رغم تغير الوجوه..ورغم تغير عجلة الزمن..إلا أن معالجة الأزمات تدار بنفس الطريقة ولم تتغير لهجة الرئاسة ومؤسسات الدولة فى معالجة الأزمات..الرئيس مرسى رغم أنه الرئيس المنتخب من الشعب المصرى إلا أنه لم يدرك بعد أن وضع مصر والمصريين تغير بعد الثورة، ولن يلتوى عليه مثل هذه الخطابات الساذجة..نرصد لكم خطابات مبارك بعد حالة الهرج والمرج يوم 29 يناير وخطاب مرسى اليوم الأحد 27 يناير..
خطاب مبارك بعد 28 يناير في أوقات صعبة تمتحن مصر وشعبها وتكاد أن تنجرف بها وبهم الى المجهو ..وان الوطن يتعرض لاحداث عصيبة واختبارات قاسية بدأت بشباب ومواطنين شرفاء مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرا عن همومهم وتطلعاتهم .. سرعان ما استغلها من سعى لاشاعة الفوضى واللجوء الى العنف والمواجهة وللقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها.
تحولت تلك التظاهرات من مظهر راق ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير الى مواجهات مؤسفة تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت الى التصعيد وصب الزيت على النار واستهدفت أمن الوطن واستقراره باعمال اثارة وتحريض وسلب ونهب واشعال للحرائق وقطع للطرقات واعتداء على مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة واقتحام لبعض البعثات الدبلوماسية على ارض مصر نعيش معا ايام مؤلمة وأكثر ما يوجع قلوبنا هو الخوف الذي انتاب الاغلبية الكاسحة من المصريين وما ساورهم من انزعاج وقلق وهواجس حول ما سيأتي به الغد لهم ولذويهم وعائلاتهم ومستقبل ومصير بلدهم.ان احداث الايام القليلة الماضية تفرض علينا جميع شعبا وقيادة الاختيار ما بين الفوضى والاستقرار. وتطرح أمامنا ظروفا جديدة وواقعا مصريا مغايرا يتعين ان يتعامل معه الشعب وقواته المسلحة باقصى قدر من الحكمة والحرص على مصالح مصر وابنائها.
أنى أبادر لتشكيل حكومة جديدة باولويات وتكليفات جديدة .. تتجاوب مع مطالب شبابنا ورسالتهم .. وكلفت نائب رئيس الجمهورية بالحوار مع كافة القوى السياسية .. حول كافة القضايا المثارة للاصلاح السياسي والديمقراطي وما يتطلبه من تعديلات دستورية وتشريعية من اجل تحقيق هذه المطالب المشروعة واستعادة الهدوء والامن والاستقرار. لكن هناك من القوى السياسية من رفض هذه الدعوة للحوار .. تمسكا باجنداتهم الخاصة .. ودون مراعاة للظرف الدقيق الراهن لمصر وشعبها.
وبالنظر لهذا الرفض لدعوتي للحوار .. وهي دعوة لا تزال قائمة .. فانني اتوجه بحديثي اليوم مباشرة لابناء الشعب .. بفلاحيه وعماله .. مسلميه واقباطه .. شيوخه وشبابه .. ولكل مصري ومصرية .. في ريف الوطن ومدنه على اتساع ارضه ومحافظاته اننى لم يكن يوما طالب سلطة او جاه .. ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسؤولية .. وما قدمته للوطن حربا وسلاما. كما انني رجل من ابناء قواتنا المسلحة .. وليس من طبعي خيانة الامانة .. او التخلي عن الواجب والمسؤولية.
و مسؤوليتي الاولى الآن هي استعادة امن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في اجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبل. واقول بكل الصدق وبصرف النظر عن الظرف الراهن انني لم اكن انوي الترشح لفترة رئاسية جديدة فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها. لكنني الآن حريص كل الحرص على ان اختتم عملي من اجل الوطن بما يضمن تسليم امانته ورايته ومصر عزيزة آمنة مستقرة وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور.
وسأعمل خلال الاشهر المتبقية من ولايتي الحالية كي يتم اتخاذ التدابير و الاجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات.
