كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر يوم السبت 2 يوليو/تموز ان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، كان خلال السنوات الأخيرة التي قضاها في مخبأ قرب إسلام آباد، يشتكي من مشاكل مالية تعرقل نشاط التنظيم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين مقربين من مجموعة الخبراء التي تقوم بتحليل رزمة الرسائل الالكترونية التي عثر عليها الأمريكيون في مخبأ بن لادن بعد مقتله يوم 1 مايو/أيار، ان زعيم القاعدة السابق تلقى خلال العام المنصرم العديد من الرسائل من قياديين آخرين في القاعدة، يشتكون فيها من الغارات الجوية الأمريكية على مواقعهم في باكستان، ومن الصعوبات المالية التي تواجههم. وقال الصحيفة ان بن لادن، على سبيل المثال، أيد فكرة تشكيل وحدة مخصصة لتحديد وتصفية العملاء الأمريكيين داخل التنظيم، لكنه تلقى في منتصف عام 2010 تقريرا من قائد الوحدة، يؤكد له ان الوحدة تخسر "حرب العملاء" مع الولاياتالمتحدة ولا يمكن أن تعمل بشكل فعال بالاعتماد على ميزانيتها التي لم تكن تتجاوز عدة آلاف دولار. وعلى الرغم من أن عبارة "الصعوبات المالية" موجودة في الرسائل، الا انها لا تتضمن أي أرقام دقيقة حول ميزانية التنظيم. وكان بن لادن قد كلف أحد نوابه في ربيع عام 2010 بتشكيل مجموعة مقاتلين مخصصة لاختطاف دبلوماسيين بهدف طلب الفدية مقابل الإفراج عنهم. ومن أهم مراسلي بن لادن كان عطية عبد الرحمن الرجل الثالث في التنظيم في هذه الفترة، وتكشف الرسائل التي وجهها عبد الرحمن الى زعيم التنظيم، عن قلقه من تكثيف الغارات الجوية التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار على مواقع المسلحين في باكستان وأفغانستان. واشتكى عبد الرحمن من ان مقاتليه يلقون حتفهم في الغارات بأعداد لا يسمح له بإيجاد بدلاء لهم. وذكرت "واشنطن بوست" ان مجموعة الخبراء التي تدرس وثائق بن لادن، قد أعدت أكثر من 400 تقرير استخباراتي خلال 6 أسابيع، ساهمت في إجراء عدد من العمليات في الخارج لاعتقال أعضاء القاعدة الذين وردت أسماؤهم في الوثائق. وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا للصحيفة الى ان وثائق بن لادن تؤكد ان هدفه الأساسي كان شن هجمات في الولاياتالمتحدة، وليست إقامة دولة إسلامية. وكان بن لادن يوصي قيادة القاعدة في جزيرة العرب بتأجيل خططهم لإعلان دولة إسلامية في اليمن، معتبرا ان التوقيت الحالي غير مناسب لذلك. وكان الفرع اليمني للتنظيم يسعى لإنشاء مؤسسات محلية لفرض الشريعة الإسلامية في مناطق باليمن، الا ان زعيم التنظيم حذرهم من انهم لا يتمتعون بعد بالدعم اللازم بين السكان، داعيا اياهم الى التركيز على تدبير اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة. كما تتضمن رزمة الوثائق الرسائل التي كان يتبادلها بن لادن وأيمن الظواهري الزعيم الجديد للقاعدة. وكان الاثنان يعربان عن خيبة أمالهما من ان المسلمين لم يعودوا يرون المواجهة بين القاعدة والولاياتالمتحدة باعتبارها الجبهة الرئيسية للجهاد العالمي. كما اعربا عن قلقهما من ان قتل مدنيين في عمليات للتنظيم في العراق ودول أخرى، قد يؤدي الى زعزعة سمعة القاعدة في العالم الإسلامي.