بمناسبة ذكري الأربعين علي نياحة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وتحت رعايه د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، أقام مركز إبداع قبة الغوري برئاسة إنتصار عبد الفتاح التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة م . محمد أبو سعدة إحتفالية فنية كبري بعنوان " رسالة سلام البابا شنودة والإبداع " بمركز إبداع قبة الغوري ، بحضور حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ،م . محمد أبو سعدة ، سفير البوسنة ، هشام فرج ، ووفد من سفارة أندونيسيا والأنبا مارتيروس الأسقف العام بالقاهرة ، و قساوسة أسقفية الشباب وهم بولس حليم ، بولا نبيل ، يُطُس بدير، بدير الأنبا شنودة ، تاسوني أجيا الأبناموسي ،تاسوني يوأنا الأبناموسى ، والمخرج هاشم النحاس ، والمخرج علي الغزولي ، بالإضافة للعديد من كبار الشخصيات الهامة ، وذلك إحتفالا بقداسة البابا شنودة من خلال فرقة " رسالة سلام " حيث أُتخذ البابا شنودة نموذجاً لرجل الدين الذي يؤمن بالإبداع خاصة في هذه المرحلة الراهنة، والتي تؤكد علي أن مصر دائما شامخة بالإبداع والرموز الثقافية . تضمن الإحتفال تقديم مقتطفات مُلحنة من أشعار البابا شنودة ، شارك فيها فرقة سماع للإنشاد الصوفي وفرقة التراتيل والألحان القبطية ، وفرقة أكابيلا للترانيم الكنائسية وفرقة أندونسيا للإنشاد ، حيث قدمت مجموعة من الأغاني منها" المجد لله في الأعالي ، مولاي ، صلاة وسلام علي الأنبياء ، سبحوا ، قمر ، يارب عام قد مضي وأقبل العام الجديد ، مريم العذراء ، نور النبي ، يالله ، طالما أشكي غرامي يا نور الوجود ، قمر الليالي نبينا يا غالي ، مصر التي في خاطري ، إسلمي يا مصر إنك الفدا ، قوم يا مصري مصر دائما بتناديك" . كما تضمن الإحتفال إفتتاح معرضا بعنوان " عيون مختلفة " أقامه صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع جمعية المحافظة علي التراث المصري برئاسة م . ماجد الراهب ، يضم المعرض بورتريهات للبابا شنودة ، وبعض الأديرة والتراث القبطي الذي يتمثل في الأيقونات والرسوم الجدارية والزخارف القبطية . وأكد م . محمد أبو سعدة أن مشاركة صندوق التنمية الثقافية تأتي لإبراز وتوثيق وإظهار الجانب الإبداعي لشخصية البابا شنودة كمبدع وشاعر ، ويُقدم العرض برؤية إنتصار عبد الفتاح " لتقديم رسالة سلام " والذي مَثل مصر في العديد من الدول منها النمسا والمانيا وتركيا وغيرها من الدول الأوروبية ، والتي تعبر عن كيفية تلاقي فنون الإنشاد الديني الإسلامي والقبطي بكل طوائفه في رسالة توحد لنشر السلام الذي تأمله مصر الحبيبة . وأشار انتصار عبد الفتاح إلي أن البابا شنودة قد وافق علي إنضمام مجموعة من الشمامسة لفرقة رسالة سلام وأعجب بالفكرة التي قدمها إنتصار لقداسة البابا شنودة ، مؤكدا أننا نحتاج في هذه المرحلة الهامة لمصر الإبداع وكثير من النماذج التي تؤمن بأن مصر، مبدعة وهي شامخة بالإبداع دائما . كما توجه الأنبا مارتيروس الأسقف العام بالقاهرة نيابة عن الأنبا باخوميوس القائم بأعمال بطريرك الكرازة المرقسية بالشكر للدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، حسن خلاف ، هشام فرج ، م . محمد أبو سعدة ، د . انتصار عبد الفتاح ، م . ماجد الراهب علي إهتمامهم وإقامة معرض للبابا شنودة تخليدا لذكراه التي تواكب ذكري الأربعين لقداسته والتي تضم صور بورتريهات للبابا وبعض الكتب التي سجلها في حياته ، مشيرا الي أن البابا قد أمضي كل حياته في خدمة الوطن وقضاياه وخدمة الكنيسة والإيمان الأرذثوكسي علي مستوي العالم ، مؤكدا إلي أن هذا الرجل صار بابا للمصريين والوطن العربي وقضاياه وعلي الأخص قضية فلسطين ، ولد هذا الرجل يفكر وصار فكرا ، ولكن لأجل الضمير دفع ثمن مواقفه الجادة في حياته البابوية ، ورغم أنه ولد دون أن يري أم ، ولكن صارت مصر كلها أمه ، وبرغم أنه نشأ في قرية صغيرة بالصعيد وتجول في سباق من أسيوط لدمنهور للقاهرة ،ولكن من قاهرة المعز تجول للعالم كله ، إلي أن العناية الإلهية رتبت أن يكون بابا لمصر ، لم ينل كل ما أراده ، ولكن ظل صوتا صارخا في البرية " إصنعوا السُبل المستقيمة " لقد كان شاعرا ولكن فرغ جُعبته في الوطن والرهبنة والكنيسة ، لقد كان كاتبا ماهرا ، ولكن سطر قلمه للإصلاح والتربية والتعليم ، لقد فرح وتألم وأنتصر وأنهزم ، هذه هي الحياة عاشها بحلوها ومرها ، وفي نهاية كلمته وجه التحية لروحه الطاهرة الخالدة ، بل تحية لمصر كلها التي حملته علي أعناقها مودعة إياه إلي أحضان البرية التي عشقها وعاش في صحراويها ونام في مغائرها. وأعرب عن مدي إعجابة بانتصار عبد الفتاح الذي أسعد الحضور جميعا بهذه الإحتفالية التي تذكرنا بموروثنا التاريخي والفني ، مستشهدا بمقولة البابا " مصر ليس وطن نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا "