رفع علم مصر على أرض سيناء أسعد لحظات حياتي حرب أكتوبر ليست ملك ل"مبارك" حرب أكتوبر كانت الوقود الذي أشعل حماس الشباب للوقوف بوجه "الإخوان" تسرعنا في عملية السلام.. وكان من الممكن أن نُكبد إسرائيل خسائر بشكل أكبر السعودية أهدت الجيش المصري أجهزة رؤية ليلية كان ممنوع بيعها لمصر سيناء بحاجة للتنمية لعودة الروح إليها
بالتزامن مع احتفال الدولة بالذكرى الأربعة والأربعون لحرب السادس من أكتوبر، لا زال هناك بعض التساؤلات المتعلقة بما يحدث على أرض سيناء الأن، وإلى أي مدى يسيطر الجيش على العمليات الإرهابية التي تحدث، والحلول الواجبة للقضاء على الجماعات المتطرفة من جذورها.
"الفجر"، حاورت الخبير الاستيراتيجي، وأحد أبطال أكتوبر اللواء محمود منصور، قائد السرية الأولى بالكتيبة 163 صاعقة في الجيش الثالث الميداني، والذي كان يشرف على بعض العمليات العسكرية في سيناء أثناء حرب أكتوبر، والذي بدوره أطلعنا على بعض تحليلاته بخصوص الوضع في سيناء الآن.. وإلى نص الحوار.
*ما هي طبيعة مهامك خلال حرب أكتوبر؟ كنت قائد قائد السرية الأولى بالكتيبة 163 صاعقة في الجيش الثالث الميداني، وكانت هذه السرية مكلفة بعدة مهام خلال حرب الاستنزاف، وصدرت إلينا مهام متجددة أخرى لصالح مشروع تجريبي استيراتيجي للقوات المسلحة المصرية، كان مطابق للحرب- بروفة للحرب- إلى أن صدرت الأمور في نهاية شهر سبتمبر عام 1973، لرفع درجة الاستعداد لتنفيذ هذا المشروع، وبالفعل بدأنا تنفيذ إجراءات المشروع واستمرينا فيها حتى جاءت الأوامر لي يوم القتال في السادس من أكتوبر 1973 الساعة الحادية والشعر والربع، حينها علمت فقط من وحدتي أن الحرب ستبدأ في هذا اليوم.
*ما المشهد الذي حدث أمامك أثناء الحرب وأظهر مدى إصرار الجنود على النصر؟ هناك العديد من المشاهد، ففي كل ثانية كنت أرى أكثر من مشهد أبرزهم كان خلال فترة التدريب قبل أن نخبر بموعد الحرب، وهو الرغبة القوية لدى الجنود في التخلص من الاستعمار الإسرائيلي الراكض على أرض سيناء، وهي كانت رغبة قوية مملوئة بالقناعة أننا نحارب من أجل استرجاع الكرامة التي أهدرت في عام 1967، حينما استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا من خلال التآمر والمساندة لإسرائيل باختطاف سيناء في خمس ساعات ثم أعلنوا استيلائهم على أرض سيناء، مستغلين تواجد جزء كبير من القوات المسلحة المصرية في اليمن بمخطط تأمري وضعته إنجلترا وأمريكا وإسرائيل، لتوريط الجيش المصري، بالشكل الذي أسفر عن النتيجة التي حدثت في الخامس من يونيو 1967.
