قال اللواء نصر محمد سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن الأزمة السعودية الإيرانية المتنامية علي خلفية إعدام المرجعية الشيعية نمر باقر النمر سيتم احتواؤها في المنظور القريب، مؤكدا أن طرفي الأزمة يملكان أدوات ضغط قوية كما لهما علاقات قوية علي المستوي الاقليمي والدولي، ومن شأن ذلك إحداث توازن بينهما. وأكد سالم ل"الفجر"، أن المجتمع الدولي يدرك خطورة الأزمة ولذلك هناك جهود دولية عديدة لتهدئة الأجواء سوف تؤتي ثمارها، مستبعدا أن تنتهج إيران نهجا تصاعديا واقصي ما يمكن أن تفعله هو التصريحات الاستفزازية. وأشار سالم إلى أن الولاياتالمتحدة لها مصلحة قوية في تأجيج الصراع بين السعودية وإيران علي الرغم من علاقتها القوية بالطرفين، وليس مستبعدا أن تحاول تنمية التوتر بين الطرفين علي غرار ما قامت به أثناء الحرب العراقية الإيرانية، ولكنها لن تسمح بتصاعد وتيرة الأحداث لتأخذ المنحي العسكري. وأوضح سالم أن روسيا تحاول استثمار الأزمة لصالحها من خلال لعب دور الوسيط لتهدئة الأجواء بين الطرفين وذلك من أجل تنمية علاقاتها بالسعودية، لافتا إلى أن روسيا تتطلع إلي التأثير علي الموقف السعودي إزاء ملف الأزمة السورية، حيث لازالت الرياض تتشدد حيال رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خاصا في هذا التوقيت حيث تعكف موسكو حاليا الإعداد لمؤتمر جنيف 3 الخاص بالأزمة السورية، متابعا: إضافة إلي ذلك فموسكو تدرك جيدا التوتر القائم بين الرياض وواشنطن بسبب البرنامج النووي الإيراني، لذا تبذل جهودا حثيثة للتقارب مع السعودية كمحاولة للانقضاض علي النفوذ الأمريكي في المنطقة. وتابع: من جهة أخري السعودية تدرك أن الضغوط التي تمارسها علي الولاياتالمتحدة بشأن كبح جماح إيران لن تؤتي ثمارها بسبب حميمية العلاقة بين الطرفين، لذا تحاول السعودية الالتفاف عبر التقارب مع روسيا لتقوم موسكو بالضغط علي طهران. وأختتم سالم حديثه، قائلا: إن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والرئيس المصري ملتزم باستراتيجية مصر المعلنة حول أشقائها في العالم العربي.
