يبدو أن أيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الحكم أصبحت معدودة وذلك بعد اعتراف 5 من مستشاريه أمام المحقق الخاص بقضية الانتخابات الرئاسية روبرت مولر بصحة تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية لضمان نجاحه ضد منافسته هيلارى كلينتون. هذه الاعترافات قد تكون المسمار الأخير فى نعش الرئيس الأمريكى خصوصا بعد المطالبات العديدة بعزله من منصبه. مايكل كوهين.. "كلب ترامب الشرس" الذي اعترف عليه للهروب من السجن على مدار 12 عاما كان مايكل كوهين المحامي الشخصي الوفي لدونالد ترامب، حتى أنه عرف بكلب ترامب الشرس، وقد دافع عنه في قضايا عديدة ، ووقف أمام أعداءه خلال الحملة الانتخابية للرئاسة، ولكن مع تضييق الخناق عليه اضطر إلى إبرام صفقة مع المدعي العام ليتعاون مع التحقيقات بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، مقابل تخفيف الحكم عليه. في تحول درامي كبير قال مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أكثر من سعيد للمساعدة في التحقيق بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأكد لاني ديفيز محامي كوهين أن موكله مستعد لقول كل ما يعرفه عن ترامب، الأمر الذي أغضب الرئيس الأمريكي الذي كتب تغريدة على حسابه على موقع التواصل تويتر يؤكد فيها أن محاميه اختلق قصصا للحصول على صفقة . ورغم ظهور الكثير من الأدلة إلا أن ترامب لا يزال ينفي وجود أي تدخل من جانب روسيا لصالحه في الانتخابات. وأوضح ديفيز أن موكله لديه معلومات عما إذا كان ترامب يمتلك معلومات عن قرصنة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمنافسته هيلاري كلينتون الأمر الذي أضعف موقفها في الانتخابات, كما أكد ديفيز أن كوهين أيضا كان على علم باجتماع تم في برج ترامب في يونيو من عام 2016 ،بين مسئولي حملة الرئيس الأمريكي الحالي الانتخابية ووفد روسي. وكان فريق التحقيق قد حصل سابقا على رسائل إلكترونية كتبها كوهين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووثقت عمله لتطوير مشروع عقاري لترامب في موسكو. ويبدو أن كوهين رأى أن سقوط ترامب أصبح وشيكا فاختار النجاة بنفسه، حيث أبرم صفقة مع المدعي العام الأمريكي لينال حكما مخففا مقابل التعاون مع المحققين وقوله كل ما يعرفه عن الرئيس الأمريكي. وكذلك اعترف كوهين أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة روبرت مولر بأنه دفع أموالا وأشرف على دفع أموال لشراء صمت نساء أردن الكشف عن إقامة علاقة جنسية مع ترامب خلال حملته الانتخابية ، وهو الأمر الذي يعني تورط ترامب في جريمة يعاقب عليها القانون. وكان قد انتشر تسجيل لمحادثة صوتية بين ترامب وكوهين حول دفع أموال للعارضة السابقة في مجلة بلاي بوي كارين ماكدوجال ،مقابل صمتها واقرارها بعدم نشر أي معلومات عن علاقتها الجنسية المزعومة مع ترامب في عام 2006 ، حيث حاول محامي الرئيس الأمريكي شراء صمت العارضة الإباحية قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية. وكان هذا الشريط واحدا من عدة أشرطة عثر عليها خلال مداهمة نفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي على عقارات كوهين في وقت مبكر من هذا العام. ووضع كوهين ترامب في مشكلة أكبر عندما اعترف بأن الأموال التي دفعت لإسكات ماكدوجال ونساء أخريات من تمويل الحملة الانتخابية للرئيس، لاسيما وأنه أقر بأنه فعل ذلك للتأثير على مسار الانتخابات وتنفيذا لأوامر ترامب. وتعد هذه القضية مشكلة كبيرة لترامب لأن دفع أموالا غير معلنة لإخفاء قصص محرجة عن مرشحين سياسيين تعد انتهاكا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية في الولاياتالمتحدة , ولايزال ترامب ينكر العلاقة مع مكدوجال، ويؤكد أنه لا علم له بدفع أي أموال لها, واعتذر كوهين في وقت سابق للسيدة الأولى ميلانيا ترامب ،عما سببهه لها من ألم بدفع مال للممثلة الإباحية. أزمة أخرى يواجهها كوهين بعد أن كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق لها ،أنه طلب من الحكومة القطرية مليون دولار على الأقل في ديسمبر 2016 مقابل المشاركة في برنامج أمريكي للاستثمار في البنية التحتية, ووفقا للصحيفة رفضت قطر عرض كوهين ،الذي جاء قبل تنصيب ترامب بأيام،واعتمدت على شهادات عدة أشخاص على دراية بالأمر. وذكرت واشنطن بوست أن كوهين طلب هذه الأموال من أحمد الرميحي الذي كان آنذاك رئيس إدارة الاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري، وكان ذلك خلال اجتماع ببرج ترامب في نيويورك يوم 12 ديسمبر 2016 بحضور وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثان. لم تكن هذه القضية الأولى التي يحاول خلالها كوهين تلقي رشاوى لتسهيل الحصول على صفقات أو مشروعات في أمريكا، فقبل ذلك اعترفت شركات أمريكية وأوروبية الأسبوع الماضي بدفع أموال لكوهين الذي وصف نفسه بأنه وسيط يعمل لحساب ترامب، الأمر الذي يعني أن الاتهام بالرشوة قد يطال الرئيس الأمريكي نفسه. وكانت شركة الأدوية السويسرية نوفارتس قد أقرت بدفع حوالي 1.2 مليون دولار لكوهين ،بينما قالت شركة الاتصالات الأمريكية "تي إن تي" أنها قدمت 600 الف دولار لكوهين، وقالت شركة كوريا للصناعات الفضائية الكورية الجنوبية إنها استعانت بمحامي ترامب مقابل 150 ألف دولار. وكان مكتب التحقيقات قد اتصل بشركتي نوفارتس وتي إن تي في اواخر 2017 للتحقق من هذه المعلومات ، ويبدو أن هذه القضية سوف تكون جزء مهما من التقرير الذي سيرفعه فريق التحقيق لوزارة العدل حول ترامب . ويخضع كوهين للتحقيق حاليا، حيث يواجه تهم أخرى منها التهرب من دفع الضرائب والاحتيال على المصارف وانتهاك قانون الحملات الانتخابية. يذكر أن كوهين تخرج في إحدى الجامعات في واشنطن، وهو ابن جراح نجا من معسكر اعتقال نازي مع عائلته، وعمل في مكتب محاماة يعمل في مجال الإصابات البدنية قبل أن يصبح شريكا في شركة فيليب نايزر القانونية في مانهاتن، ثم التقى بترامب بعد أن أصبح أمين صندوق مجلس إدارة برج ترامب الذي كان يملك فيه هو وعائلته شققا. واجه كوهين العديد من الانتقادات من مجتمعه بعد أن نشر صورة لابنته بملابس البحر على حسابه الخاص في التويتر وكتب عليها" أنا معجب بجمال ابنتي، فهي تشبه عارضة الأزياء الشهيرة أندريه ورهول". ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا أشارت فيه إلى أن ترامب كان يهين محاميه بأقسى العبارات ويسخر منه وهدده بالطرد مرتين, وعرف كوهين على مدار عشر سنوات، باسم كلب ترامب الشرس، حيث قال في مقابلة له عام 2011 إنه إذا فعل أي شخص أمرا لا يروق لترامب، أفعل كل ما بوسعي لحلها لصالح ترامب. فإذا فعلت شيئا يزعج ترامب، أمسك بعنقك ولا أتركك حتى انتهي منك ،فكلمة الولاء هي محور علاقة كوهين بترامب. وكان كوهين قد أسقط سابقا دعوى تشهير ضد موقع بازفيد و شركة أبحاث سياسية , ادعتا تواطؤ روسيا مع حملة ترامب للانتخابات الرئاسية. كما نفى ادعاءات الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل، بأنه التقى بعملاء روس في جمهورية التشيك في أغسطس 2016 في اطار جهوده لمساعدة ترامب في الانتخابات كارتر بيج.. رجل البيزنس والوسيط بين حملة ترامب وروسيا على الرغم من أنه لم توجه له تهم رسمية حتى الآن، فإن احتمالات تورطه في علاقات مع مسئولين من المخابرات الروسية كبيرة ،لاسيما بعد حصول المحققين على وثائق تثبت ذلك، إلا أنه لم يعترف حتى الآن بكونه أحد وسطاء التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. المعروف عن بيج البالغ من العمر 47 عاما بأنه مستشار في شئون الطاقة ورجل أعمال له اهتمامات بالسياسة الخارجية،وكان أحد عملاء الاستخبارات الروسية . وكانت الاستخبارات الأمريكية قد سجلت حديثا للعميل الروسي فيكتور بودوبني قال فيه" أراد بيج أن نلتقي ثم تراجع، اعتقد أنه أحمق ونسى من أكون، بالإضافة إلى أنه كتب لي بالروسية ليتمرن على ممارسة اللغة" وبسبب الشكوك في تورطه كوسيط في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية استدعاه فريق التحقيقات في نهاية العام الماضي وتم استجوابه على مدار 8 ساعات،لكنه أصر على نفي التهم الموجهة له بالعمالة لصالح روسيا ،رغم اعترافه بالاتصال بمسئولين رفيعي المستوى بحملة ترامب لبحث رحلته لروسيا عام 2016 ،حيث التقى خلال هذه الرحلة بمسئول روسي كبير. وقال بيج خلال التحقيقات إنه لم يلتق ترامب في حياته، لكنه درس شخصيته من خلال مشاهدته والاستماع إليه في تسجيلات فيديو،زاعما أنه لا يعتقد أن الروس تدخلوا في الانتخابات الأمريكية ، موضحا أن الاتهامات الموجهة ضده دمرت عمله وحياته. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي طلب الحصول على ترخيص بوضع كارتر بيج تحت المراقبة بسبب علاقاته مع مسئولي المخابرات في روسيا. ومن خلال التسجيلات خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى إن هناك دلائل على أن الكرملين الروسي كان يعمل مع كارتر بيج للتأثير على الانتخابات الأمريكية. ومن جانبه نفى كارتر بيج أن يكون عميلا روسيا ولم توجه له التهم رسميا بعد. تخرج بيج من الأكاديمية البحرية الأمريكية وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نيويورك ويتحدث الروسية وتعرف على مسئولين فى روسيا من خلال عمله كموظف بمكتب مؤسسة ميرل لينش في موسكو بين عامي 2004 و2007 ريتشارد جيتس.. مهندس العلاقات بين حملة الرئيس الأمريكى وموسكو بعد تضييق الخناق عليه خلال التحقيقات اعترف ريتشارد جيتس بالتآمر على بلاده، لخدمة حملة ترامب الرئاسية، كما وافق على التعاون مع المحققين بشأن قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016. اعترف جيتس المستشار السابق في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،بالإدلاء بشهادة زور وبالاحتيال المالي على حساب دولته، كما وافق على التعاون مع التحقيق في تدخل روسي في الانتخابات التي جرت عام 2816. ووفقا للمحللين فإن اعتراف جيتس بالتهم الموجهة إليه أمام قاضية فيدرالية في واشنطن، يزيد من الضغوط على شريكه السابق بول مانافورت المدير السابق للحملة الانتخابية لترامب، والذي لايزال يرفض الإقرار بالتهم الموجهة إليه. وبرر جيتس التحول في موقفه بعد أن كان يصر على نفي الاتهامات الموجهة إليه،بأنه أراد حماية عائلته رغم رغبته في الدفاع عن نفسه. وكان مكتب التحقيقات أعلن عن ملاحقات جديدة ضد بول مانافورت وجيتس ،وتتضمن لائحة الاتهام التي وقعها المدعي الخاص بالتفصيل 32 اتهاما جديدا تتعلق بأفعال يشتبه بأنه قام بها، منها تهرب ضريبي وإخفاء حسابات مصرفية في الخارج. وكان جيتس ومانافورت قد عملا بين حوالي 2006 و2015 مستشارين سياسيين ومروجين في مكتب الرئيس الأوكراني، فكتور يانوكوفيتش، الذي كان مدعوما من موسكو، ولدى أحزاب قريبة من هذا الرئيس الذي أسقط في 2014, وهما متهمان بإقامة نظام معقد يسمح بعدم إبلاغ مصلحة الضرائب بملايين الدولار من دخليهما. ويفيد محضر الاتهام أن أكثر من 75 مليون دولار نقلت عبر حسابات أوف شور، وهما متهمان بتبييض أكثر من 30 مليون دولار بهذه الطريقة. وقد يواجه جيتس عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 57 و 71 شهرا, وكان يمكن أن يقضي عقودا في السجن لو أدين بتهم أكثر خطورة قد وجهت له في السابق، ويبدو أن هذا التخفيف جاء أيضا في إطار صفقة مع المدعي العام الأمريكي في مقابل تعاونه في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وتضمنت لائحة الاتهام التي قدمها فريق مولر أيضا إلى المحكمة الفيدرالية في واشنطن ،أن مانافورت دفع أموالا إلى مجموعة هابسبورج المكونة من مجموعة من السياسيين الأوروبيين لاتخاذ مواقف مؤيدة لحكومة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش المدعوم من روسيا بما في ذلك الضغط على الولاياتالمتحدة. وعلق مانافورت على اعتراف جيتس بالقول على الرغم مما قاله ريتشارد جيتس ، إلا أنني أصر على براءتي. وأضاف أنه كان يتمنى ويتوقع من زميله أن يتحلى بالقوة لمواصلة معركتهما لإثبات براءتهما، لكنه اختار عكس ذلك, وهذا لن يغير من التزامه بالدفاع