بدءا من كوبري قصر النيل بطول كورنيش النيل وحتى أبراج أغاخان شبرا مصر، بدأت الجولة الأولى في تمام الساعة 12 ظهراً ، وانتهت الجولة الثالثة والأخيرة في تمام الساعة 30: 7 مساءً. وتم تقسيم مجموعات العمل من المتطوعات والمتطوعين إلى سبع مجموعات ثلاث ميدانية ، وواحدة تدير غرفة العمليات على مدار اليوم ، بالإضافة إلى ثلاث مجموعات أمان (سيارة أمنة) لرصد وقائع جرائم العنف الجنسي والإرهاب الجنسي تجاه النساء والفتيات في عطلة شم النسيم 2013، وتم نشر مجموعات العمل على ثلاث نقاط ارتكاز وفقاً للخريطة الميدانية والنطاق الجغرافي، الأولى نطاقها الجغرافي بداية من كوبري قصر النيل وحتى كوبري 15 مايو، والثانية نطاقها الجغرافي بداية من كوبري 15 مايو وحتى كوبري إمبابة، والثالثة بداية من كوبري إمبابة وحتى عمارات أغاخان – شبرا مصر.
ولاحظ المتابعون في المواقع الميدانية المختلفة العديد من التجاوزات والانتهاكات التي نالت الفتيات والنساء في طول مجرى نهر النيل وفقاً للنطاق الجغرافي المبين سلفاً ، والتي تتمثل في بعض وقائع التحرش اللفظي ، أو التحرش باللمس ، أو تعرض فتيات ونساء لمضايفات أثناء مرورهن بالشوارع والأماكن العامة.
كما تم ملاحظة تكاسل ، وتباطؤ أفراد الشرطة عن القيام بمهامهم وواجباتهم المكلفون بها، وانخفاض مستوى الإقبال الجماهيري بشكل عام ، مع ارتفاع الكثافة في غير أوقات الذروة.
وجاءت المؤشرات حول وقائع التحرش أن ثلاث فتيات أعمارهن مابين 10 : 8 سنوات تحدثوا عن تحرشات لفظية تعرضوا ليها في مناطق سكنهم ، وعن رد فعل الأسرة جاء رفضاً لخروجهن بمفردهن، واستجابة الشباب والرجال للتفاعل الإيجابي علي مع أعضاء المبادرة.
وكذلك قام بعض عناصر الشرطة باستيقاف عضوات وأعضاء المبادرة تم سؤالهم عما يقومون به طوال اليوم في النطاق الجغرافي، كما أن ضابط شرطة برتبه ملازم تحدث مع أعضاء المبادرة وأقر انه يمارس التحرش، وقام بمليء استمارة مسح ميداني ، وأكد أن أول واقعه قام بها في عمر ال 14 من عمره.
وأكدت مبادرة "شفت تحرش" على أن أغلب الوقائع التي تم التعامل معها طوال يوم 6 مايو (شم النسيم ) في النطاق الجغرافي المبين لم تتجاوز التحرش اللفظي ، أو محاولات اللمس ، بالإضافة إلى رصد عده حالات تعرضن لعنف جنسي أثر سلباً عليهن ، وعرضهن لتعامل غير إنساني.
وكذلك لم يشهد النطاق الجغرافي أي وقائع إرهاب جنسي أو محاولات اغتصاب أو حالات تحرش جماعي مثلما شهدت مصر مؤخراً في الذكرى الثانية لثورة يناير بميدان التحرير مما يؤكد على أن ما حدث لم تكن حالات فردية أو عوارض اجتماعية بل كانت وقائع إرهاب جنسي تعمد إلى إقصاء النساء والفتيات وإرهابهن حتى يعزفوا عن المشاركة الاجتماعية والسياسية.
وأضافت إن تعامل صناع السياسات في مصر ، وممثلي الوزارات المختلفة مع جرائم العنف الجنسي والتحرش الجنسي بالنساء والفتيات لا يليق مع وقائع الظاهرة وتأثيراتها السلبية على المستوى الإقتصادى والإجتماعى والسياسي ، وإنما يدلل على غياب الرؤية ، وضيق الأفق في تبنى تدابير واليات لمناهضة كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات.
وشددت المبادرة على تراخى الأمن في التعامل مع جرائم العنف ضد النساء والفتيات في عموم مصر ، رغم ما تم إعلانه من بيانات رسمية منسوبة لوزارة الداخلية المصرية عن إيقاف العشرات من الشباب والرجال اللذين أقدموا على مضايقة الفتيات والنساء والتحرش بهن ، ونؤكد على عدم قدرة الأفراد والقيادات الأمنية على التعامل الإيجابي للحد من الظاهرة نظراً لافتقار البنية التشريعية المصرية لأي مواد قانون تجرم التحرش الجنسي أو تعرفه.
وتطالب مبادرة " شفت تحر ش" بإعداد قانون يجرم العنف الجنسي ضد النساء والفتيات تشارك في صياغته والمناقش عليه المنظمات الغير حكومية العاملة على قضايا المرأة في مصر، وإعادة التأهيل النفسي والمهني لأفراد وضباط وزارة الداخلية المصرية من أجل التفاعل الإيجابي مع قضايا النوع الإجتماعى.
كما تطالب المبادرة صناع السياسات ورئاسة مجلس الوزراء المصري إلى دعوة كافة المنظمات الغير حكومية ، وممثلي الآليات الوطنية الداعمة لقضايا المرأة وحقوق الإنسان إلى عقد مؤتمر وطني للوقوف على ماهية ظواهر العنف الجنسي ضد النساء والفتيات ، ووضع آليات وتدابير لمواجهتها بمشاركة خبرات تربويين وخبراء علم نفس واجتماع.