بحلول شهر رمضان الكريم من كل عام تتزايد معاناة اللاعبين المسلمين المحترفين فى الدوريات الأوروبية، وتتزايد حدة صدامهم مع إدارات أنديتهم ومدربيهم بسبب تمسكهم بأداء فريضة الصيام، الأمر الذى قد يعوقهم عن الظهور بمستوى جيد أثناء مشاركتهم مع فرقهم. وتباينت ردود أفعال الأندية الأوروبية تجاه لاعبيها المسلمين، خلال شهر رمضان، حيث كان لبعض الأندية مواقف رائعة فى تهيئة ظروف مناسبة للاعبيها بما يتفق مع أداء فريضة الصيام، بينما لم يكترث البعض الآخر للأمر بما يمثل ضغوطًا كبيرة على اللاعبين ويضعهم فى حيرة بين أداء الصيام وفقاً للشريعة الإسلامية أو الالتزام بما يُحتم عملهم كلاعبى كرة قدم. ووسط إصرار كبير من بعض المدربين بعدم صيام اللاعبين المسلمين، كان لبعض اللاعبين مواقف جيدة فى التوفيق بين الأمرين، وهو ما حدث مع النجم المغربى السابق، نور الدين نايبت، عندما كان لاعباً فى فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسبانى، وهدده مدربه حينها باستبعاده من التشكيلة الأساسية فى حالة الصيام، لكن اللاعب أصر على أداء الفريضة ليرضخ له المدرب فى النهاية. وأصر الثنائى اللبنانى رضا عنتر ويوسف محمد، اللاعبان فى صفوف فرايبورج الألمانى، على الصيام رغم محاولات مدرب الفريق منعهما عن ذلك، وتعرض أحد المدربين البولنديين الذين تولوا تدريب منتخب السودان فى وقت سابق لهجوم شرس من الصحافة السودانية بسبب مطالبته للاعبين بالإفطار خلال أحد المباريات فى تصفيات كأس العالم، ورفض الألمانى أوتوفيستر، مدرب نادى الزمالك سابقاً، صيام اللاعبين فى مباراة العودة بنهائى كأس إفريقيا بالكاميرون عام 2000، فيما حرم المدرب البرتغالى جوزيه مورينيو عندما كان مديراً فنياً لإنتر ميلان الإيطالى، لاعب الوسط الغانى على سولى مونتارى، من اللعب طوال شهر رمضان سوى دقائق قليلة بسبب صيامه. وعلى الجانب الآخر، هناك أندية هيأت الظروف وجعلت مناخاً جيداً حتى يتمكن لاعبوها الصائمون من التوفيق بين أداء فريضتهم وممارسة كرة القدم ولعل أهم مثال على ذلك نادى أشبيلية الأسبانى عندما قرر مدربه الجديد مارسيليانو جارسيا تورال مؤخرا إلغاء التدريبات التى تتعارض مع مواقيت الصلاة، احترامًا لمهاجم الفريق المالى فريدريك كانوتيه، والذى عانى من قبل من تعنت مدربى الفريق ومعارضتهم له أداء الفرائض، فيما أكد لاعب الوسط الفرنسى من أصل جزائرى سمير نصرى أنه لا أحد فى أوروبا يستطيع منع اللاعبين المسلمين من أداء كامل الفرائض الدينية من صلاة وصيام وقيام الليل وقراءة القرآن وهو ما يحدث معه بفضل وجود أكثر من لاعب مسلم فى صفوف أرسنال. وفى ذات السياق، سعى قطبا الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة لإراحة لاعبيهم المسلمين وتهيئة المناخ اللازم لهم لأداء فرائضهم الدينية من خلال زعمهم تخصيص "مصلى" فى غرف خلع الملابس، خاصة أن كلا الناديين يضمان عددًا لا بأس به من المسلمين، حيث يلعب فى صفوف الريال كل من مسعود أوزيل ونورى شاهين وسامى خضيرة وحميد التينتوب وكريم بنزيمة ولاسانا ديارا، فيما يضم برشلونة إبراهيم أفيلاى وسيدو كيتا وإريك أبيدال الذى حظا بمكانة راقية فى النادى الكاتالونى بعدما سانده بقوة أثناء فترة مرضه، حيث قرر المدافع الفرنسى قيام ليل شهر رمضان كاملاً، مشددًا على أن ذلك لن يؤثر على ممارسة كرة القدم، ولكن ترددت أنباء واسعة عن احتمالية إفطار اللاعبين المسلمين فى صفوف الفريقين نظراً لمشاركتهم فى مباراتى السوبر الإسبانى المرتقبة بينهم يومى 14 و17 أغسطس الجارى. ومن جانبه، كشف الفرنسى فرانك ريبيرى، صانع ألعاب بايرن ميونخ الألمانى، أنه لا يتمكن من الصيام فى أوقات التدريبات والمباريات لشعوره بالتعب الشديد، أما أمين بن هتيرا لاعب هامبورج الألمانى، أكد أنه لن يصوم الشهر كله، فيما يحرص الفرنسى نيكولاس أنيلكا، مهاجم تشيلسى الإنجليزى، على الصيام رغم تعرضه لما وصفه بالحملة "العنصرية" من قبل بعض الصحف، والحال ذاته بالنسبة للإيفوارى يايا توريه، لاعب وسط مانشستر سيتى الإنجليزى، الذى أكد التزامه بصيام الشهر كله.
