مع تصاعد التوتر في لبنان، البيت الأبيض: نراقب عن كثب تطورات الوضع في الشرق الأوسط    اتحاد الكرة يحسم هوية خليفة بيريرا في لجنة الحكام الثلاثاء    مشاركة 21 عملًا فنيًا في مسابقة أفلام شباب مصر بمهرجان الإسكندرية السينمائي    وزير الخارجية: الأمم المتحدة عاجزة عن أداء مهمتها الأساسية وهي حفظ السلام والأمن الدوليين    فيديو هدف محمد صلاح اليوم في ولفرهامبتون    الكرملين: التصريحات الغربية حول صراع مسلح محتمل مع روسيا بمثابة "موقف رسمى"    2.8 مليار جنيه لتمويل 920 مشروعاً صغيراً خلال 6 شهور.. «الشمول المالي والرقمي» تناقش «تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة»    الطب البيطري بالغربية يحرر عدد 72 محضرًا بأسواق المحافظة خلال شهر سبتمبر    وزير الخارجية أمام الأمم المتحدة: مصر خاضت مفاوضات 13 عاما مع إثيوبيا وتحتفظ بحقوقها للدفاع عن مصالح شعبها    تعرف على إيرادات فيلم عنب في ثلاثة أيام عرض    حقيقة اعتزال نشوى مصطفى التمثيل    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    حدادًا على نصر الله.. الحكومة اللبنانية تأمر بتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام    9 توصيات من مبادرة ابدأ لتحفيز المصنعين ورفع القيمة المضافة    "تخيلتها عند باب الكعبة وأنا بعمل عمرة ومكانتش تعرف".. قصة حب مؤمن زكريا وزوجته (صور)    مجسمات لمناطق أثرية وتوابيت فرعونية.. المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة -صوروفيديو    بالصور.. إزالة الإشغالات من محيط مقابر بورسعيد    إصابة شخصين في حريق محل تجاري ببني سويف -صور    شبورة مائية وأمطار ورياح.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الأحد بدرجات الحرارة    رئيس مياه المنوفية يتفقد محطات المياه والصرف بمراكز المحافظة    وكيل صحة الإسماعيلية تشهد حفل تخرج دفعة جديدة من مدارس التمريض    الجامعات تستقبل طلابها فى أول يوم دراسى    شعبة الخضروات تكشف عن موعد انخفاض أسعار الطماطم    إيه بى سى نيوز: إسرائيل رفضت مقترح وقف إطلاق النار فى لبنان    5 أبراج فلكية تميل للإحباط والخوف غير المبرر من المستقبل.. ابتعد عنهم    حدث في 8 ساعات| حقيقة تحصيل برامج العمرة بالدولار.. والسيسي يدعو "النواب" للانعقاد بداية أكتوبر    أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات    كيف تصلي المرأة في الأماكن العامَّة؟.. 6 ضوابط شرعية يجب أن تعرفها    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية الأولى لقرية النصر    لأطفالك.. طريقة تحضير ناجتس الدجاج مثل المطاعم    النني يشارك في فوز الجزيرة أمام النصر بالدوري الإماراتي    مصرع شاب دهسته سيارة بطريق الفيوم الزراعي    نبيل الحلفاوي: الزمالك في أفضل حالاته تعادل مع الأهلي في أسوأ حالة له    دعاء لأهل لبنان.. «اللهم إنا نستودعك رجالها ونساءها وشبابها»    ضبط 7 أطنان دقيق بلدي مدعم خلال حملة تموينية في الجيزة    محافظ مطروح يوجه بتوزيع فتيات الخدمة العامة بناءاً على رغباتهن    اليوم العالمي للسعار.. كيف تتعامل مع عضة الحيوانات المسعورة وداء الكلب؟    ذهبية وبرونزية لمنتخب مصر في بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 19 سنة    التحالف الاجتماعي العربي يدعو لمقاطعة دولة الاحتلال وفرض عزلة دولية عليها    ميدفيديف يهزم مانارينو ويتأهل لربع نهائي بطولة الصين للتنس    عضو غرفة شركات السياحة: طلب متزايد لزيارة سانت كاترين من مسلمي أمريكا قبل أداء العمرة    انفعال غير مبرر وتصرف غريب من متسابقة فى كاستنج.. وعمرو سلامة: "أنت هايلة دا خطير".. فيديو    «الضرائب» تتيح 62 إتفاقية تجنب إزدواج ضريبي على موقعها الإلكتروني    أسرار في حياة حسن نصر الله «من سيرته الذاتية»: والده بائع خضار وأسرته غير متدينة    التحول إلى الدعم النقدي.. خطوة مهمة لحوكمة منظومة الدعم    وزير الإنتاج الحربي يترأس مجلس إدارة المركز الطبي التخصصي    الرئيس السيسي يدعو مجلس الشيوخ للانعقاد الأربعاء المقبل    في ذكرى رحيل جمال عبد الناصر.. رئيس حزب العربي يُلقي كلمة بمؤتمر بالمكسيك    جسد ممزق وأرصدة مسروقة».. تفاصيل صادمة في واقعة مقتل رجل الأعمال السعودى عبدالله الفريدي بأكتوبر    رئيس الوزراء يزور دير سانت كاترين    محافظ الشرقية يُكلف وكيل "الصحة" بتوفير الرعاية الصحية لأسرة عزبة العروس بمنيا القمح    مصدر لمصراوي: محمد هاني يعود للقاهرة بمفرده (صور)    رئيس هيئة الدواء يكشف سر طوابير المواطنين أمام صيدليات الإسعاف    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    للاعتداء على مصور.. إيقاف إيميليانو مارتينيز مباراتين مع الأرجنتين    رئيس جهاز السويس الجديدة تلتقي مستثمري منطقة عتاقة للاستماع لطلباتهم ومقترحاتهم    «لا يقارن ب علي معلول».. تعليق مثير من نجم الأهلي السابق عن يحيى عطية الله بعد السوبر    مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يجدون مأوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالاسماء والعناوين.. كيف يستعد تجارالكيف للاحتفال مع المصريين ب"الكريسماس "
نشر في الفجر يوم 26 - 12 - 2014

