أكد الدكتور طارق شوقي مدير مكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة أن المنظمة تعمل علي دعم حرية الإعلام واستقلالية الصحافة وحماية الصحفيين وحرية الرأي وتعزيز التعديدية في البلاد التي تمر بالمرحلة الانتقالية فضلا عن تقديم المساعدة للصحف القومية والخاصة. جاء ذلك في كلمته في افتتاح الندوة الدولية حول دور الإعلام في المرحلة الانتقالية بصحيفة الأهرام التي نظمتها منظمة اليونسكو بالتعاون مع المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة. وقال إن منظمة اليونسكو أجرت تقييما للصحافة المصرية ما بعد ثورة 25 يناير في مصر، وشمل تقديم أفضل الممارسات الدولية وتقييم الاحتياجات للصحافة العامة والخاصة، مشيرا إلى أن اليونسكو ساعدت 20 دولة حول العالم على وضع القواعد المنظمة للصحافة وتعزيز حيادية. وبدوره، أكد عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام أن المجتمع المصري يشهد العديد من التحولات الفكرية والعملية في سبيل الارتقاء بمصر، مشيرا إلى أن دور الإعلام المصري خلال المرحلة القادمة أصبح مطروحا للنقاش. وأوضح أن مؤسسات الصحف القومية تتعرض لمنافسة شرسة مع الصحف الحزبية والمستقلة والتليفزيونات والقنوات الفضائية وما يسمي بالأعلام الجديد، مشددا على ضرورة أن تركز الصحف القومية على محورين، وهما المهنية العالية وجعل المؤسسات القومية قوية وهذا يتطلب إصلاح الأوضاع المالية والإدارية لهذه المؤسسات. وأشار إلى أن المؤسسات القومية تعاني من مشاكل من سوء إدارة الموارد المالية المتاحة وهدر معظم الموارد وعدم استخدام الأصول بطريقة اقتصادية فضلا عن وجود اختلالات بين الإنفاق والإيرادات بسبب وجود زيادة في الإنفاق، مؤكدا أهمية تبني فكر المساءلة والشفافية والمحاسبة من خلال مجالس الإدارات والجمعيات العمومية لهذه المؤسسات. وشدد الجبالى علي ضرورة نشر ميزانيات مؤسسات الصحف القومية التي لا تقوم حاليا بنشرها مما يعد إخلالا للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الصحفي، مشيرا إلي أن ضرورة معالجة التفاوت في الدخول داخل المؤسسات الصحفية .من جانبه، أكد عبد العظيم حماد رئيس تحرير الأهرام أن الصحافة المصرية قادرة على الاستمرار في فترة ما بعد ثورة 25 يناير بفضل تاريخها الطويل والتقاليد وكواردها الملتزمة، مشيرا إلى التحديات التي تواجه الصحافة المصرية والمتمثلة في وجود قوانين متناقضة تنظم عمل المؤسسات القومية مثل قانون الشركات الذي يخضعها للضرائب علي الأرباح في الوقت الذي تعتبر فيه هذه المؤسسات مملوكة للدولة، ثم قانون سلطة الصحافة ومواد الدستور الذي جعلها سلطة رابعة . وأوضح أن تطوير مؤسسات الصحف القومية لا تحتل أولوية في المرحلة الراهنة حيث التركيز على الانتخابات وصياغة دستور جديد والانتقال من هذه المرحلة إلى سلطة مدنية منتخبة، معربا عن اعتقاده باستمرار النظام الحالي نظرا لأن مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة مازال هو المشرف علي هذه المؤسسات. وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الصحافة المصرية تتمثل في التطورات التكنولوجية الحالية وكثافة القنوات التليفزيونية التي تنشر الأخبار بسرعة، فضلا عن الضغوط التي تمارس مثل محاولات الاستقطاب الحادة في المجتمع والتركيز علي القضايا الخلافية، وعدم قدرة المؤسسات القومية علي استيعاب لأجيال الشابة من الصحفيين وتوفير التدريب وفرص النشر والسفر للخارج لهم. من جانبه، قال كاي بويكمان نائب رئيس بعثة السفارة الألمانية بالقاهرة إن الصحافة المصرية تواجه تحديات بعد ثورة 25 يناير لأن الشباب يفضلون الإعلام الخاص بهم والمدونات عن الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب، معربا عن أمله أن تستفيد الصحف المصرية بتجارب الدول الأخرى في هذا الصدد.