عن نفسه ضد الاتهامات الخاطئة الموجهة له ،وفقا لقوله. مايكل فلين.. عدو الإسلام الذي ترك الحزب الديمقراطي من أجل ترامب استمرارا لمسلسل الاعترافات ،انهار مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين أمام فريق المحققين، حيث أكد أنه شارك في اجتماعات مع السفير الروسي في الولاياتالمتحدة سيرجي كيسلياك، الأمر الذي قد يثبت تورطه في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية. وتم توجيه الاتهام لمايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي في يناير الماضي ، إلا أنه اعترف مؤخرا باجتماعه مع السفير الروسي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أي قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وشغل فلين قبل ثلاثة أعوام منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية لكنه أقيل من منصبه, كما كان أحد مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملته الرئاسية الانتخابية. برزت أهمية فلين، وهو جنرال متقاعد، قبل أيام من استقالته، حينما كان مع الرئيس ترامب في مقره في فلوريدا، وهو يستضيف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أول قائد أجنبي يلتقي به في ذلك المقر. وقد اشتكى فلين في الماضي من طرده من منصبه من وكالة استخبارات الدفاع في 2014 بعد كلامه بصراحة كما يقول عن التطرف الإسلامي. ويعتقد فلين أن الولاياتالمتحدة تخسر حربا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيال. غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما يكون له صلة بأمور أخرى غير انتقاده الإسلام. ووصفه مسئولون أمريكيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا. وظل "فلين" أحد أكثر منتقدى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بشدة، بالرغم من أنه ظل ينتمي للحزب الديمقراطي طوال حياته.. لكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله. ويشارك فلين ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. ووصف "فلين" غزو الولاياتالمتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب، وهو يشبه ترامب أيضا في إثارة الجدل. وقد اضطر إلى الاعتذار خلال فترة عمله في وكالة استخبارات الدفاع عن حديث في اجتماع ،حيث فهم من حديثه أن مساحيق التجميل تجعل المرأة أكثر جاذبية، وشجع الناس على لبس ما يناسب أجسادهم. ونفى بعد ذلك رضاه هو أو الوكالة عما تم في الاجتماع. وقد أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وكان في الأساس هناك علامات استفهام حول تقربه لموسكو. واستقال فلين بعد أن ضلل مسئولين أمريكيين بشأن مقابلته مع السفير الروسي وعلى الرغم من أن انتقاده للإسلام كان سببا في تركه منصب رئيس الاستخبارات في البنتاجون، إلا أنه فيما يبدو ظل على رأيه ففي فبراير 2016 كتب تغريده على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر":" إن العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا، وأن الخوف من المسلمين أمرا منطقيا". وكان فلين من خلال هذه التغريدة يروج لخطته لمكافحة التشدد بوصفه مستشارا للأمن القومي. في أغسطس من العام الماضي ألقى خطابا في دالاس أمام مجموعة معادية للمسلمين وصف فيها الإسلام بأنه أيدولوجية سياسية تستتر وراء الدين. ونظرا لقربه الشديد من ترامب في فترة الرئاسة الأولى كان البعض قد عبر عن القلق من التأثير الكبير الذي قد يحدثه فلين في الرئيس ترامب الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية ولكن بالرغم من جميع منتقديه، كان هناك من وقف وراءه، باعتباره رجلا حاز سمعة كبيرة كداهية استخبارات محترف خلال عمله في الجيش الأمريكي على مدى 30 عاما. وكانت تقارير أمريكية أفادت بأن فلين تلقى عرضا بقيمة 15 مليون دولار للمساعدة في إبعاد رجل الدين فتح الله جولن من الولاياتالمتحدة قسرا وتسليمه إلى تركيا، لكن محامي فلين نفى مزاعم تورطه فيما جاء في تلك التقارير. جورج بابادوبولوس.. الشاب