المصريون يستبدلون شجرة "الكريسماس " بالخشخاش.. وسانتا كلوز بالديلر
بالاسماء والعناوين ..الخريطة الكاملة لتجارة المخدرات فى القاهرة والجيزة
تجارالمخدرات للحكومة: هندفع لكم ضرايب وسيبونا نشتغل براحتنا.. اشمعنا تجارالخمرة

كتب: محمد على – محمد عز – مينا صلاح

إذا كان من الطبيعي أن تختلف احتفالات الشعوب بالمناسبات المختلفة تبعاً لإرثها الثقافي فما هي دلالة إقتران احتفال المصريين في مختلف المناسبات بالمخدرات؟!!
أشجار الكريسماس، ملابس سانتا كلوز، الأضواء اللامعة والألوان الزاهية كلها مظاهر اتفق عليها العالم لتوديع عام ميلادي منصرم واستقبال عام جديد.. لكن هنا في أم الدنيا الأمر مختلف تماماً.
يحتفل الشباب فى مصر بطريقتهم الخاصة، فيستبدلون أشجار الكريسماس ب"الخشخاش" ويحل "سانتا كلوز" على هيئة "ديلر"، يصطفون أمامه طوابير لا حصر لها تضم فئات المجتمع بداية من ابن القنصل وصولا لابن البواب، فالجميع يبحث عن "سانتى الحشيش"، الذى بدونه لا يشعرون بلذة المناسبة، التى يفقدون خلالها الوعى، ليدخلوا عامهم الجديد من الأبواب الخلفية، يستقبلون عاما بلا ملامح.
يستعد تجار «الكييف»، فى هذا التوقيت من العام، تحقيق الاكتفاء من مخزون «الكريسماس»، فيقللون ساعات عملهم ويغلون أبواب «الدوالايب» تدريجياً لتعطيش السوق ورفع الأسعار، فضلاً عن استخدامهم لأسماء ترويجيه للحشيش، مثل «داعش»، و«صافيناز»، و«ميسي»، فيختارون بكل عناية ودقة اسماء الاصناف طبقاً للاحداث الأكثر جدلا فى الشارع المصرى.
تختلف الأسعار من منطقة إلى أخرى، على حسب نوع الصنف، فزبون مصر الجديدة يختلف عن زبون الوراق والجيارة، فلكل منطقة قوانين تحكمها أصول البيع والشراء.
تمكنت «الفجر» من جمع معلومات دقيقة، وفى غاية الخطورة، بعد جولات ميدانية ترددنا خلالها على أوكار تجارة الكييف، فى محافظتى القاهرة والجيزة، رصدنا خلالها خريطة توزيع الحشيش فى وداع 2014، بالأسماء والعناوين.
الداخلية تكتب نهاية اسطورة المخدرات فى مصر «الباطنية»
كشفت جولتنا فى حى الباطنية، عن ترنح أسطورة الحشيش فى مصر التى طالما تردد اسمها فى الأفلام العربية والأعمال الدرامية، على عكس الجيارة التى تربعت على عرش تجارة الكييف.
سامبو يدير بيزنس نجاح ب«الجيارة» بعد حبسها.. وال«وان دولار» عملة الاحتفال برأس السنة
