طوابير بيع المخدرات، التى انتشرت فى السبعينيات، تعود من جديد، لتبدأ هجمة شرسة على المواطنين فى غياب أمنى واضح. «التحرير» تخترق دواليب وأوكار بيع المواد المخدرة، وتضعها على مكتب اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء منتصر أبو زيد، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، وكل أجهزة البحث الجنائى، لاتخاذ ما يلزم تجاه من يدمرون صحة أجيال كاملة، ويبيعون الكيف لشباب الوطن للقضاء على مستقبله وحاضره، مستغلين الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد. «الجيارة».. أقدم تعميرة فى مصر الجيارة بمصر القديمة، وتحديدا شارع سيدى حسن الأنور، على مرأى ومسمع من الجميع، كان هناك يبدأ طابور المخدرات، بدءا من الساعة السابعة مساء حتى ساعات متأخرة من الليل، حتى أسدلت مباحث قسم شرطة مصر القديمة بمديرية أمن القاهرة الستار على قصة ملكة الحشيش وإمبراطورة المخدرات المعلمة نجاح معوض بمنطقة الجيارة، بعدما كتبت قوات الأمن نهاية الأسطورة، حيث ألقت القبض عليها وأحد رجالها عاشور وبحوزتهما كميات كبيرة من الحشيش والأقراص المخدرة و25 ألف جنيه. ومن الطريف أن نجد فى منطقة مصر القديمة، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، لوحة معلقة فى الشارع مكتوبا عليها «من أهالى مصر القديمة ممنوع بيع المخدرات نهائيا». عمليات البيع والشراء تتركز فى مناطق «العلواية وشارع أبو سيفين وتحت كوبرى السكر والليمون وشارع حسن الأنور». فى مترو الملك الصالح.. دولاب كامل فى محطة مترو الملك الصالح «دولاب مخدرات»، هنا كل أنواع الحبوب المخدرة والمخدرات متوافرة فى المكان، ويسهل على أى زائر للمكان أو صاحب مزاج أن يتجول، ويشترى الصنف الذى يريده. ويقول أحمد عرفة، أحد سكان المنطقة، إن محطة مترو الملك الصالح تشهد أوكارا من العناصر الإجرامية وتاجرى ومحرزى المواد المخدرة بشتى أصنافها والعقاقير المنشطة والأقراص المخدرة بداية من سور مستشفى مبرة مصر القديمة، حيث ينتشر تجار الصنف بالدراجات البخارية، كل الأنواع المخدرة على عملائهم فى عز الضهر. عزبة رستم.. بلد المخدرات بشبرا الخيمة أم عبير والدبرى ومنصور وأشرف الحرامى أشهر تجار شبرا الخيمة. الأولى مكانها فى عزبة رستم، وبالتحديد فى منطقة «عب الخردة»، فهى تعلن عن قائمة للأسعار موحدة، فتبيع ورقة البانجو ب20 جنيها، وصابع الحشيش ب120. أما عائلة الدبرى فهى أيضا من أشهر تجار الصنف فى هذه المنطقة، وتخصصها حشيش وهيروين. فعند مدخل العزبة وفى تمام الساعة السادسة من مساء كل يوم تجد طابورا به عدد غير قليل من العاطلين والمدمنين ينتظرون الجرعة من أحد أفراد عائلة الدبرى. عزبة الأوتاد فى «عين شمس» تنتشر المخدرات بمنطقة عين شمس فى عدة أماكن، وعلى نواصى بعض الشوارع، منها دولاب شارع مكة، ودولاب الخليل إبراهيم، ودولاب شارع السلام، ودولاب سيد بلال، فمن أخطرها عزبة الأوتاد «منفذ بيع الترامادول بسعر الجملة فى القاهرة». وهى منطقة موجودة فى حى عين شمس، ولها مداخل خاصة بها، حيث لا يصلح الدخول لها من خلال الشارع الرئيسى، ومداخلها عبارة عن عدة حوارى ضيقة، وتوجد بها ساحة يقف عندها بعض الشباب من بائعى المخدرات بالتجزئة، لمن لا يعرف طريق الدواليب أماكن بيع المخدرات، فهناك البيع بسعر الجملة، ويعتمدون على زبائن الأفراح والمناسبات، فتجد على النواصى بعض الشباب يحملون كراتين، منتظرين الزبائن، وعند الاقتراب منهم تكون أول كلمة «أبيض وأحمر»، ويكون سعر شريط «الترامادول» 15 جنيها للكمية. احذر محيط مسجد على زين العابدين تأتى منطقة المدبح بالسيدة زينب على رأس أوكار ترويج المخدرات، خصوصا المكان الأشهر للتعاطى والاتجار خلف مسجد على زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال، فهناك تلتقى محمد اللول، أشهر ديلر بالمنطقة، ويعتبر المورد الرئيسى للمخدرات بها، فهو تخصص حشيش وبرشام، ولا يقترب من تجارة الهيروين، لأنها تحول المتعاطى إلى مدمن -على حسب قوله- من الأشخاص المترددين عليه. فى أحد الشوارع المظلمة المتفرعة