ما هي الإ ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك، ومع اقتراب حلوله، تُطْرَح الكثير من التساؤلات حول صيام لاعبي كرة القدم المسلمين حول العالم، على الرغم من انتهاء الدوريات والبطولات الأوروبية، إلا أن هناك عدد من البطولات كتصفيات أفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلي بطولة كوباأمريكا المقامة حاليًا بتشيلي. هناك العديد من اللاعبين المسلمين الذين يواظبون على القيام بشعائرهم الدينية، ويعتبرون صوم رمضان من المقدسات التي يستحيل المساس بها من أي جهة، حتى وإن كان سيؤثر على أدائهم في الملعب، ويخلق بعض المشاكل بينهم ومدربيهم والجماهير.
في كأس العالم بالبرازيل 2014، اختار عددًا من اللاعبين المسلمين عدم الصوم، مثل مسعود أوزيل نجم أرسنال والمنتخب الألماني، مبررًا ذلك بقوله: "أنا أعمل وسأواصل عملي، لذا لن أصوم رمضان في سنة المونديال هذه لأني أعمل، ومن المستحيل بالنسبة لي أن ألتزم بالصوم هذا العام".
وعلى عكس "أوزيل" في المونديال، التزم لاعبو المنتخب الجزائري بالصيام، حتى خرجوا أمام الماكينات الألمانية من دور ال16 بأداء مُشرِّف، وعلَّق لاعبو محاربو الصحراء على صيام رمضان أكثر من مرة، مؤكدين: "أنهم لن يُفْطِروا مهما كان الأمر؛ لأن الله سيكرمهم في نهاية المطاف".
وكان ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي، أوضح قبيل انطلاق مونديال 2014، بأنه لم يطالب لاعبيه المسلمين بالإفطار وهم صائمون، قائلًا: "هذه أمور حساسة ودقيقة وليس لدي ما أطلبه".
وأضاف: "نحترم كل الديانات، واللاعبين معتادين على الصوم واللعب وليس هذا الوضع جديدًا عليهم، ولست قلقًا لأن الجميع سيتأقلم مع الأمر".
ويصر عدد من اللاعبين المسلمين على الصيام يوميًا طوال الشهر الكريم، لكن آخرين يصومون أثناء فترة التدريبات وليس في يوم لعب المباراة، وتستطيع الأندية التغلب على ذلك بشق الأنفس مع تقديم بعض التنازلات، غير أنها فترة ليست بالسهلة على اللاعبين ولا المدربين.
وقال أبو ديابي لاعب أرسنال الإنجليزي: "النادي لا يُحبِّذ صومي، لكنهم يتفهمون أنها لحظة خاصة بالنسبة لي وهم يسعون إلى التكيف مع الأشياء لتحسين أدائي".
ومن اللاعبين الذين يصممون دومًا على الصوم، السنغالي ديمبا با لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق وبشكتاش التركي حاليًا، والذي قال: "دومًا ما كنت أواجه مديرًا لا يَسْعَد بقراري، وكنت أقول له اسمع، سأفعل ذلك، إذا استمر أدائي جيدًا، فسأستمر في اللعب والصيام".
وتُعد مشكلة سولي علي مونتاري وجوزيه مورينيو، من أكبر المشاكل التي حدثث بسبب الصيام في شهر رمضان، عندما كان لاعبًا في صفوف إنتر ميلان ومورينيو مدربًا للفريق الإيطالي، حيث كان يصر اللاعب الغاني المسلم على الصيام، في الوقت الذي كان لا يسمح له "السبيشل وان" بذلك.
ومن ضمن اللاعبين الذين يتمسكون بصيام الشهر الفضيل، محمد صلاح، نجم المنتخب المصري، وتشيلسي الإنجليزي، حيث كان يلعب في صفوف بازل السويسري المباريات وهو صائم وأصر على الصوم، بالإضافة إلى زميله السابق في الفريق محمد النني.
وأبرزت مسألة الصيام الخلاف الكبير الذي وقع بين الفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني، والمدرب السابق للفريق هيتسفيلد بسبب صيام الأول في رمضان، وتفجر خلاف بين الثنائي عندما طالب المدرب اللاعب بعدم الصوم؛ لحاجة الفريق لكامل لياقته البدنية والذهنية.
وقال "ريبيري" حينئذ، إنه سيقدم نفس المجهود الذي كان يقدمه وهو "مُفْطِر"، خاصة وأن أغلب حروب المسلمين في بداية انتشار الإسلام كانت في شهر رمضان، لكن ذلك لم يُقنع هيتسفيلد الذي أصر على رأيه.
لم تكن واقعة "ريبيري" الوحيدة، وكانت هناك واقعة أخرى بطلها النجم المغربي نور الدين نايبت، والذي كان يلعب في صفوف فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، عندما هدده مدرب الفريق باستبعاده من التشكيل الأساسي في حال صيامه أيام المباريات، وهو ما أصر عليه "نايبت"، مما جعل المدرب يرضخ في النهاية لقرار اللاعب المغربي.
وتكرر نفس الموقف مع "نايبت" في توتنهام الإنجليزي، بإعلانه صومه رمضان، حتى لو أمره مدربه مارتن يول بالإفطار في أيام المباريات، لكن اللاعب المغربي انتصر لرأيه في النهاية.
وفي ذلك الوقت، قال "النايبت": "أنا لا آكل ولا أشرب من شروق الشمس وحتى غروبها، وذلك تعبيرًا عن احترامي لصيامي، وأتمنى ألا يتأثر مستواي بذلك، وإن كنت أعترف بأنني أحيانًا أشعر ببعض الانخفاض في المستوى عندما أصوم".
وكان النجم المالي المعتزل عمر كانوتيه لاعب أشبيلية الإسباني المعتزل، من أشد اللاعبين تمسكًا بصوم رمضان، حيث كان لا يتوانى عن صيام رمضان، بل كان يتفائل كثيرًا بخوض المباريات في رمضان، وقال وقتها: "إن من لا يفهم تعاليم الإسلام لا يعلم أن الصوم يمنح القوة وليس العكس".
وعلى النقيض هناك نوعية أخرى من اللاعبين الذين يتجنبون أي مشاكل مع مدربيهم بسبب الصيام، فيقومون بالإفطار بالصيام أيام التدريبات فقط، ويفطرون وقت المباريات، حتى لا تحدث مشاكل بينهم والمدربين وإدارة الفرق والجماهير.