«الجيارة» استعدت هذا الموسم للبيع والشراء بطرق مختلفة عن التى كان يتبعها بعض من تجارها سلفاً، فما عليك إلا تبديل 150 جنيها مصريا ب«وان دولار»، أكثر أصناف الحشيش رواجاً، فبعد القبض على «نجاح» اكبر تاجرة سيطر على المنطقة "رجالة المعلمة" الذين اعتمدوا على ترويج الحشيش بالدراجات البخارية، ليقدموا أيضاً خدمة توصيل «ديليفري» لزبائنهم المعروفين فقط، متابعين عمليات البيع والشراء معها من خارج أسوار السجن، وهو ما أكده لنا أحد صبيانها بشكل غير مباشر رافضاً توضيح كيفية التواصل، كما ظهرت 5 دوالايب جديدة بشارع حسن الأنور، وكوبرى السكر والليمون، لتعود الطوابير من جديد تصطف أمامها العشرات من راغبى الكييف، فإن اردت الدخول ف"سامبو" هو مفتاحك للدخول، ذلك الطفل الذى لم يبلغ من العمر 13 عاماً يسهل عليك دخولك وخروجك، لتقضى حاجتك من الحشيش وباقى انواع المخدرات، ولم يقتصر دور سامبو على تسهيل مهمتك فقط، لكنه ربما يجعلك فريسة سهلة الصيد لمخبرين الداخلية المنتشرين على أبواب المنطقة، بعد أن يعلم عليك ب«الطباشير الجيري».
واستكمالا لجولتنا فى منطقة بطن البقر بمصر القديمة، خلف مسجد عمرو بن العاص، لا يمكن دخولها إلا بتأشيرة من أهاليها، وإلا لن تخرج منها ضمن الأحياء، فتجارة المخدرات هناك عبارة عن جراج كبير جدا خلف المسجد، كل بوابه منه يباع بها نوع معين، (حشيش- هيروين- ماكس – ترامادول).

أهالى المنطقة قرروا التصدى بأنفسهم لتجار الكييف، حتى وصل الأمر لتعليق لافتات مكتوب عليها "من أهالى مصر القديمة.. ممنوع بيع المخدرات نهائيا، حتى لا يتعرض احد للمسائلة القانونية".

ملجأ 6 اكتوبر
6 أكتوبر تديرها امرأة بجوار سور شركة الكهرباء، ينادوها ب"الملجأ"، تقوم بشراء كوب الشاى بشكل طبيعى وتحاسبها بقيمة الحشيش، كوب بمائة، كوب بمائتان وهكذا
الخليل ابراهيم وسيد بلال نبع الترويج بعين شمس.. وخد بالك من السوق القديم والتعاون فى المطرية
ينتشر مخدر الحشيش فى منطقة عين شمس، التى يعتبرها ساكنيها دولة، فإن جلست على مقهي وجدته، وإن تجولت بشوراعها عثرت عليه أسهل مما تعثر على الخبز، وتتمركز الدولاب بمنطقة مساكن عين شمس، والتى يتواجد بها ديوان رئاسة الحي، كما يوجد دولاب بشارع مكة المتفرع من شارع العشرين، ودولاب بشارع الخليل إبراهيم ودولاب شارع السلام ودولاب سيد بلال.

أما عن المطرية، فمرحبا بك فى العالم المفتوح على تجارة المخدرات، هات اللى معاك ومش هنختلف كثير، هكذا قال لنا أحد الديلرات بمنطقة سوق الخميس القديم، فهى المرة الأولى التى نجد فيها ديلر خلال جولتنا يمارس حرفة التسويق مثل مندوبي الإعلان، ليقنعك بالشراء.

وتعتبر منطقة التعاون، وشارع الخارجة، والكابلات، هم أخطر وأكبر مناطق للبيع هناك، فالوضع يختلف تماماً، فلست مجبرا على الذهاب إلى أحد الدوالايب، فالديلرات والموزعين فى كل مكان، لست مضطرا للبحث عنهم، فصادفا أكثر من 4 شباب فى اقل من ساعه، يرددون لك كلمة "عايز حاجه.. عايز حاجه".
أطفال يسيطرون على سوق الكيف فى ميدان لبنان
وبانتقالنا إلى منطقة ميدان لبنان، والبحث عن الحشيش اكتشفنا أن أطفال تتراوح أعمارهم من 9 ل 15 عام، هم من يقومون بعملية البيع، بجوار مدرسة "الخرص" بشارع الطلعة، كما يتواجد دولاب مخدرات بجراج مجاور لمطعم "مجرشى"، يحتوى على جميع انواع المخدرات.
مصر الجديدة تبتكر طرق جديدة للتوزيع
ارقى شوارع القاهرة، أكثرها تنظيماً، تضم فئة أولاد الزواد، وتأتى فى مقدمتها منطقة السبع عمارات، والتى يتزعم التوزيع فيها "عصام البرنس"، بسيارة لانسر حمراء اللوان، يليه "أشرف"، والذى تبع أسلوباً متطورا لخداع رجال الشرطة والمباحث، حيث يوزع "الحشيش البلدى" على زبائنه، برفقة زوجته وأبنه الصغير، ومن المعروف عنه أن تسعيرته تتراوح من -140-200 جنيه للصابع الواحد.
ويعتبر ميدان الحجاز أشهر ميادين مصر الجديدة، والذي يقع به معهد ومدرستين، ثان أكبر مناطق الترويج، فيعتبر "أبو ياسر" بائع الشاى المتواجد هناك، هو المصدر الرئيسي للتوزيع لطلاب "اكاديمية المستقبل" ومدرستين "اعدادى و ثانوى ازهرى" ، يليه "سالم"، والذى يتواجد دائما بسيارته ميتسوبيشى كولت حمراء اللون، أمام عمر أفندى ويتحكم بمربع نادى الشمس باكمله.
«العرب» لولاد الناس فى «مدينة نصر».. وحديقة الطفل فى خدمتك 24 ساعة
تختلف مدينة نصر عن بقية المناطق، فهى ليست بمنطقة شعبية، والوضع الأمنى هناك يمثل بيئة غير مناسبة للترويج، فيعتمد معظم شباب المنطقة على دولاب "العرب"، والذى يعتبر مركز جذب الأضواء من كل شارع، بينما ينتشر بشكل محدود الديلرات فى محال "البلاي ستيشن" والبلياردو لاصطياد الشباب.
وتمثل حديقة الطفل بالحى السابع أيضاً نبع ترويج بقيادة أحد الديلرات يدعى (عصام الونش)، من أشهر الموزعين هناك، يبدأ الونش عمله من بعد الثامنة مساءً، لا تبحث عنه كثيراً فقط كل ما عليك فعله أن تدور حول أسوار الحديقة، أو الاتصال به تليفونيا ان كنت أحد زبائنه، وتعتبر أسعاره هى الأنسب لراغبى الكييف هناك، حيث يبيع نصف صباع "السبعات" ب 80 جنيه .
كله عادى فى «المعادى».. وكلمة السر فى الملاكى
تعد أكبر المناطق السكنية من حيث المساحة الجغرافية، وينتشر فى المنطقة بالكامل الحشيش المغربي، القادم عبر الأسكندرية، فهو المفضل لدى الشباب هناك، ويعد "سيفن" هو الأكثر ترويجاً هناك.
وعن منطقة "دجلة" فيديرها "حمادة المصري"، بسيارته بروتون برتقالى اللون، ما عليك سوى أن تسلمه النقود فيسلمك الكمية فى الحال، أو تراسله ان كنت من زبائنه عبر الواتس اب للاتفاق على مكان التسليم.
أما ميدان أبوعبده، فيدار على طريقة فيلم "كده رضا"، 3 أخوات يحملون أسم "غزال"، ويوزعون الحشيش تليفونيا، للزبائن فقط.
ويدير منطقة السد العالى، أكثر المناطق شعبية، يوجد بها دولاب يديره محمد المصرى، ويضم انواع متعدده من المخدرات لا يقتصر على الحشيش فقط.
