أكدت مديرة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، أيرينا بوكوفا، اليوم، الثلاثاء، أن تعزيز الديمقراطية وحرية التعبير فى العالم العربى فى حاجة إلى تحسين التعليم ومحو الأمية وخلق فرص عمل وإقامة عدالة وتحقيق المساواة والحد من الفقر. وأشارت بوكوفا، فى كلمة لها أمام ندوة أقيمت بمقر منظمة اليونسكو بباريس حول الديمقراطية والتغيير فى العالم العربى، إلى أن الأممالمتحدة ووكالاتها المختلفة لها دور هام فى هذه المرحلة التى يأخذ فيها ملايين الرجال والنساء فى البلدان العربية مصيرهم بأيديهم، ويحتاجون فيه إلى مساندة المجتمع الدولى والأممالمتحدة. ونوهت بوكوفا بزيارتها لمصر الأسبوع الماضى فى إطار مساعى اليونسكو للإسهام فى إصلاح قطاع الإعلام وحماية التراث الوطنى للبلاد، مشيرة إلى أن اليونسكو نظمت فى كل من مصر وتونس ورش عمل لتدريب الصحفيين والإعلاميين فى إطار المرحلة الانتقالية الراهنة التى تمر بها البلدين. وأعربت بوكوفا عن إعجابها الشديد بالدور الذى قام به الشباب والنساء فى الثورات العربية، حيث كانوا أطرافًا فاعلة فى إحداث التغيير، لافتة إلى الدور الذى لعبته وسائل الإعلام فى مساعدة المتظاهرين على إيصال صوتهم رغم الأطر المختلفة التى تحكم كل دولة من الدول العربية. من جانبه، نوه السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة د. بطرس بطرس غالى بالدور الهام لمنظمة اليونسكو فى إرساء ثقافة حقيقية للديمقراطية من خلال التعليم والتدريب ودعم المؤسسات والأطراف المشاركة فى العملية الديمقراطية من منظمات أهلية ونواب وبرلمانيين ونقابات وأكاديميين وإعلاميين. ودعا غالى- خلال الندوة- إلى الأخذ فى الاعتبار أن المسيرة نحو الديمقراطية والتجديد لابد أن تتم من خلال مراحل تأخذ وقتها، ويدرك الجميع ذلك، لافتا إلى أن العالم العربى الإسلامى له أيضًا خصوصيته إزاء مفهوم الديمقراطية. ومن جهته، أشار وزير خارجية بلغاريا نيكولاى ملادينوف، إلى أن ما حدث فى مصر وتونس ودول جنوب المتوسط، ثورة عظيمة تماثل ما حدث فى بلدان وسط وشرق أوروبا أوائل التسعينيات، فى إطار رغبة الشعوب فى استعادة أوطانها وحريتها وكرامتها، لافتا إلى أن بلغاريا شهدت فترة انتقالية صعبة امتدت عشرين عامًا وسجلت خلالها صعوبات ونجاحات، مبديًا استعداد بلاده تقديم خبراتها فى هذا الصدد لشركائها فى جنوب المتوسط. وقال ملادينوف إن ما حدث كان ثورة ضد الفساد وسوء استخدام السلطة، وبمثابة ثورة ديمقراطية، حيث يريد المواطنون الآن المشاركة فى اتخاذ القرارات، وتحقيق العدالة وتحسين مستوى المعيشة والمزيد من الكرامة وعدم التعامل على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ودعا وزير الخارجية البلغارى إلى تقديم الدعم والمساندة لبلدان جنوب المتوسط التى تمر بمرحلة التحول الديمقراطى من خلال الأفعال لتجنب مخاطر انهيار الاقتصاد أو استيلاء المتطرفين على الحكم أو عودة الديكتاتوريات مرة أخرى.