أعدت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، تقريرا عن 4 من معاونى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين أوقع بهم المحقق روبرت مولر. وذكرت «BBC»، خلال تقريرها أن الضغوط تتزايد على ترامب يوما بعد يوم في ظل توجيه اتهامات لأفراد من دائرته المقربة أو معاونيه في تحقيقات روبرت مولر بشأن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب، وألقت الضوء على الشخصيات المتورطة فى هذه القضية. مايكل كوهين اعترف مايكل كوهين، المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، الذي يقوده روبرت مولر، بأنه دفع أموالا وأشرف على دفع أموال لشراء صمت نساءٍ أردن الكشف عن إقامة علاقة جنسية مع ترامب خلال حملته الانتخابية، لذا إخفاء تلك الأنباء يعني تورط ترامب في جريمة يعاقب عليها القانون. وانتشر تسجيل لمحادثة صوتية بين ترامب ومحاميه حول دفع أموال للعارضة السابقة في مجلة "بلاي بوي" كارين ماكدوجال مقابل صمتها بعدم نشر أي معلومات عن علاقتها الجنسية المزعومة مع ترامب عام 2006، وحاول كوهين شراء صمتها قبل شهرين من الانتخابات. وعلى الرغم من أنه كان يُعرف ب«كلب ترامب الشرس»، لوفائه اللامحدود له، اختلف الأمر بعد أن داهم مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" مكتبه ومنزله في أبريل من العام الحالي. وأقر كوهين في اعترافاته بأن الأموال التي دُفعت لإسكات النساء، كانت من تمويل الحملة الانتخابية للرئيس، مؤكدا أنه فعل ذلك للتأثير على مسار الانتخابات منفذا أوامر ترامب. ومن بين التهم الأخرى الموجهة لمايكل كوهين، التهرب من دفع الضرائب والاحتيال على المصارف وانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية. وكان كوهين قد اعتذر في وقت سابق، للسيدة الأولى ميلانيا ترامب بسبب الألم الذي سببه لها بدفع المال للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز. كارتر بيج كان مكتب التحقيقات الفدرالي قد وضع كارتر بيج تحت المراقبة بسبب علاقاته مع مسؤولي المخابرات في روسيا، لكن بيج نفى أن يكون عميلا لروسيا ولم توجه له التهم رسميا بعد. ويُوصف بيج، البالغ من العمر 47 عاما، وهو من نيويورك، بأنه مستشار في شؤون الطاقة ورجل أعمال له اهتمامات بالسياسة الخارجية، ووصفه عميل بالاستخبارات الروسية كان قد حاول تجنيده في موسكو عام 2013 بأنه أحمق. وسجلت الاستخبارات الأمريكية حديثا للعميل الروسي فيكتور بودوبني قال فيه: «أراد بيج أن نلتقي ثم تراجع، أعتقد أنه أحمق ونسي من أكون، بالإضافة إلى أنه كتب لي بالروسية ليتمرن على ممارسة اللغة». استُجوِب بيج عام 2017 ، لكنه أصر على نفي التهم الموجهة له من بينها العمالة لروسيا، رغم اعترافه باتصالاته بمسؤولين رفيعي المستوى بحملة ترامب لبحث رحلته لروسيا عام 2016 التي التقى وقتها بمسؤول روسي كبير. وقال بيج في أثناء التحقيق إنه لم يلتقِ ترامب في حياته، ولكنه درسه من خلال مشاهدته والاستماع إليه في تسجيلات الفيديو، وأضاف: «لا أعتقد أن الروس تدخلوا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية»، وأن الاتهامات التي وجهت له دمرت عمله وحياته. ريتشارد جيتس أقر ريتشارد جيتس المستشار السابق في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، بالتآمر على الولاياتالمتحدة والإدلاء بشهادة كاذبة، ووافق على التعاون الكامل في كل الجوانب مع التحقيق الجاري بشأن مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016. ويعزز هذا التغيير في موقف جيتس، البالغ من العمر 45 عاما، الضغوط على شريكه السابق بول مانافورت الذي ما زال يرفض الإقرار بالتهم الموجهة إليه. وجيتس هو خامس شخص يعترف بالتهم الموجهة إليه في إطار التحقيق في التدخل الروسي المزعوم، وكان قد اتهم من قبل بتهم جنائية أكثر خطورة، بما في ذلك الاحتيال المصرفي وغسيل الأموال. وفى رسالة وجهها إلى عائلته وأصدقائه بثتها شبكة «أي بي سي» الأمريكية، قال جيتس إنه مستعد لقبول الإهانة العلنية لتجنب إلحاق ألم طويل الأمد بأطفاله، مؤكدا أنه على الرغم من رغبته في الدفاع عن نفسه، قام بتغيير رأيه لحماية عائلته. وقد يواجه جيتس عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 57 و 71 شهرا، وكان يمكن أن يقضي عقودا في السجن لو أدين بتهم أكثر خطورة قد وجهت له في السابق. وعلق مانافورت على اعتراف جيتس بالقول: «على الرغم مما قاله ريتشارد جيتس اليوم، أصر على براءتي». وأضاف: «كنت أتمنى وأتوقع من زميلي أن يتحلى بالقوة لمواصلة معركتنا لإثبات براءتنا، لكنه اختار عكس ذلك، وهذا لن يغير من التزامي بالدفاع عن نفسي ضد الاتهامات الخاطئة الموجهة لي». مايكل فلين اعترف مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اجتماعاته مع السفير الروسي في الولاياتالمتحدة سيرجي كيسلياك. وكان فلين في منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) مدة 3 سنوات، لكنه أقيل من المنصب، كما كان أحد مستشاري ترامب المقربين جدا، وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية. ووصفه مسؤولون أمريكيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا. وكانت تقارير أمريكية قد أفادت بأن فلين تلقى عرضا بقيمة 15 مليون دولار للمساعدة في إبعاد رجل الدين فتح الله جولن من الولاياتالمتحدة قسرا وتسليمه إلى تركيا، لكن محامي فلين نفى مزاعم تورطه فيما جاء في تلك التقارير. وعرف عن فلين تأييده للحزب الديمقراطي، لكنه تخلى عنه وأصبح من أشد مناصري ترامب. جورج بابادوبولوس هو مستشار سابق في حملة ترامب الانتخابية، لم يظهر إلا قليلا على الشاشات، لكن كان له دور كبير في الموسم الثالث من الحملة، وأصبح أول من اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالى حول اتصالاته مع الروس. وزعم زورا أنه التقى بشخصين لهما علاقة مع الروس قبل الحملة الانتخابية، لكنه في الواقع كان قد التقى بهم بعد الحملة الانتخابية عام 2016، وقام بعدها بحذف حسابه على موقع «فيسبوك» فيما قد يعد دليلا يدينه كما أنه حطم هاتفه الجوال لمنع العثور أي دليل قد يستخدم ضده. ويقول محللون إن اعترافه بالذنب سيلحق الضرر بشكل مباشر بدونالد ترامب لأن ذلك له علاقة مباشرة مع حملته الانتخابية، ويبدو أنه متعاون جدا مع مولر، ولم يتبين بعد من الشخص التالي الذي سيقر بذنبه.