وعن حدائق المعادى، فينتشر على النواصى فستك "نص دماغ"، وبالأخص فى شارع الحرية يتواجد الحشيش بلدى، والذى يروج له (محمود زوبه – الخواجة – الليبي)، يباع نصف الصباع ب70 جنيه.
أما ثكنات المعادى، وبالأخص شارع 9 خلف ماكدونالدز، يتواجد حديقة يروج بداخلها الحشيش "شيكابالا" و"بيلو" اشهر ديلرات منطقة طره، وتعد مركز جذب مصريين وأجانب.
البوابين وحرس الفيلات بالتجمع الخامس
يقوم بترويج المخدرات بمنطقة التجمع الخامس، بوابين العقارات وحرس الفيلات، لكون أغلبهم من الأعراب هناك.
بينما يعتمد شارع التسعين أشهر شوارع التجمع بال"دوان تاون"، على "كريم البرنس" فقط، والذى يقوم بالتوزيع بواسطة سيارة هوندا سيفيك بيضاء اللون.
«نورا» وحمامة ملوك الزاوية.. ومنص والعجل أخطر الديلرات
قبل أن تخطو بقدمك على أرض «الخارطة» بمنطقة الزاوية، عليك أن تذكر أسم «نورا»، فهى الأخطر والأكثر انتشاراً، فضلا عن «حمامة»، الذى عاد لمزاولة نشاطه بعد خروجه من السجن هذة الأيام، تتميز الزاوية بكونها المنطقة الاكثر وراجا لكل الأنواع فلا تقتصر فقط على الحشيش، فلحظة تواصلنا مع الديلر، عرض علينا الماكس والفودو، وشرائط من الأبتريل، والتامول الأحمر.
دولاب المترو.. ومستشفى السكر بالسيدة زينب
على مرأى ومسمع من الجميع، وفى عز النهار، تصطف الطوابير على دولاب المخدرات المحاور للمترو، ولعلك تظنه منفذ لتوزيع الخبز مثلما ظننا فى اولى رؤية له، فمتى جائت الشرطة لا تجد شيئاُ يدار هذا الدولاب بخطة محكمة، وإن لم تنوى الشراء منه، فعليك بالذهاب إلى عم عبده، والذى يتواجد بسيارته النوبيره حمراء اللون، فى محيط مستشفى "السكر " كل ما عليك ان تتصل به .
أبو خضر سلاح ومخدرات فى الحوامدية
ربما يكون المشهد الأقرب إلى ذهنك هو شخصية "سالم المسلمي" فى فيلم المصلحة، ف ابو خضر الاعرابى لا يختلف عنه كثيراً، سلاح بكل أنواعه وكذلك المخدرات، يدير أمبراطوريته من أمام منزله تحت حماية السلاح، فهناك لا يعلمون عن القانون شيئاً، وربما إن سألتهم عن راعى امورهم وحامى امنهم فيذكرون لك "أبو خضر".
يمارس ابو خضر تجارة المخدرات فى وضح النهار، وأمام منزله فمتى ذهبت إلى هناك إن استوقف احدا ما قل له "اانا جاى ادور على بيت اشتريه" حتى لا تدخل فى سين وجيم، فدخول الحمام مش زى خروجه هناك.
الحسين والجمالية الجرام ب 40 جنيه
اللافت ايضاً خلال اتمامنا لعملية شراء بمنطقتى الحسين والجمالية، داخل حوارى الغورية، وجدنا البيع بالطرق البدائية بالميزان الحساس الجرام يعادل 40 جنيه، وبسؤالنا عن السبب فى ارتفاع سعره، أجاب الديلر: ( انتوا فى الغورية.. يعنى لا بنضربه بماكس ولا بنرشه بنج.. جربوا دى ولو لاقيتوها بره هاتولى منها حته وخدوا قصادها فرش اكرامية منى).
"أم بيومى"و "المؤسسة" فى شبرا
تستعد "أم عبير" أكبر تاجرة حشيش بعزبة رستم ببهتيم لاستقبال هذا الموسم، بتعطيش السوق تماما، تحسبا لرفع سعره، بينما يتحكم فى مجال الترويج محمد الإسود وإسلام أتارى، وحماشة، بعزبة عثمان وأم بيومىفلكل منهم زبون خاص.
ويتم استغلال أسواق الخضار فى منطقة المؤسسة، لترويج المخدرات بعد صلاة العصر، وحتى الساعة الثامنة.
"كرم" و"قدارة" نار على علم فى إمبابة والكيت كات
«كرم» اسم يتردد مئات المرات على لسان راغبى الحشيش، هو الأكثر شهرة فى منطقة الكيت كات،يتحاكون عنه وعن منتجاته بالساعات، ولم يعرفه أحد، ربما لا تقابله مرتين فى عمرك.