من شارع مجلس الأمة بمنطقة السيدة زينب، وأمام سيارة حديثة، التف عدد من الشباب حول شاب فى منتصف الثلاثينيات من عمره، نحيف، متوسط الطول، ذى بشرة فاتحة، تظهر عليه وعلى من حوله ملامح الاطمئنان والثقة. تكشف الأضواء الخافتة أيديهم، وهى تخرج من جيوبهم بالمال، يتسلمها الشاب مالك السيارة، ينظر إلى النقود، ثم يخرج من جيبه شيئا يعطيه للشاب دافع المال، فيحصل على كيس «هيروين»، ويهرول سريعا لأخذ جرعته أمام الجميع. يظل أنبوبة فى دوران زينهم، أحد أشهر المروجين، خطوات قليلة تخطوها من أمام مسجد على زين العابدين، وحتى دوران زينهم، ومع كل خطوة، تجد من يقترب منك قائلا «عاوز حاجة؟»، حتى إذا كنت تركب سيارة ملاكى أو أجرة أو أيا كانت، وإذا أحس أحدهم بأنك تتصرف بغرابة أو بتحفظ، ربما لا يتردد فى إصابتك بمطواة أو «سِنجة». دولاب مستشفى «المطرية» يوفر الحشيش و«الترامادول» للمرضى أمام مستشفى المطرية العام، وبالتحديد أمام الباب الرئيسى تجد دولاب محمد خنزيرة، ملك الكيف بالمطرية، فعند اقترابك من باب المستشفى لا أحد يتردد، وهو يقول «عاوز إيه إنجز»، فهناك شريط «الترامادول» ب25 جنيها، وتذكرة الهيروين ب35 جنيها، وصابع الحشيش ب100 جنيه، وهذا على مرأى ومسمع من الجميع، بل الكارثة أن المرضى يشترون منه أقراص الترامادول. ملكة الكيف بالمعتمدية تعد منطقة «المعتمدية»، التى تقع خلف منطقة أرض اللواء أكبر مناطق المحافظة لتخزين مخدرات الحشيش والبانجو، حيث تحولت المنطقة إلى إمبراطوريات صغيرة لتجارة المخدرات، التى تعتبر وكرا نموذجيا للتعاطى بعد الشراء بعيدا عن أعين رجال مكافحة المخدرات، كما يقولون، نظرا لطبيعة المنطقة الزراعية وسهولة الاختباء بين الزراعات للتعاطى. وتعتبر المعتمدية أكبر منطقة إمداد وتموين لمدمنى المخدرات فى الأحياء الراقية، مثل المهندسين والدقى والعجوزة، إضافة إلى عدد من المناطق الأخرى مثل بولاق الدكرور، وتعتبر قدارة أشهر تاجرة فى منطقة إمبابة، فهى تخصص حشيش مغربى، مما يجعل عليها طوابير طويلة مليئة بالمدمنين للحصول على الجرعة المعتادة من عند المعلمة. المنطقة القريبة من المهندسين تُعتبر أشهر أماكن ترويج المخدرات بالجيزة، فهناك تستطيع شراء ما تريده من أنواع المخدرات، وذلك بالتحديد على الطريق البطىء. جيش من الديلرات يقفون فى الشوارع، يتسابقون فى بيع المخدرات، وبأسعار منافسة. أحد متعاطى المخدرات، قال ل«التحرير»: «صابع الحشيش يعمل 100 جنيه، وبيعمل 4 سجاير زجزاج (كبير الحجم)، لأن الحشيش سعره نزل، وهناك إقبال عليه عن البانجو، أما الذى يمنح شعورا بالخمول والهبوط فيسمى أحيانا بالحشيش (الرخم)، كما أطلق بعض التجار على الحشيش «صرخة أنثى». وفى شارع الملك فيصل بالجيزة، وتحديدا فى شارع الصفا والمروة بمنطقة الطوابق، عادت أوكار المخدرات للانتشار على نطاق واسع جدا، فبات مشهدا عاديا أن ترى طوابير أصحاب المزاج تتزاحم على أحد التجار، ولا أكبر فرن عيش مدعم، كما أصبح أمرا مألوفا أن ترى عشرات السيارات، وقد اصطفت أمام أحد «المعلمين» للحصول على «الصنف». في «ميت عقبة».. الكيف في الشارع المنطقة القريبة من المهندسين تُعتبر أشهر أماكن ترويج المخدرات بالجيزة، فهناك تستطيع شراء ما تريده من أنواع المخدرات، وذلك بالتحديد على الطريق البطىء. جيش من الديلرات يقفون فى الشوارع، يتسابقون فى بيع المخدرات، وبأسعار منافسة. أحد متعاطى المخدرات، قال ل«التحرير»: «صابع الحشيش يعمل 100 جنيه، وبيعمل 4 سجاير زجزاج (كبير الحجم)، لأن الحشيش سعره نزل، وهناك إقبال عليه عن البانجو، أما الذى يمنح شعورا بالخمول والهبوط فيسمى أحيانا بالحشيش (الرخم)، كما أطلق بعض التجار على الحشيش «صرخة أنثى». وفى شارع الملك فيصل بالجيزة، وتحديدا فى شارع الصفا والمروة بمنطقة الطوابق، عادت أوكار المخدرات للانتشار على نطاق واسع جدا، فبات مشهدا عاديا أن ترى طوابير أصحاب المزاج تتزاحم على أحد التجار، ولا أكبر فرن عيش مدعم، كما أصبح أمرا مألوفا أن ترى عشرات السيارات، وقد اصطفت أمام أحد «المعلمين» للحصول على «الصنف».