رأى آرون شتاين، زميل بارز لدى مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمجلس الأطلسي، أن محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في سوريا وصلت الآن إلى طريق مسدود؛ حيث ستعود على الأرجح إلى سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد هذه السنة أو السنة المقبلة. السنة المقبلة أو خلال سنتين. مصير إدلب يتوقف إلى حد كبير على الجهود الروسية والتركية للتفاوض مع وكلائهما للتوصل إلى اتفاق سلام وتجنب كارثة إنسانية جديدة وكتب شتاين، في تحليل مطول بموقع "وور أون ذا روكس"، أن طبيعة سقوط إدلب لا تزال غير معروفة حتى الآن؛ سواء أكانت ستنزلق إلى كارثة عنيفة تتسبب بنشر اللاجئين والجهاديين في جميع أنحاء المنطقة، أم سيكون بإمكان قادتها التفاوض السلمي على إعادة دخولها لسيطرة نظام الأسد، ولكن النتائج ستعتمد إلى حد كبير على التفاعل بين روسياوتركيا؛ فهما اللاعبين الخارجيين الأكثر نفوذاً في إدلب. ويلفت شتاين إلى أن التعاون الروسي التركي يعد ظاهرة جديدة نسبياً في الحرب الأهلية السورية؛ إذ جاء التدخل العسكري الروسي في سوريا في ذروة النفوذ التركي بشمال غرب سوريا وسيطرة المعارضة المدعومة من أنقرة على محافظة إدلب والتهديد بالانتقال إلى اللاذقية وخارجها، ثم بدأ التصعيد الروسي المضاد وركزت موسكو على شن هجمات جوية ضد الملاذات الآمنة للمعارضة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، فضلاً عن انتهاك المجال الجوي التركي وإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، وفرض العقوبات الروسية ضد تركيا لمعاقبتها. ولم يبدأ التعاون بين تركياوروسيا في سوريا إلا بعد إدراكهما لكرههما المشترك لإستراتيجية الولاياتالمتحدة في سوريا؛ لاسيما في ظل المخاوف التركية من الدعم الأمريكي للأكراد، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يقود التمرد داخل تركيا منذ 1984. وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي على منبج في منتصف شهر أغسطس 2016، تدخلت تركيا عسكرياً ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا، وتحولت تركيا إلى روسيا للحصول على الدعم السياسي والقبول بوجودها العسكري في شمال سوريا.