وهناك مشهد آخر خلال تقديم الجنود إلى الفاتحة الشاطئية لتنزيل القوارب منها في الماء، ليعلموا أن الحرب الفعلية بدأت، وهم كانوا لازالو يتدربون في العلن، على مراحل المشروع التجريبي النهائية، وهو بالفعل انتهي بإعلان الحرب باقتحام منظومة برليف الدفاعية، واقتحامنا قناة السويس، ثم باقي المنظومة الدفاعية الإسرائيلية التي اعتقدوا أنها مانعه ولا أمل في كسرها، حينها وجدت سعادة غامرة عبر عنها الجنود المصريون بكلمة الله أكبر، والبعض الآخر كان يزغرط من فرحته بالنصر، وأيضًا وجدت إصراراهم على النصر ونحن ننطي مصطبة الدبابات التي تعتبر جزء من منظومة برليف الدفاعية على عمق 2 كيلومتر من شاطىء القناة، وكأنهم أنهوا الانتصار حينما تواجدوا فوق المصطبة، ووقفوا يتصدوا لدبابات الإسرائلية الثلاثة عشر في عز النهار، كل هذا والإصرار يعلو وجوههم. *من خلال مشاركتك في الحرب.. ماذا عن الدور العربي في نصر أكتوبر؟ كثير من الدول ساعدت مصر في حربها، ومنها الممكلة العربية السعودية فكان لها دور بارز، حيث أهدت الجيش المصري أجهزة رؤية ليلية، وكانت مستواها الفني عالى جدًا، صنعت في بريطانيا، وكانت هذه الأجهزة ممنوعة بيعها لمصر، فضلاً عن مشاركة العديد من البلاد العربية فمنهم من ساند مصر بالسلاح ومن مدها بالمال والجنود، ك "الجزائر والعراق، والسودان، والمغرب، والإمارات، والكويت، واليمن، والبحرين، واليمن، وليبيا".
*متى شعرت بالرغبة في نسيان الحرب وأيامها؟ في الواقع لا أستطيع نسيان الحرب وأيامها، أنا شاركت في حرب الاستنزاف، وعمليتن كمائن شرق القناة، فالحرب نفسها كانت المرة الأولى التى أدخل فيها سيناء في عز النهار، وهذا ليس قتال صاعقة معتاد، فالضرورة حتمت أن تقاتل الصاعقة في عز النهار بأسلاحتها البسيطة ضد وحدات المدرعات الإسرائلية.
*هل هذا حال كل من شارك في الحرب؟ من الصعب على كل من شارك في هذه الحرب نسيان ثانية منها، فكيف ننسى شكل العلم وهو يرقص ويرفرف فرحًا بالنصر، فهذا المشهد يمر وكانه يتم حاليًا أمام أعيننا ومن المستحيل نسيانه، خاصة أن حرب أكتوبر 1973 كان الوقود الذي أشعل الحماس داخل الشباب وقاموا بالدفاع عن مصر على مدار أكثر من خمس سنوات ضد غزو هماجية المتطرفين فكريًا وليس دينياً في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين. اللواء محمود منصور مع محررة الفجر *ما أسعد لحظات حياتك؟ لحظة سعادة حياتي على مدار سبعون عامًا هي لحظة العلم وهو يرفرف فوق أرض سيناء، رغمًا عن أنف الولاياتالمتحدةالأمريكية الحامي والممول والمسلح لإسرائيل، وأيضًا أوروبا الغربية التي تأمرت على الأمة العربية على مر التاريخ، والجيش الدفاعي الإسرائيلي الذي ظن أننا موتى نتنفس على سطح الأرض.
*ما الدرس الذي لقنه الجيش المصري لإسرائيل؟ بعزيمتنا وإصرارنا أعطيناهم درس أن الفلاح المصري وجميع فئات المجتمع المصري قتلوهم وهم متدرعين بالدبابات والدروع الفاخمة.