يتيمز دولاب «كرم زوقه» بالربط بين عشوائيات أمبابة والكيتكات، وأحياء المهندسين الراقيه، فهو يقع أمام دار مناسبات الكيت كات مباشرة على الكورنيش، ليس عليك إلا الدخول أمتار قليلة فى شقوق ثعبان ودهاليز الكيتكات لكى تصل له على بعد خطوات من قسم امبابة .
طوال فترة ممارسة عملية البيع والشراء بدولاب كرم، يختفى الديلرات من أزقة المنطقة، التى يتعدى عرض الزوقاق منها مترين، ويتنشر رجال المعلم فقط، أما بعد الانتهاء، إن اردت الشراء ليس أمامك سوى المقهى، أو المعلمة قدارة، ثان اكبر موزع للمخدرات فى الكيت كات - امبابة.
ميت عقبة.. البيع والشراء امام مكتب مكافحة المخدرات
ميت عقبة هى المورد الرئيسي للحشيش، لكل سكان المهندسين، والعجوزة، لا تأخذ بالظاهر ولكن عليك بان تخوض فى الباطن، لا تغرنك العمائر الشاهقة، ولا المحلات الفارهة، وانت متجه إلى المنطقةمن ناحية عرابى، فالديلرات لا يخرجون من الشوارع الداخلية، ويدير شارع المشروع من حيث الترويج "بلاتيني" و"أبو نسمة"، ويترواح سعر الصابع من 120 ل150 جنيه، حسب الأوضاع الأمنية، وينتشر بينهم الفستك "نص دماغ " والحشيش البلدى"السبعات".
ويقوم بالتوزيع فى شارع غريب، "شادى ربيع" و "ودنو"، ومن الغريب واللافت أيضاً عندما تتجول فى شوارع ميت عقبة، ناصية محمود حبيش، امام مكتب مكافحة المخدرات، فتجد كشك "حمو"، لترويج المخدرات، والذى يديره "سعيد" و"عبده ليفه"، ليل نهار امام اعين رجال مكافحة المخدرات .
«بين السرايات» و«أبو اتاتة» مصادر ضخ المخدرات فى جامعة القاهرة
تعتمد منقطتى «ابو اتاته»و«بين السرايات»، فى ترويج المخدرات على طلاب جامعة القاهرة، والتى لاتبعد إلى أمتار قليلة عنها، فربما تجد بائع الحشيش هو نفس بائع كروت الشحن والمناديل بالجامعة، فضلاً عن تجنيد، شباب بكل كلية على حدا لترويج الحشيش.
وتنتعش تجارة الحشيش بممر المكتبة المركزية، وخلف كلية الآثار، وبكليتي التجارة والحقوق، ويتزعمها "كباكا و"حودة"، و"مانشى".
واستكمالا لرحلتنا فى ميدان الجيزة، حيث الزحام الشديد، وجدنا دولاب للترويج بمنطقة السوف بجوار باتا، ودولاب "الجيزاوية" الأضخم، هناك، حيث يباع الحشيش بالمكعب، ويعمل الدولاب 24 ساعة متواصلة.
الأسعار التى يستعد التجار للترويج بها فى موسم الكريسماس
يستعد التجار لرفع أسعار الحشيش هذا الموسم ليتراوح سعر "الصابع" من 120 ل180 جنيه تختلف حسب المنطقة والنوع، ونظرا لاختفاء الحشيش البلدى المعروف باسم "تلاتات"، جلب التجار كميات كبيرة من الحشيش المغربى والسبعات والأفغانى، وذلك عن طريق الساحل الشمالى والأسكندرية، ولم يقتصر التجار فقط على الحشيش، بل استعدوا بنزول "الفودو" للاسواق بكثافة، وهو مخدر مرتفع الثمن، يباع بالكيس، ويسجل 300 جنيه للكيس الواحد والذى لا يكفى إلا ل 4 سجائر فقط، والهيروين 250 جنيه للجرام، بينما الكوكايين من 700 ل1000 جنيه للجرام.
ويسجل سعر الجملة للكيس القماش الذى تبلغ مساحته 17 سنيمتر طول * 8 سنتمير عرض، وسمكه حوالى 2 سنتيمتر، من 5-6 الاف جنيه، حيث يعادل 2 كيس ونصف من الكيس العادى،والذى يبلغ حجمه 14سنتيمتر طول * 8 سنتيمتر عرض * سمك 1سنتيمتر، ويتراوح سعره من 2500 جنيه إلى 3500 جنيه، ويعتبر الفرق هو مساحه لتحديد السعر لكل منطقه.
ويجلب التجار بضائعهم من مناطق (الحرانية وكوم السمن والجعافرة، لاعتبارها حصن منيع أمام الشرطة، وتوجد هناك زراعات له، ومطابخ أيضاً.
تجارالمخدرات للحكومة: هندفع لكم ضرايب وسيبونا نشتغل براحتنا.. اشمعنا تجارالخمرة
استطعنا ان نستقطب أحد الديلرات خلال المغامرة التى قمنا بها، وجاء نص الحوار كالآتي:-

