جاءت ردود الفعل العربية والأجنبية بترحيب شديد لقرار الجيش بعزل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية وإسناد المهمة إلى المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا هنئ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشعب المصري ببيان جاء فيه: "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي ، نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها ، وإننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية ، وفي ذات الوقت نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته ، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف حقها في العملية السياسية." بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس." من جهته قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "إن جيش مصر العظيم يثبت من جديد انه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها بأن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق." وبدوره قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة: إن موقف الاردن الثابت والواضح يقوم دوما على احترام إرادة الشعب المصري العظيم والشقيق وعلى محبته الصادقة واحترام الاردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الامن القومي العربي، وعن التقدير العالي للأزهر الشريف ولدوره الوطني والتنويري الهام على مستوى العالم الإسلامي برمته وللكنيسة القبطية الموقرة والوطنية، وللقضاء المصري العريق الذي أنيطت به المسؤولية الوطنية ممثلا برئيس المحكمة الدستورية العليا لتولي إدارة المرحلة الانتقالية."
وعلى الصعيد الدولى أكدت كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى أن التغييرات التى مرت بالشارع المصرى وعزل الرئيس محمد مرسى لا يعد إنقلاباً عسكرياً كما يردد البعض . وأكدت اشتون ان الجيش المصرى حقق مطالب جموع الشعب وضمن تحقيق الديموقراطية والشرعية الحقيقية المستمدة من طوائف الشعب المصرى المختلفة .
كشفت مصادر خاصة أن الإدارة الأمريكية أبلغت القوات المسلحة تأييدها لموقفها من ضرورة عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه استجابة للارادة الشعبية. وكان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، قد أكد أن الجيش سيعلن عن ''خارطة مستقبل، وإجراءات يشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية بما فيها الشباب''، حال لم يتم التوصل لمخرج خلال المهلة المحددة. وقال السيسي في بيان أذاعه التليفزيون المصري مسجلا مساء الاثنين، إن الساحة المصرية والعالم أجمع شهد، أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضاري غير مسبوق. وردت الرئاسة بأن البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه و ترى الرئاسة أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، مساء أمس، إن فرنسا "أخذت علما" بأنه، وبعد الأوضاع السيئة للغاية والتوتر الشديد في مصر، تم الإعلان عن إجراء انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن فابيوس قوله، في تصريح صحفي مقتضب، إن فرنسا تأمل أن يتم إعداد المواعيد النهائية للانتخابات في إطار من السلم الأهلي، والتعددية، والحريات الفردية، ومنجزات الفترة الانتقالية الديمقراطية، بحيث يتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية.
وأشاد حزب المحافظين والحزب التقدمي اليميني النرويجيان، مساء أمس، بموقف القوات المسلحة في وضع نهاية للوضع المتفجر الذي نتج عن حالة الجمود السياسي الذي ضرب البلاد خلال الشهور الأخيرة.
وقالت وكالة "الشرق الأوسط" إن المتحدثة للحزب للشؤون الخارجية، إيناه إريكس سوريد، صرحت بأن الوقت حان من أجل الإسراع ودون تأخر في العملية السياسية في مصر، مشيرة إلى أن ما حدث في وقت سابق الأربعاء كان منتظرا بالرغم من صعوبة الموقف نتيجة لحقيقتين الأولى أن الدكتور محمد مرسي كان رئيسا منتخبا، والثانية أن الوضع في مصر كان غير مستقر على الإطلاق.
وأعربت عن أملها في عدم وقوع مزيد من الضحايا مشيرة إلى أنه سيتم متابعة التطورات في مصر عن كثب لأنه تم التخلص في المنطقة من رؤساء ديكتاتوريين، ولكن الديمقراطية التي تنشدها الشعوب لم تتحقق بعد.
السودان تعتبر أن ما حدث في مصر شأن داخلي وتناشد كافة الأطراف بإعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار مصر واعتبر السودان ما تم في مصر أمرا داخليا يخص شعبها ومؤسساته القومية وقياداته السياسية، مناشدا كافة الأطراف في مصر إعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار وأمن مصر وسلامة ووحدة شعبها وتفويت الفرصة على المتربصين بها.