قامت بعض الوزارات في السعودية بالاستعانة ب"الهاكرز" للاستفادة من قدراتهم في مجال الحماية. وقد استعانت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، وكرسي الأمير مقرن، لتطبيق استراتيجية وطنية جديدة ل"أمن المعلومات"، فيما يتولى معهد الملك عبدالله بالجامعة مهمة استقطاب المواهب السعودية الشابة، و"الهاكرز" الهواة بدبلومات متطورة في أمن المعلومات، للاستفادة من قدراتهم في حماية الوزارة. وتعتمد الاستراتيجية الوطنية الجديدة ل"أمن المعلومات"، وهي إنشاء مركز عالمي لأمن المعلومات، يضطلع بحماية البنية التقنية التحتية من أي اختراق أو سرقة إلكترونية، ويواجه مخاطر الهجمات المنظمة لمن يعرفون ب"الهاكرز" على المواقع الإلكترونية للوزارات والمرافق الحكومية، وستطلق بعد نحو شهرين من الآن. ومن جانبه، أوضح الباحث في تقنية المعلومات بالمركز الوطني للمعلومات المالية والاقتصادية الدكتور الربيع محمد الشريف أن تعدد اختراق المواقع الإلكترونية الحكومية، يعود إلى ضعف الإدارات التقنية التي تشرف عليها، وضعف إدارة المشرفين على هذه المواقع. وتحتل السعودية المرتبة التاسعة بين دول العالم في تعرض مواقعها للاختراق من قبل "الهاكرز"، وأن 50% من البرامج الضارة تعتمد في انتشارها على متصفحات الإنترنت، مما جعل أغلب المواقع الإلكترونية عرضة للهجمات، وفقا لصحيفة "الوطن" السعودية. إلى ذلك، كشف عميد مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور أحسن مبارك طالب، أن جميع الدول العربية في مجال تقنية المعلومات وحماية المواقع ضعيفة، وما زالت في مراحل متدنية. وقال "قبل وضع استراتيجية جديدة لأمن المعلومات لابد من الوصول إلى التأهيل الذي وصلت له الدول المتقدمة في تدريب وإعداد الكوادر في مجال تقنية المعلومات"، مشيراً إلى أن الاستراتيجيات المستوردة من دول العالم لا تعطي الفائدة المرجوة منها في حماية مواقع الجهات الهامة. الي ذلك قال قائد الفريق الذي قام بعملية اختراق "إيميل" الرئيس السوري بشار الأسد عبد الله حاجم الشمري لصحيفة "الحياة" اللندنية: "إن لديه نحو 7500 رسالة إلكترونية للأسد تضم كنزاً من الأسرار والفضائح"، و"رسائل مثيرة من الحلقة الضيقة له". وشرح الشمري فكرة "الاختراق"، فقال إنه كتب مقالات عن الوضع السوري أرسلها عبر «الإيميل» إلى "قوائم" لديه، و"وثقتها في مدونة، وأرسلتها أيضاً إلى مكتب وزير شؤون الرئاسة ومسؤولين سوريين. وتلقيت اتصالاً من شخص في مكتب الرئاسة، وقال لي: كنا نحقد عليك، واكتشفنا أن كلامك صحيح، لكنه قاس، ولا أستطيع إيصاله إلى الرئيس، لكنني سأعطيك إيميل الرئيس الخاص والسري، وأرسل إليه مقالاتك بطريقتك". وتابع أعطاني عنوان "إيميل" الرئيس في 28 آذار (مارس) 2010، فأرسلت إليه مقالات بتوقيعي، ومضمونها يحمل تحذيراً، ومطالبة بالإصلاح قبل فوات الأوان، وزاد: "بعدما انطلقت التظاهرات في ريف دمشق اقترحت على أصدقائي أن نفكر بطريقة لدعمها.. وقررنا أن نخترق إيميل بشار بالبحث عن كلمة السر التي تفتح بريده الإلكتروني". مبروك.. اخترقنا الإيميل تابع الشمري أنه "في 18 آذار (مارس) 2011 أحضرنا أجهزة وبرامج لفك كلمة السر، وأنشأنا قاعدة بيانات لنزود بها برامج الاختراق ولنركب حروفاً وأرقاماً لكشف كلمة السر، ولم ننجح". في تلك الفترة كتبت مقالة عنوانها" غباء أنظمة أم عدالة إلهية"، فقال صديقي: "أنت تعمل بطريقة خاطئة دعنا نعمل بطريقة غبية، خصوصاً أننا بعد أسبوع لم ننجح في كشف كلمة السر، وأنت تصفهم بالغباء"، وباقتراح صديقي وبطريقة غبية، فاجأني الصديق، قائلاً «مبروك اخترقنا إيميل الرئيس"، وتم ذلك في 16 نيسان (ابريل) 2011، إذ كشفنا كلمة السر وهي 1234". وأضاف: «انتابنا عقب ذلك خوف وقلق شديدان، إذ كنا في دمشق، وخشينا أن يبطش بنا النظام وأن يقدم على إعدامنا، فطلبنا من الإخوة وقف عملية الاختراق حتى نتوصل إلى طريقة آمنة، فاشتركنا في خدمة تقدمها شركة أجنبية (في دولة كبرى)، ووفرت لنا حماية (إلكترونية)، وإمكانات تمويه، وإمكان الدخول على إيميل الرئيس من لوس انجليس». ولاحظ الشمري أن الرئيس السوري «كان يلغي أي رسالة فور قراءتها. وكنا لا نستطيع فتح الرسائل غير المقروءة حتى لا يُكشف أمرنا، ولهذا قررنا السفر إلى الخارج من أجل اختراق السيرفر. فغادرت إلى لبنان في الرابع من آيار (مايو) 2011 وبعدها اخترت الإقامة في دولة لا تربطها علاقات مع سورية كي