«المناسبات دى شغل تانى خالص.. ربنا بيفتحها علينا من وسع».. هكذا رد علينا عن سؤالنا له، بأن الموسم قد أقترب وبأن الدنيا ستبتسم له، وبسؤالنا له حول ارتفاع سعر الحشيش فى الكريسماس من عدمه، أجاب بأن صابع الحشيش سيبدأ من 150 جنيه، ليل فى الساعات الأخيرة من اليوم إلى 200 جنيه، مرجعا السبب فى ذلك إلى التشديدات الأمنيةالتى تفرضها عليهم الشرطة.

وتساءل الديلر«أنا عايز اعرف اشمعنا الخمرة بتتباع فى محلات عادى ويجوا علينا احنا ونتحبس مع ان مفيش فرق بين الاتنين، وكل كام يوم يمسكوا كام طن حشيش»، مطالبا الدولة بأن تفرض على تجار الحشيش ضرائب وتمنحهم رخصة مزاولة مهنة مثل تجار الخمور تماماً.

وبسؤاله عن الأنواع الجديدة التى ستغرق السوق فى الكريسماس، قال : «كل يومين بيطلع انواع ليها اساميها، لكن فى راس السنة هننزل ب "بابا نويل" و"صافيناز" و"داعش".. يعنى البسكوتة هايبقى صافيناز، والسبعات داعش، والفيستك بابا نويل».

«إحنا بنراعى ربنا»، هكذا رد علينا عندما اختلفنا معه على السعر، قائلاً : «انا مش هجيب الراجل الشقيان اللى فى امبابة، زي الفرفور اللى فى المهندسين»، مؤكدا اختلاف سعر الحشيش من منطقة لأخرى، قالاً: «الحشيش بتاع الناس النضيفة بيطبخ 100/100 انما المناطق الشعبية بيبقى نص نص، وكل واحد وعلى قد فلوسه، احنا بردو بنراعى ربنا والناس من حقها تشرب عشان تفك عن زهقها وقرفها».

