أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، أنها ستقوم خلال الأسابيع القادمة بإرسال خبراء إلى مصر وتونس لتدريب الصحفيين والإعلاميين هناك، فى إطار مساهمة المنظمة فى دعم المرحلة الانتقالية الحالية التى يشهدها البلدان. وأوضح مساعد مدير قطاع الاتصالات والإعلام بمنظمة اليونسكو يانيس كاركلنيز فى لقاء مع عدد من الصحفيين عقب عودته من زيارة لمصر وتونس أن هذه التدريبات لا تشمل تدريبات مهنية، لأن الصحفيين والإعلاميين فى هاتين البلدين على درجة كبيرة من الكفاءة، ولكن هناك حاجة إلى التدريب على أخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الذى يحكمها للحد من التجاوزات والانتهاكات الإعلامية، خاصة وأن المجتمع يخرج من مرحلة لم يكن فيها الإعلام يتسم بالحرية والموضوعية فى ظل النظم الحاكمة السابقة. وأضاف كاركلنيز أن هذا التدريب يتضمن أيضا معايير العمل بشكل حر ومسئول فى نفس الوقت لأن الحرية ليست مطلقة، وفى ظل التعددية والديمقراطية ومناخ حقوق الإنسان واحترام الآخرين. وأشار إلى أن اليونسكو ستقوم بتنفيذ برامج التدريب بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية المتخصصة، ومنها منظمة "مراسلون بلا حدود" والمنظمة الدولية لدعم وسائل الإعلام. وقال كاركلنيز إن المرحلة الحالية التى يمر بها العالم العربى تشبه المرحلة التى مرت بها أوروبا الشرقية قبل عشرين عاما عندما انهار الاتحاد السوفيتى وسقط حائط برلين، مؤكدا أهمية دور المنظمات الدولية ومنها اليونسكو فى دعم القوى الجديدة التى تأتى إلى الحكم لأن المواطنين يريدون رؤية نتائج سريعة على الأرض، وإلا تكون هناك مخاطر كبيرة للتراجع فى الثورات. ولفت كاركلينز إلى أن النافذة من الفرص التى تفتحها الثورات ليست طويلة، بل إنها لا تزيد على 6 شهور، وإذا لم تحدث تغييرات، فإنه يخشى أن يحدث تراجع، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام فى مصر وتونس كانت تديرها الدولة والآن يتعين مساعدة الصحفيين والإعلاميين بصورة عملية فى ظل الأهمية الكبرى للإعلام فى المرحلة الانتقالية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المسئولة.
