفاض معدلات جرائم القتل إلا أن جرائم قتل النساء في زيادة.كما أضاف أنه في بلدان أخرى، "نرى تراجعًا في الحماية القانونية ضد العنف المنزلي أو حتى تشويه الأعضاء التناسلية للإناث."ومن المنتظر أن تقدم اجتماعات لجنة وضع المرأة توصيات ملموسة، بالدعوة إلى سن قوانين أكثر فعالية، والاستثمار في البنية التحتية التي تراعي المنظور الجنساني، كالنقل والتخطيط العمراني بما يتناسب مع احتياجات النساء والفتيات، وتوسيع نطاق الخدمات العامة عالية الجودة بتكلفة ميسورة، وتوسيع خدمات الرعاية، وتحسين فرص التوظيف للنساء، وظروف عملهن، وحقهن في التنظيم والتفاوض الجماعي، وتحسين البيانات والأدلة.وهنا استشهد غوتيريش بالبيانات الواردة في أحدث تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، والتي بينت أن النساء حصلن في العام المنصرم على فرص عمل أقل بنسبة 26 في المائة مقارنة بالرجال، كما أن وجدت أن أقل من ثلث المديرين كانوا من النساء رغم احتمالية أن يكونوا أفضل تعليماً.وقال الأمين العام إنه لهذا يضغط شخصيا من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين على مستوى منظومة الأممالمتحدة، لافتا إلى تحقيق "تقدم جيد" في هذا المضمار.وأوضح: "إذا نظرتم إلى منصة مديرين الأممالمتحدة اليوم، ستجدون نساء أكثر من الرجال. وهذه سابقة في تاريخ الأممالمتحدة. انظروا حول العالم وستجدون التكافؤ بين المنسقين المقيمين لدينا – وهم كبار المسؤولين لدينا في أنحاء العالم. وذلك أيضا لأول مرة في تاريخ الأممالمتحدة."ومضى الأمين العام للقول إن منظومة الأممالمتحدة في طريقها لتحقيق التكافؤ في جميع الوظائف العليا بحلول عام 2021 وفي جميع المجالات في الأممالمتحدة بحلول عام 2028.وأكد غوتيريش على أنه "عندما تكون النساء على المنصة، تزداد فرصة السلام المستدام،" كما أنه عندما تتاح لهن فرص متساوية في القوة العاملة ، يمكن للاقتصادات أن يزيد تريليونات، بحسب التوقعات الأخيرة.وقال: "ببساطة ، عندما نستبعد النساء ، يدفع الجميع الثمن. وعندما نشرك المرأة ، يفوز العالم كله."ودعا غوتيريش إلى إشراك المرأة بشكل متساو في جميع جوانب المجتمع، معتبرا أنها الطريقة التي يمكننا أن نبني بها عالما أفضل.ويعني هذا بحسب الأمين العام، "تغيير علاقات القوة وسد الفجوات ومعالجة التحيزات والنضال من أجل الحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس والفوز بمساحات أكبر.ويشارك غوتيريش في جلسة نقاشية اليوم الثلاثاء على هامش فعاليات الدورة 63، تديرها السيدة بومزيل ملامبو نغوكو، المديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، وهي بمثابة فرصة للمجتمع المدني للتعاطي مع الأمين العام وقيادته فيما يتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين وعمل الأممالمتحدة في هذا الشأن. والجلسة هي جزء من حوار وانخراط مستمرين بين منظمات المجتمع المدني ومكتب الأمين العام للأمم المتحدة.وكان الأمين العام تقدم في مستهل كلمته بخالص تعازيه إلى أسر وأحباء جميع ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة، وإلى حكومة إثيوبيا وشعبها وجميع المتضررين من هذه الكارثة.وقال غوتيريش في هذا الشأن إن "زملائنا من النساء والرجال – سواء في بداية حياتهم العملية أو مسؤولين متمرسين – كانوا من جميع أنحاء العالم ولديهم الكثير من الخبرة في مجالات مختلفة. وكان لديهم جميعًا شيئا واحدا مشتركا وهو روح الخدمة لشعوب العالم لجعلها مكانًا أفضل لنا جميعًا."