وعن الفئات العمرية والمجتمعية الاكثر اقبالا على الحشيش، قال :«الكل دلوقتى بيشرب حشيش.. انا بيجيلى ناس نضيفة اوى تشترى، وبيجيلى عيال عندها 15 سنة بردو تشترى، وفى رجالة متعينين فى الحكومة بردو بيشتروا، وبنات كمان».

سألناه: «مش خايف من حساب ربنا طيب لاحسن حد يموت، احنا بنشرب سيجارتين وخلاص انت بتبيع ليل نهار»، فآجاب: «الحشيش بيبسط مابيموتش.. بيعمل دماغ بس وبينسيك كل اللى همك ومزعلك، انا اعرف ناس ماتت من الماكس».

واختتم الديلر«الحشيش تجارة زى أى تجارة، ناس كتير بتقول حرام بس هنعمل إيهالعيشة بقيت صعبة واللى عنده حلال يقوللنا»
خبيرأقتصادى: المخدرات اقوى انواع الحروب وماتنسوش حرب الافيون


وقال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادى، إن اقتصاد الدولة يتأثر سلبا بسوق المخدرات، لكونه مفتوحا يصعب السيطرة عليه، وبعرض مطلب تاجر المخدرات بمنح رخص مزاولة مهنة مقابل دفع ضرائب، أكد الشريف أن الدولة ستستفيد من الضرائب لكنها فى المقابل ستخسر ، للاثار السلبية التى ستحدث فى مجال الصحة العامة.

واوضح الشريف ان المخدرات نوعين نوع طبيعى مثل الحشيش والمخلق مثل الهيروين والكوكاين، موضحا انه الاخطر اقتصاديا وصحيا، لارتفاع اسعاره وندرة وجوده.

واكد الشريف ان سوق المخدرات ليس منفصلا وانما تحت الرقابة، ولكن ليس بشكل كامل، موضحا ان الدولة لن تستطيع السيطره عليه.

وكشف الخبير الاقتصادى، ان انتشار المخدرات يعد حربا على الشباب تستنفذ طاقته ومدته، مددلا بحرب "الافيون" والتى شنتها بريطانيا على الصين فى بداية عهد النهضة.قائلا : لما بتحب تحارب دولة بتوجهلها المخدرات لانها سهلة الشيوع.

معالج نفسى: الفراغ والتقليد والمفهوم الخاطئ للحرية وراء زيادة نسبة التعاطى

قالت إيناس جرجس أستاذعلم النفس، والمعالج النفسي، إن تعاطى المخدرات يعتبر نوع من أنواع الفراغ النفسي، أو اى مرض نفسي ينتج حتى لو كان الإحساس بالضعف، يدفع الإنسان لفعل أى شيئ او تجربة وتقليد شيء ما ايضا، مما يعد دافع قوى لانخاذ خطوة نحو تجربة تعاطى المخدرات.

وعن تعاطى الحشيش فى الإعياد، قالت إيناس جرجس، إن العديد من الشباب يتعاطى من باب "الفنتازية" كنوع من انواع الترفيه مثل السينما، والتباهى ايضا، لافته فى الوقت نفسه ان هناك بعض الشباب يتعاطى من باب مضاعفة القدرة الجنسية.

وأكدت خبيرة علم النفس، أن علاج مشكلة الإدمان يبدأ من تربية النشأ فى المدارس وتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين، فى التوعيه والمتابعة، بداية من كى جى وحتى الثانوية.

وشدد أيضا على دور الكنيسة والأزهر فى معالجة وتقويم سلوك الشباب، ونشر المفاهيم الصحيحة للأعياد والتنى تنص على القرب من الله وليس معصيته.

وأضافت أن دور المنزل لا يقتصر فقط على المأكل والملبس والمال، مؤكدة على اهمية خلق علاقة صداقة بين الأب والأم وبين الابناء بشكل مفتوح، تتميز بالقبول الغير مشروط، والحب الغير مشروط.

وعن الفتيات اللاتى تتعاطين الحشيش، أكدت انهن استغلن مفهوم حرية المرأة بشكل خاطئ، فضلا عن وجود من يشجعهن، بالاضافة إلى حب تقليد الشباب والرجال الذين يتعاطون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.