اليوناني المؤيد لإسرائيل وأصغر مستشارى رئيس أمريكا رغم عدم ظهوره كثيرا، وأنه يعد الأقل شهرة بين مستشاري حملة ترامب الرئاسية، فإن دوره كان لافتا لاسيما في الفترة الأخيرة من الحملة، ولم يتحمل جورج بابادوبولوس الكثير من الضغط فكان أول المعترفين بالكذب بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. كان بابادوبولوس قد زعم كذبا أنه التقى بشخصين لهما علاقة مع الروس قبل الحملة الانتخابية لكنه في الواقع التقى بهما بعدالحملة الانتخابية عام 2016 ،كما قام بحذف حسابه على على فيس بوك ، وحطم هاتفه في خطوة رآها المحققين أنه أراد بذلك منعهم من العثور على أي دليل قد يستخدم ضده في هذه القضية. ويرى المحللون أن اعتراف بابادوبولوس بالتحديد بوجود علاقات له مع الروس خلال الحملة الانتخابية قد يضر بشكل مباشر بترامب لأنه له علاقة مباشرة بحملته الانتخابية ومن خلال التحقيقات تيبن أنه خلال أحد اتصالاته أُبلغ أن الروس يملكون معلومات مسيئة لمرشحة الانتخابات الأمريكية، هيلاري كلينتون، تبين أنها آلاف الرسائل الإلكترونية، وذلك قبل أشهر من تسريب موقع ويكيليكس رسائل من بريدها الإلكتروني. وكان بابادوبولوس قد انضم في مطلع مارس 2016، إلى فريق حملة ترامب، حيث كان بين المستشارين ال5 في السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري. وبعد ذلك، قال ترامب عنه لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه مستشار في النفط والغاز، وشخص ممتاز.. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، قللت من حجم مساهمته، وأعلنت أنه كان متطوعا في لجنة استشارية لم تجتمع سوى مرة واحدة، واصفة دوره في الحملة بأنه ضئيل جدا. وكانت صحيفة ديلي بيست الأمريكية قد أعدت تقريرا عنه قالت فيه إن بابادوبولوس، البالغ من العمر 30 عاما لم يكن شخصا مهما في أي من مراحل حياته إلى حد كبير، فلا يتذكره زملاؤه في المرحلة الثانوية، ولا يعتبره أساتذته في الجامعة متفوقا بل كان طالبا أقل من المتوسط، بل حتى أقرانه بحملة ترامب في واشنطن كانوا يرونه كشخص لا يعتد به، ولكنه رغم ذلك أصبح مساعدا للحملة، ثم مستشارا لترامب. بابادوبولوس، شاب أمريكي ذو أصول يونانية، ترعرع وسط الجالية اليونانية في لينكولنوود على حدود شيكاغو، تخرج في مدرسته الثانوية نايلز ويست في سكوكي، عام 2005, بعدها انتقل من نايلز ويست إلى جامعة ديباول، حيث كان مستواه الأكاديمي غير لافت ولم يستحوذ على اهتمام. في الجامعة، بدت قصة اهتمام بابادوبولوس بدراسة السياسة الخارجية، بالتركيز على السياسة الروسية، فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم شق بعد ذلك طريقه إلى العاصمة واشنطن، حيث شارك مع غيره من الشباب في ندوات وتجمعات سياسية، كما حضر فعاليات للجنة شباب الحزب الجمهوري في العاصمة، وكان يتفاخر بآرائه السياسية. ووفقا لأحد معارفه، كان بابادوبولوس مؤيدا لإسرائيل، ويعارض سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إزاء الشرق الأوسط، بل كان يقول، في بعض الأحيان، إنه لا يستطيع تصديق ما يفعله الرئيس أوباما وفريقه، ومع الوقت قدم هذا الشاب نفسه كمستشار طموح مهتم بسياسة النفط والغاز الطبيعي. خلال عامي 2012 و 2013، أتاحت الأجواء السياسية في البلاد فرصة لصعوده لبناء علاقات مع دوائر صنع السياسة الخارجية من ذوي التوجه المحافظ، ثم قدمت الانتخابات الرئاسية فرصة من ذهب لبابادوبولوس حرص على الاستفادة منها، فلقد كان في ال 28 من عمره ، وبعد فترة وجيزة وجد بابادوبولوس طريقه إلى دائرة ترامب ليعيش مزيجا من الحظ والإحباط السياسي، فحسب مسئولي حملة ترامب، فإن بابادوبولوس لم يكن لاعبا رئيسيا، حيث كانوا يعتبرونه مجرد طفل أو رجل مخادع يسعى لأن يكون شخصا آخر غير ذاته. وفي أوائل 2016، وضع اسم بابادوبولوس مع غيره من الأشخاص، منهم اثنان تورطا في الأزمة السياسية الروسية، ضمن قائمة مستشاري ترامب للسياسة الخارجية، ردا على انتقادات وضغوط الديمقراطيين للإعلان عن هذه القائمة.