خلال الحرب العالمية الثانية كانت سيارات الجيب ذات الدفع الرباعى أحد أفضل نقاط القوة لدى قوات الحلفاء نظراً لقدرة تلك السيارة على التحرك فى أى مكان مهما كانت وعورته. تولى تصنيع السيارة فى تلك الفترة شركة ويليس أوفر لاند كما تولت فورد تصنيعها بموجب ترخيص . وبشكل اجمالى تم تصنيع 600 ألف نسخة من السيارة خلال تلك الفترة. ونتيجة للشهرة الواسعة التى أكتسبتها السيارة خلال فترة الحرب ، بدات ويليس - أوفر لاند فى التسويق لنسخة مدنية منها بعد انتهاء الحرب مباشرة وأطلق على تلك النسخة اسم CJ . نجحت تلك السيارة بشكل غير عادى ويرى البعض أن CJ هى الاب الروحى للمركبات الرياضية متعددة الإستخدام التى تتمتع بشعبية كبيرة اليوم. خلال فترة الحرب كان لدى الجيش الالمانى أيضاً سيارة تشبه الجيب تميزت بخفتها ومرونتها . وصنعت تلك السيارة بإستخدام مكونات وفرتها فولكس فاجن وكان تصنيعها يتم فى مصنع الشركة بفولفبرج بألمانيا . توافرت تلك السيارة بنسختين الأولى تعمل بالدفع على عجلتين وتمت تسميتها "كوبل واجن" . أثبتت المركبة الاولى كمائنها خلال معارك رومل فى صحراء شمال أفريقيا وظهرت فعالية محركها الذى يعمل بتبريد الهواء خلال العمليات على الجبهة الروسية التى إتسمت بالطقس شديد البرودة . عند انتهاء الحرب توقفت فولكس فاجن عن انتاج تلك السيارة الحربية وأستأنفت إنتاج سيارات فولكس فاجن العادية وصار موديل "بيتل" الاكثر شهرة بين السيارات الصغيرة فى العالم . وتجدر الاشارة الى انة فى الفترة التى أعقبت الحرب كانت فولكس فاجن تحت سيطرة البريطانيين الذين لعبوا دوراً كبيراً فى مساعدة الالمان على انتاج السيارات خلال تلك الفترة . رغم أن الجيش الألمانى طلب بعد سنوات الحرب من فولكس فاجن إنتاج نسخة عسكرية لة إلا ان زيادة الطلب على موديل بيتل وشاحنات الشركة وموديلها ألفان جعل رئيسها هنريك هانز توردولف لا يتحمس لهذا الاقتراح . حاول الجيش الالمانى مرة أخرى مع فولكس فاجن فى أواخر الستينات ووافقت الشركة فى تلك المرة على تصنيع مركبة عسكرية خفيفة الاستخدامات المتعددة وخرجت تلك المركبة الى النور بإسم "تايب"181 . لم تكن تايب 181 سوى نسخة محدثة من "كوبل فاجن" القديمة تم تصنيعها بإستخدام مكونات لموديلى" بيتل" و "فان" الذان تنتجهما الشركة . كان بمقدور تلك السيارة حمل المعدات العسكرية وكانت مجهزة بحوامل للبنادق وقد حققت نجاحاً ملحوظاً حيث استخدمها الجيش الألمانى والقوات المسلحة فى دول أخرى لسنوات طويلة . ومع هذا النجاح الذى حققتة تايب 181 فكرت الشركة فى إنتاج نسخة مدنية متعددة الإستخدام تخدم شركات البناء والمزارع والمرافق العامة والرياضية . وظهرت تلك النسخة فى أوربا بإسم "تايب181" وفى كنداوالولاياتالمتحدة بأسم " ثينج" أو الشئ وفى المكسيك حملت إسم "سفارى" . بدأ الانتاج فى المانيا عام 1969 وانتقل الى المكسيك عام 1973 وهو نفس العام الذى بدأ فية تسويق السيارة فى الولاياتالمتحدة . إتسع هذا الموديل لأربعة ركاب وكان ذو أربعة أبواب مكشوفة وستائر جانبية للحمل من الجو أما المحرك فكان يعمل بتبريد الهواء وتمتثبيتة فى الخلف كان الشكل مربعاً ولم يتم التركيز فية على النواحى الجمالية . ويلاحظ فيه الإنحدار الواضح للمقدمة والزجاج الأمامى الذى يمكن طية بل والابواب التى يمكن نزعها بسهولة . وكان من السهل أيضاَ نزع دواسات الأرضية لتنظيف السيارة . وفى الصندوق الأمامى شغل الإطفاء الإحتياطى وخزان الوقود المساحة بالكامل ولهذا لم يكن هناك مفراً من حمل الأمتعة داخل السيارة . تم تصنيع السيارة على قاعدة عجلات طولها 94.5 بوصة وهو نفس طول قاعدة عجلات موديل بيتل وبلغ طول السيارة الغجمالى 148.8 بوصة وهو أقل بنحو قدم على الطول الإجمالى لبيتل . ولكى يمكن السيارة التى عملت بالدفع على عجلتين الأداء بشكل جيد على الطرق الوعرة إرتفعت عن سطح الأرض بنحو 11 بوصة ولم يتعد وزنها 1900 رطل . كان الاداء متواضعاً حيث بلغ معدل التسلرع من السكون وحتى 60 ميل فى الساعة فى نسخة مجهزة بمحرك سعة 1.6 لتر وبقوة 46 حصان حوالى 23.2 ثانية ولم تتخطى السرعة القياسية 1.8 لكم/ساعة . لم تكن السيارة ذات أداء جاد على الطرق الوعرة رغم أن فولكس فاجن كانت تسوق لها كمنافس لموديلات لاند روفر وجيب وتويوتا لاندكرورز ولكنها كانت سيارة صغيرة ممتعة فى قيادتها رغم تجهيزاتها البسيطة الى تشبه السيارات الشاطئية الصغيرة . توقف إنتاج تايب 181 عام 1980 وخلال فترة إنتاج الموديل التى أستمرت 12 عاماً تم تصنيع مائة ألف نسخة على الأقل من تلك السيارة .