وأدعو البرلمان بمجلسيه الى "مناقشة تعديل المادتين (76) و (77) من الدستور بما يعدل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية و يعتمد فترات محددة للرئاسة.
لكي يتمكن البرلمان الحالي بمجلسيه من مناقشة هذه التعديلات الدستورية وما يرتبط بها من تعديلات تشريعية للقوانين المكملة للدستور وضمانا لمشاركة كافة القوى السياسية في هذه المناقشات فانني اطالب البرلمان بالالتزام بكلمة القضاء واحكامه في الطعون على الانتخابات التشريعية الاخيرة دون ابطاء.
وانه سيوالي متابعة تنفيذ الحكومة الجديدة لتكليفاتها على نحو يحقق المطالب المشروعة للشعب وان يأتي اداؤها معبرا عن الشعب وتطلعه للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولاتاحة فرص العمل و مكافحة الفقر و تحقيق العدالة الاجتماعية.
وفي ذات السياق فانني اكلف جهاز الشرطة بالاضطلاع بدوره في خدمة الشعب وحماية المواطنين بنزاهة و شرف و امانة و بالاحترام الكامل لحقوقهم و حرياتهم و كرامتهم.
وأطالب مبارك السلطات الرقابية والقضائية باتخاذ ما يلزم من اجراءات لمواصلة ملاحقة الفاسدين والتحقيق مع المتسببين فيما شهدته مصر من انفلات امني و من قاموا باعمال السلب و النهب و اشعال النيران وترويع الآمنين على الفو ان ذلك هو عهده للشعب خلال الاشهر المتبقية من ولايته الحالية داعيا الله الى ان يوفقه في الوفاء به كي اختتم عطائي لمصر وشعبها بما يرضي الله والوطن وابناء.
وان مصر ستخرج من الظروف الراهنة اقوى مما كانت عليه قبلها واكثر ثقة وتماسكا واستقرارا وان شعبها سيخرج منها وهو اكثر وعيا بما يحقق مصالحه واكثر حرصا على عدم التفريط في مصيره ومستقبله.
وانه يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها. ان هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت وحاربت من اجله ودافعت عن ارضه وسيادته ومصالحه وعلى ارضه اموت وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا او علينا.
ان الوطن باق والاشخاص زائلون ومصر العريقة هي الخالدة ابدا.. تنتقل رايتها وأمانتها بين سواعد ابنائها .. وعلينا ان نضمن تحقيق ذلك بعزة ورفعة وكرامة.. جيلا بعد جيل
مرسى بوجه مبارك فى الذكرى الثانية للثورة
إن مصر عاشت أوقات عصيبة تعرضت فيها منشآت عامة وخاصة لاعتداءات آثمة تسترت وراء التظاهرات النبيلة التي خرج فيها بعض أبناء مصر معبرين عن رأيهم بسلمية في الذكرى الثانية لثورة يناير.
لكن للأسف وجدنا انحرافا عن سلمية الثورة وسقوطا لشهداء وجرحى بأيد آثمة تسيئ للوطن وتعتدي على أمن المواطنين فعزائي لكل المصريين، لمصابنا الحزين في الأرواح التي أزهقت من أبناء الشعب المصري من المدنيين والشرطة.
وقال مرسي في كلمته التي وجهها مساء اليوم الأحد، "أدعو الله للمصابين بالمعافاة والشفاء وأخص بالتحية أهالي بورسعيد والسويس الصادمة، الذين قادوا كفاح المسلمين في أيام صعبة تكسرت على صخرة صمودهم الذين علموا الدنيا والأجيال دروبا من الوطنية والتضحية والفداء.
وإن أحكام القضاء واجبة الاحترام منا جميعا، فهي ليست موجهة ضد فئة بعينها وليست منحازة لأي فئة أخرى. إن التفرقة يجب أن تكون واضحة جلية بين التعبير السلمي عن الواقع وبين العنف والاعتداء الآثم على الحياة وممتلكات هذا الشعب المصري العظيم.