*هل مبارك كان صاحب الضربة الجوية؟ حرب أكتوبر 1973 قامت على أساس خطة وضعتها هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية، وتم تطويرها وتعديلها وفقًا لتسليح والوضع الاقتصادي المصري، والمتغيرات الدولية المحيطة بمصر إلى أن آخذت الشكل الأخير الخاص بها، قام بتنفيذ هذه الخطة الجيش المصري بدءً من قادة الجيش حتى العناصر الرئسية في هذه الجيش وقامت بالمبادرة التنفيذية على أرض الميدان الجنود وقوات الصف والضباط، كل هذه المنظومة كان لها قيادة عليا للقوات المسلحة، فيها قائد القوات البحرية والذي قام بضرب جوية رائعة لإغلاق مضيق باب المندب والتواجد بالبحر الأحمر، ووجه ضربات صاروخية للقوات الإسرائلية، وكان وقتها القائد هو الفريق محمد حسني مبارك وكان أقدم طيار موجود في القوات الجوية، والقوات الجوية مع المدفعية مع أغلب وحدات الصاعقة قاموا بالضربة الأولى للحرب في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر، كون الإعلام روج لهذا عقب تقلده أحكام البلاد أنه صاحب الضربة الأولى هذا شأنه وشأن من يصدقه أما المعروف أن الجميع شارك في الحرب وليس فرد بمفرده.
*من أي فصيل كنت.. مع قرار السادات باللجوء للسلام المؤيد أم الرافض؟ بالتأكيد مع السلام، ولكن للسلام أشكال وألوان تبنى على أطرافه هكذا كان ينبغي أن يتم، خاصة أننا غير معدومي القدرات، ولكن كنا ضعاف في قدرتنا على المناورة، ونرى الآن إيران في مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العربية وهي تعتبر قوة محدودة بدرجة كبيرة إلا أنها تناور وتستخدم السياسة الدبلوماسية دون ملل وبصبر طويل، وخلال هذا الصبر تتحرك لتحقيق أهدافها، كما لو كانت قادرة بالفعل رغم قلة مقدرتها، فنحن كنا متسرعين إلى السلام بدرجة عالية، والدليل على ذلك أننا لم نتلاعب بالأمريكان والإسرائليين لكي نوجعهم في ضرب القوات الإسرائلية المحدودة التي كانت موجودة في الثغرة، وسمحنا لهم أن ينسحبوا دون أن يدفعوا ثمن تجرأهم للحركة التليفزيونية التي جعلتهم يقدموا غرب القناة في تلك المنطقة المحدودة بعملية عسكرية فاشلة ومعروف نهايتها أنها محاطة بمخاطر كبير لدرجة أن القوات المسلحة المصرية والعربية كانت على استعداد لإيقاع أكبر قدر من الخسائر بهم في نفس الليلة التي تم الاتفاق على عملية السلام وإيقاف إطلاق النيران مقابل انسحاب الإسرائليين من الثغرة. *ما ترجمتك للأوضاع داخل سيناء؟ هناك ظاهرة مصر عانت منها وليست سيناء فقط وهي عدم الاهتمام بتطوير الحياة المصرية من حيث التنمية الزراعية والصناعية فكل ما حدث ماهو إلا مهرجانات إعلامية عن تطوير الثمار، إنما افتقر حديث الإعلان عن المساحة الزراعية وحمايتها،وافتقرنا تطوير قطاع الصناعة، وكل ما شغل اهتمامنا كيف نقضي على القطاع العام لتتخلص الحكومة من عبء صناعات القطاع العام، وتحولها في ضفة المستثمرين وهم يديروا المجتمع دون أن يقدموا له قوانين تتعامل مع تضخم الاستثمارين في الحياة الاستثمارية نفس قانون الاشتراكية التي تديرها الدولة وأدارات بها الرأسمالية بنفس القانون دون أن نغيرها.
وأرى أن مجلس النواب المسئول عن التشريعات المتجددة لصالح المجتمع دائمًا في غيبوبة لا يكترث بمصلحة الشعب والوطن.
*هل المنظومة الأمنية بمصر سيطرت على الإرهاب في سيناء؟ يكفي أن جميع المواطنين يخرجوا لعملهم ويمارسون نشاطهم اليومي في أمان كامل، وأن الشوارع والسيارات تتحرك دون خوف، فضلاً عن تدوير المصانع ومشاركة المستثمرين الأجانب مصر وبنائها العديد من المصانع كلاً هذه يؤكد أن مصر واجهت الإرهاب