لا تسلمنا للنظام، فوصلت إلى المكسيك في التاسع من (آيار) مايو 2011». أسماء الأسد لا تحذف إيميلاتها وقال: "هناك اخترقنا السيرفر كله في 16 و18 (آيار) مايو 2011، وحصلنا على إيميل أسماء زوجة الرئيس وكانت لا تمسح الرسائل، وعثرنا على كنز من المعلومات، وكنا نقرأ رسائل بشار وهو نائم بسبب فارق التوقيت بين دمشقوالمكسيك". وقال: "ساعدنا كشف السيرفر في تحذير شخصيات" سورية، إذ "إن الأجهزة كانت تضخ معلومات كثيرة إلى بشار عندما تريد أن تفعل شيئاً ضد شخص مهم أو يعرفه الرئيس بشكل شخصي.. كما أبلغت أصدقاء في الجيش الحر أن هناك اختراقاً لبعض مجموعاتهم". وأكد الشمري أنه اطلع على «معلومات تدور في كواليس الاستخبارات، ومواقف دول غير معلنة، واجتماعات سرية مع شخصيات عربية ودولية، وما كتبه جواسيس النظام السوري إلى الرئيس وما نصحوه به"، وذكر أن هناك «رسالة من مستشارة إعلامية طلبت فيها من الرئيس فتح مكتب لها في القصر، وهناك رسائل عن تحويلات مالية ضخمة إلى الخارج، وخطط النظام في شأن الاعتقال واستخدام القمع". وذكر الشمري أنه تعرض لمحاولة اغتيال في المكسيك بعد كشف "قصة الاختراق"، مؤكداً "لا علاقة لي بنشر خبر الاختراق، إنها مجموعة أخرى.. وما تم تسريبه من إيميلات لا يتجاوز ال 1000 رسالة، و "الغارديان" ذكرت أنها تملك 3000 وأنا لديّ 7500 إيميل فيها الكثير من الأسرار والفضائح وسأوثقها للتاريخ". درس الشمري (45 عاماً) الطب في بلغاريا. وأنشأ مع "فريقه" أول شبكة معلومات عربية على الإنترنت وتولى إدارتها. و تعرض الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة التلفزيونية القطرية بكافة صفحاته للاختراق الثلاثاء من قبل ناشطين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بسبب ما وصفوه ب "دعم القناة لجماعات إرهابية مسلحة ونشرها أكاذيب وأخبارا مختلقة عن سوريا". ونشر على الموقع العربي للقناة علم سوريا وبيان يدين ما وصفها ب "مواقف الجزيرة ضد شعب وحكومة سوريا"، وذلك ردا على ما اعتبره المهاجمون تغطية القناة التلفزيونية المنحازة للانتفاضة ضد نظام الأسد المستمرة منذ 15 مارس2011. وتصدرت الجزيرة تغطية أنباء الانتفاضات العربية وأيدت قطر علنا حركة المعارضة السورية المسلحة. وحمل نشطاء بالمعارضة على موقع تويتر موالين للأسد المسؤولية عن عملية اختراق الموقع الذي لا يزال غير متاح لزواره حتى إعداد هذا الخبر. لا تعليق ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الجزيرة بشأن عملية الاختراق التي طالت كافة صفحات الموقع، بما فيها "الجزيرة.نت" و"الجزيرة الرياضية" و"الجزيرة الإنكليزية" و"الجزيرة الوثائقية". ويُعتبر الهجوم الإلكتروني، الذي أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "الراشدون" مسؤوليتها عنه، هو الأحدث ضمن موجة هجمات إلكترونية متبادلة تستهدف وكالات أنباء وشركات طاقة تشنها حكومات معادية أو جماعات مسلحة أو نشطاء متسللين لدوافع سياسية. وقد سبق لما يطلق على نفسه "الجيش السوري الإلكتروني" أن اخترق مواقع معارضة للحكومة السورية، ومنها موقع الجزيرة نفسه والبريد الإلكتروني للصحفيين العاملين في المحطة، بالإضافة إلى مواقع وسائل إعلامية وجهات عربية وغربية أخرى تُعتبر مؤيدة للمعارضة السورية. وفي الشهر الماضي اكتشفت شركة "راس غاز" القطرية، ثاني أكبر مصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فيروسا في شبكة أجهزة الكمبيوتر الإدارية الخاصة بها، وذلك بعد نحو أسبوعين من تعرض شركة "أرامكو" السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، لهجوم إلكتروني مشابه. "نبأ كاذب" كما تعرضت بوابة التدوين بموقع رويترز الإخباري للاختراق أيضا الشهر الماضي، ونشر المهاجمون نبأ كاذبا يعلن وفاة وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، على موقع تدوين خاص بصحفي من رويترز. ورغم أن هوية أولئك المتسللين غير معروفة، يحتدم الصراع بين مؤيدي الأسد ومعارضيه الذين تُعتبر قطر والسعودية من أبرز الداعمين لهم. فقد نشرت الجزيرة وقناة "العربية"، ومقرها دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ما قالتا إنه رسائل مسرَّبة من البريد الإلكتروني الخاص بالأسد وزجته. كما تعرض مواقع تابع لوسائل إعلام سورية حكومية وخاصة، بالإضافة إلى مواقع الجهات الرسمية السورية، للقرصنة الإلكترونية من قبل نشطاء معادين للنظام السوري.