لم يتبق سوى دقائق قليلة، ونذهب جميعا إلى منازلنا ونجهز «العدة» كاملة، من طعام وشراب، ولن يستغرب أحد من أصوات الضحك التى ستصدر منا، فهى الفضيلة التى نبحث عنها وسط غابة من الحزن والعنف والدموع، فقد قرر أخيرا «العم» فؤاد معوض أو فرفور أو الصعلوك الضاحك أو سميه كما تشاء، أن يطبع كتاب «الضحك لدرجة الشبع» مع الدار المصرية اللبنانية للنشر. فرفور هو أحد أسباب البسمة فى حياة الآخرين سواء على مستوى قرائه الذين يهوون مداعبته بإفيهات ورسائل لا تتوقف، أو على مستوى العاملين ب «الفجر»، فوجود فرفور فى أى حجرة يجعلنا ننسى همومنا وعادة ما تصل أصوات قهقهة الصحفيين إلى الشارع، فقد تعلمنا منه أن للبسمة هدفاً والسخرية وسيلة للتغيير، يجلس بالساعات بجوار المنفذ الفنى لتصليح مقاله من النقطة إلى العنوان، فهو ينتمى لجيل يحترم القراء، ويعرف قيمتهم، ويقدر وقتهم الثمين الذى يمنحونه له وللجريدة. منذ البداية اختار الطريق الصعب وهو رسم الابتسامة على وجوه تعانى القهر، من السهل أن تكتب فى أى شىء حتى دون موهبة، لكن الكتابة الساخرة لها كبارها من الموهوبين بحق، فلا تتخيل أنه يجلس فى غرفة مغلقة يكتب، بل يتجول فى شوارع وسط البلد ليشعر بنبض الناس، يدور على المقاهى ومحلات الطعام الشعبية ويصاحب البسطاء من أجل أن يبحث عن بسمة قد تتسبب فى تغيير حياتهم، احجز نسختك من الآن فقد فعلها فرفور أخيراً.