وإن حماية حقوق الشعب واجب أصيل من واجباتي وأن حق المواطن في الحرية لا ينفصل عن حقه في الأمن والأمان.
وما شهدناه من أعمال عنف واعتداء على المنشآت العامة والخاصة وترويع المواطنين وقطع الطريق وإيقاف المواصلات العامة واستخدام للسلاح، لهي ممارسات غريبة على الشعب المصري وثورته. هذه التصرفات لا تمت للثورة السلمية بأي صلة، وما هي إلا خروج عن القانون والثورة, بل هي الثورة المضادة بوجهها القبيح.
والشعب يرفض تلك الأفعال كما يرفص من يدافعون عنها أو يسكتون عن إدانتها فالمصريون الشرفاء يدينون ويرفضون هذه التصرفات. وإن حماية الوطن مسؤولية الجميع، وسنواجه أي تهديد بكل قوة وحسم في ظل دولة القانون. وفي هذا السياق فإنني أتوجه لرجال الشرطة بالشكر للجهود التي بذلوها في الدفاع عن مؤسسات الدولة كما أحيي رجال القوات المسلحة على التنفيذ الفوري لما أصدرته من تكليفات إليهم من شأنها المساهمة الفعالة في حفظ أمن الوطن وتأمين منشآته وأتابع الإجراءات القانونية التي تجري لتقديم المجرمين للعدالة في أقرب وقت. أتابع ذلك ساعة بساعة. وأصدرت تعليمات إلى رجال الشرطة وبكل وضوح للتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع من يعتدي على آمال المواطنين وأوراحهم والممتلكات العامة والخاصة من يروعون الناس ويستخدمون السلاح ويقطعون الطرق. لابد من التعامل معهم بكل حسم وقوة لا مجال للتردد في ذلك. ليعلم الجميع أن مؤسسة الدولة قادرة على حماية هذا الوطن وأبنائه ومؤسساته جميعها. وأكدت قبل ذلك أنني لن أتخذ أي إجراءات استثنائية. لكني أكدت أنني قد أضطر لاستخدامها، وهأنذا افعل حقنا للدماء وحفظا للأمن ضد مثيري الشغب والخارجين عن القانون فقد قررت بعد الاضلاع على الدستور. إعلان حالة الطوارئ اعتبار من بعد منتصف هذه الليلة ولمدة 30 يوما في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية فرض حظر التجوال طوال هذه المدة من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا. وأكرر إذا رأيت الوطن وأبناءه أو مؤسساته العامة أو الخاصة يتعرضون للخطر، سأضطر لأكثر من ذلك من أجل مصلحة مصر. هذا واجبي ولن أتردد فيه لحظة. وإن الحوار بين أبناء الشعب لا بديل عنه كما فعلت قبل ذلك ودعوت إليه. هذا الحوار لا بديل عنه وهو السبيل الوحيد للعبور بمصر إلى الاستقرار والأمان. لذا قررت دعوة قادة ورموز القوى السياسية للحوار غدا حول الموقف الراهن وتحديد محاوره، وسيصدر بيانا رئاسيا الليلة لتوضيح آليات هذا الحوار. ولا رجعة عن الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة وإعمال القانون والعدالة الاجتماعية التي أسست لها ثورة 25 يناير وكلي ثقة أن المستقبل سيحمل لمصر والمصريين ما يستحقه هذا الوطن وأهله الخير الكثير وإن شاء الله. نحن جميعًا ماضون في ذلك.
وعلى آثر خطاب مرسى..رفضت عدة قوى سياسية خطاب مرسى مستنكرة اختزال الوضع الراهن فى تلك الأمور، فيما رد ميدان التحرير على خطاب مرسى بقولهم "ارحل"..فيما قال الإعلامى يوسف الحسينى أن مرسى يستلهم خطابات المخلوع..ويبقى السؤال:هل يلقى الرئيس مرسى مصير المخلوع مبارك على آثر ذلك الخطاب..الأجابة: هو من يحدده الشارع المصرى خلال الأيام المقبلة وردود الفعل فى محافظات مصر.