"قالوا صوت المرأة عورة ..صوت المرأة ثورة ثورة" هتاف ردت به المرأة المصرية على كل محاولات القمع والإستبعاد التى تمارس ضدها من قبل النظام الحاكم لتؤكد أن فى صوتها ثورة ونضال وحرية وسعى نحو تحقيق أهداف الثورة. إلا أن التيار الإسلامى مازال يسعى جاهدا لتهميش المرأة وإهدار نضالها عبر خطوات ممنهجة بدأت بقانون إنتخابات يظلم المرأة وإستمرت حتى فتوى لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى والتى ألقت باللوم والمسئولية على الفتيات اللاتى تعرضوا للتحرش والإعتداء الجنسى وطالبتهم بعدم الإشتراك مع الرجال فى التظاهرات والمسيرات المناهضة للسلطة والتى تطالب برحيل الرئيس مرسى.
وتصف الدكتورة نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المراة التصريحات التى صدرت عن مجلس الشورى بأنها إستدعاء كامل وتطابق مشين لموقف نظام مبارك وصمته حينما تم الإعتداء على الناشطات فيما عرف ب (يوم الإستفتاء الأسود) على المادة 76 من الدستور المتعلقة بإختيار رئيس الجمهورية وذلك فى 2005 حيث تم التحرش جنسياً بالنساء المعارضات بواسطة الحزب الحاكم وبرعاية ودعم كاملين من الشرطة انذاك وذلك في تجمع سلمي أمام نقابة الصحفيين ,واشارت ل "بوابة الفجر" أن هذه الحادثة شاركت بقوة فى عوامل إسقاط مبارك ونظامه ومجالسه.
وأضافت أبو القمصان أن ما صدر عن لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى من تحميل الفتيات مسئولية التحرش بهن هو جريمة تستحق المحاسبة ولا تقتصر على الترويج للعنف واباحة الأعتداء عليها لمجرد مشاركتها فى التعبير عن ارائها ورفض سياسات النظام , لكنها تمتد الى السب والقذف فى حق الناشطات واتهامهن باتهامات مشينة يعاقب عليها القانون .
وأكدت أن ما تتعرض له المرأة فى ظل حكم مرسى جرائم ممنهجة وضد الإنسانية ويحاسب عليها القانون الدولى وقانون العقوبات المصرى و ارتكبت لإرهاب الناشطات السياسات والقضاء على مطالب الإصلاح وتحقيق مبادئ الثورة , ومن ثم هى جرائم جنائية ذات اهداف سياسية قامت بها مجموعات منظمة.
وأوضحت أبو القمصان أن المركز المصرى لحقوق المرأة يطالب مجلسى الشورى وحقوق الإنسان بإعتذار رسمى عن ما جاء من تصريحات تدين النساء وتروج للعنف والجريمة ضدهن , كما يطالب بالتحقيق فى هذه التصريحات كجريمة ترويج للعنف والإرهاب, كما يطالب الرئيس بتشكيل لجنة تحقيق واسعة من قضاة يتسمون بالحيدة والنزاهة والخبرة للتحقيق فى هذه الجرائم على ان تعاونهم لجنة من وزارة الداخلية تتسم بالكفاءة والنزاهة والحياد لجمع الأستدلالات بصورة جادة تساهم فى الكشف عن هذه الجرائم والمتورطين فيها بالتحريض والفعل .
"ويعد الخروج فى تظاهرات ومسيرات نسائية هو الرد الامثل على مساعى النظام لإستبعاد المراة وقمعها وإهانتها ,فخرجت فى الأسبوع الماضى مسيرتين تحت شعار (الشارع لنا ..ضد التحرش) ,كما إنتفضت اليوم 34 مدينة عالمية ونظمت وقفات تضامنية ضد الإرهاب الجنسى للمرأة المصرية"
حيث ترى منى عزت مسئولة رفع الوعى بمؤسسة المرأة الجديدة أن الخروج فى تظاهرات ومسيرات سلمية هو الرد الوحيد من المرأة على نظام مرسى الذى يتبنى خطاب يستبعد المرأة دائما ويتعامل معها بإعتبارها (درجة ثانية) .وزاد الأمر سوءا تصريحات مجلس الشورى المعادية للمرأة التى عكست إنحياز واضح ضد المرأة .
وتضيف ل "بوابة الفجر" أن المرأة المصرية ناضلت لسنوات عديدة لتغيير ثقافة مجتمع تربى على إستبعاد المرأة وإهانة المطلقة وإحتقار من تم التحرش بها أو إغتصابها ,إلا أن التيار الإسلامى أهدر نضال المرأة وغلب أهوائه التى ترفض الأخر .
وأوضحت أن نظام مرسى تفوق على نظام مبارك فى قهر معارضيه ,فبدلا من مطالبة الداخلية بملاحقة المجرمين ومحاسباتها على ترك المجرمين طلقاء حتى الأن ,وجدنا النظام متواطئ تماما ليكرس النظرة المعادية للمرأة المصرية.