قال القيادي في «الجماعة الإسلامية» المنخرطة في «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد ياسين إن إقدام الحكم الموقت على «إجراءات وخطوات لبناء الثقة» قد تحل الأزمة وتدفع التحالف المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى قبول «خريطة الطريق» التي وضعها الجيش بالاتفاق مع القوى السياسية في 3 تموز (يوليو) الماضي وتم بموجبها عزل مرسي. وكشف ياسين، وهو مسؤول العلاقات الخارجية في «الجماعة الإسلامية» التي تعد أحد أهم مكونات التحالف، أن «هناك رأيين في التحالف أحدهما يدعم التسوية السياسية وتجنب مزيد من التصعيد، خصوصاً بعدما ظهر أن الحملة الإعلامية ضد التيار الإسلامي تجد صدى لدى قطاع من الناس، أما الرأي الآخر فيُصر على المضي في طريق التصعيد إلى النهاية ويرفض أي اعتراف بالعملية السياسية ويتمسك بعودة مرسي إلى الحكم». وأوضح ل «الحياة» أن اتصالات تلقتها قيادات في التحالف من وزراء في الحكومة الموقتة فضل عدم ذكر أسمائهم «عززت من رأي التيار الأول، خصوصاً أنهم يطرحون مبادئ وأفكاراً عامة قد تُشكل قاعدة للنقاش وأراها قد تُجدي في الوصول إلى تسوية، لكن للأسف جاء حادث سجن أبو زعبل (مقتل 36 موقوفاً من أنصار مرسي في ظروف غامضة) لتُعقد الأمور وتجعل الغلبة لأصحاب الرأي الثاني ولمصلحة الاستمرار في المواجهة حتى النهاية».
وأشار إلى أن الوزراء الذين يتصلون بقيادات في التحالف «لهم علاقات شخصية قديمة جيدة مع بعضهم، لكن ليس مؤكداً ما إذا كانوا يتصلون بناء على تكليف رسمي أم بمبادرة شخصية... هم يطلبون وقف المسيرات والتظاهرات لإيقاف نزيف الدم مقابل وقف حملة الاعتقالات وإطلاق من اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في التظاهرات، لكن يبدو أنهم يعرضون ما لا يملكون».
وأضاف: «تلك الأفكار عليها خلافات داخل التحالف. للأسف كل شيء يُطرح يكون محل خلاف... هناك ارتباك وتقلب في المواقف تساهم فيه لدرجة كبيرة تصرفات الحكومة وآخرها حادث أبو زعبل»، مشيراً إلى أن «الغلبة كانت للتيار المؤيد للتسوية والتهدئة داخل التحالف، وتمكن دعاة هذا الفكر أخيراً من جذب أنصار جدد إليهم، لكن بعد حادث أبو زعبل تغيرت مواقف كثيرين بسبب بشاعة الحادث الذي أعطي مؤشراً خطيراً جداً وخلّف أثراً سلبياً، فالقتل في الحقيقة لا يزيد الأمور إلا اشتعالاً وتصلباً، ويبدو أننا سنمضي في طريق المواجهة ربما لشهور وليس أسابيع... التظاهرات ستستمر ومعها القتل وسقوط الشهداء».
ولفت إلى أن تحركاً كان ينخرط فيه رئيس نادي القضاة السابق زكريا عبدالعزيز لحل الأزمة تعطل أيضاً بعد حادث سجن أبو زعبل «لأن الظروف لم تعد مهيئة». لكن ياسين اعتبر أن «هناك فرصة للتسوية لو أمر وزير الدفاع (الفريق أول عبدالفتاح السيسي) بإيقاف نزيف الدم وأعطى إشارات إيجابية».
وردا على سؤال عن إمكان قبول التحالف بخريطة الطريق التي أكد السيسي أن لا تراجع عنها، خصوصاً أنه أعطى إشارات إيجابية لأنصار مرسي أول من أمس وأكد لهم أن «مصر تتسع للجميع»، أجاب ياسين: «في تصوري لو أن الفريق السيسي أعطى إشارات إيجابية وبدأ في خطوات لبناء الثقة سيجد رداً إيجابياً وتفاعلاً من التحالف. سيعزز من رأي أنصار تيار التسوية... حينها سيقول معظم الناس إنه مد يده بإجراءات بناء ثقة، وعلينا مبادلة الأمر بشيء إيجابي، وسيكون ذلك انطلاقة لنقاش ربما ينتهي بقبول خريطة الطريق». ودعا الحكم إلى «عدم إحراج التيار المعتدل داخل التحالف لأن إجراءات السلطة تعزز التيار الرافض للمصالحة».