في الأول من فبراير 2011 خرجت مئات الآلاف من المتظاهرين إلي ميدان التحرير وشوارع مصر في أول مليونية يدعون إليها لتحقيق مطالبهم برحيل مبارك وسقوط النظام .. ولأول مرة يسمع الشعب هذا المصطلح، كما أنها كانت أكبر تجمع بعد جمعة الغضب.. وكانت البداية لرحيل مبارك وذلك بعد خطابه العاطفي الذي سبق موقعة الجمل التي قضت على آمال مبارك في الاستمرار في الحكم.. في يوم 30 يناير 2011 دعا المتظاهرون وبعض التيارات والائتلافات إلي مليونية يوم 1 فبراير، وذلك بعد أن رفضوا كل القرارات التي اتخذها مبارك في هذا اليوم، بداية من تولي عمر سليمان منصب نائب الرئيس يوم 29 يناير، ثم تكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة، وفي يوم 31 يناير كان الاستعداد لتلك المليونية، حيث توافد الآلاف على الميدان للبيات، حتى جاء يوم 1 فبراير و كانت المفاجأة .. فقد تجمع الشعب داخل الميدان يردد هتافاً واحداً "الشعب يريد إسقاط النظام". و كان الجميع يطالب برحيل النظام المصري, وتنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، وزحف المصريون من كل الاتجاهات والأعمار إلي قلب القاهرة, كما شهدت محافظات الجمهورية من الإسكندرية, وكفر الشيخ, والسويس, والمنصورة, وغيرها, مظاهرات تدعو لرحيل النظام, وفي المقابل تظاهر بضعة آلاف أمام مبني تليفزيون ماسبيرو علي كورنيش النيل تأييدا لمبارك. وقد رفض المتظاهرون تفويض البرادعي للحديث باسمهم, واختار المتظاهرون كلا من السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية, والعالم المصري أحمد زويل لعرض مطالبهم الخاصة بالتغيير علي الحكومة. كما رفضت أحزاب المعارضة التفاوض والحوار مع النظام مادام الرئيس مبارك في السلطة, وقد أصر البرادعي وجماعة الإخوان المسلمين من جانبهما علي التغيير. وقال البرادعي: إن الرئيس يجب أن يرحل بحلول يوم الجمعة المقبل. وقد طالب حزب التجمع رئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق باتخاذ إجراءات فورية تستجيب لمطالب المتظاهرين, وأجمعت أحزاب المعارضة علي ضرورة إجراء تعديلات دستورية, خاصة المواد76 و77 و88 من الدستور. وكانت بالفعل الأعداد مرعبة لدرجة دفعت مبارك إلي الإعداد لخطاب يحاول من خلاله كسب ود وتعاطف الشعب، وهو الخطاب الذي أطلق عليه اسم : الخطاب العاطفي"، وهو الخطاب الثاني لمبارك، وقال فيه" لقد ولدت على أرض مصر و سأموت فيها ، و قد قدمت لمصر الكثير"، وأعلن فيه أنه لن يترشح مرة أخرى للرئاسة و سيسلم السلطة بعد انتهاء ولايته بعد أن يكون قد عدل الدستور حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن الترشح لانتخابات الرئاسة. وكان نص الخطاب كالتالي: الاخوة المواطنون.. أتحدث إليكم في أوقات صعبة.. تمتحن مصر وشعبها.. وتكاد أن تنجرف بها وبهم.. إلي المجهول. يتعرض الوطن لأحداث عصيبة.. و اختبارات قاسية.. بدأت بشباب ومواطنين شرفاء.. مارسوا حقهم في التظاهر السلمي.. تعبيرا عن همومهم وتطلعاتهم.. سرعان ما استغلهم من سعي لإشاعة الفوضي.. واللجوء إلي العنف والمواجهة.. وللقفز علي الشرعية الدستورية والانقضاض عليها. تحولت تلك التظاهرات من مظهر راق ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير.. إلي مواجهات مؤسفة.. تحركها وتهيمن عليها قوي سياسية.. سعت إلي التصعيد وصب الزيت علي النار.. واستهدفت أمن الوطن واستقراره.. بأعمال إثارة وتحريض.. وسلب ونهب.. وإشعال للحرائق.. وقطع للطرقات.. واعتداء علي مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة.. واقتحام لبعض البعثات الدبولماسية علي أرض مصر. نعيش معا أياما مؤلمة.. وأكثر ما يوجع قلوبنا.. هو الخوف الذي انتاب الأغلبية الكاسحة من المصريين.. وما ساورهم من انزعاج وقلق وهواجس.. حول ما سيأتي به الغد.. لهم ولذويهم وعائلاتهم.. ومستقبل ومصير بلدهم. إن أحداث الأيام القليلة الماضية.. تفرض علينا جمعيا.. شعبا وقيادة.. الاختيار ما بين الفوضي والاستقرار.. وتطرح أمامنا ظروفا جديدة.. وواقعا مصريا مغايرا.. يتعين أن يتعامل معه الشعب وقواته المسلحة.. بأقصي قدر من الحكمة والحرص علي مصالح مصر وأبنائها. الاخوة المواطنون.. لقد بادرت لتشكيل حكومة جديدة بأولويات وتكليفات جديدة.. تتجاوب مع مطالب شبابنا ورسالتهم.. وكلفت نائب رئيس الجمهورية بالحوار مع كافة القوي السياسية.. حول كافة القضايا المثارة للاصلاح السياسي والديمقراطي.. ومايتطلبه من تعديلات دستورية وتشريعية.. من أجل تحقيق هذه المطالب المشروعة.. واستعادة الهدوء والأمن والاستقرار, لكن هناك من القوي السياسية من رفض هذه الدعوة للحوار.. تمسكا بأجنداتهم الخاصة.. ودون مراعاة للظرف الدقيق الراهن لمصر وشعبها. وبالنظر لهذا الرفض لدعوتي للحوار.. وهي دعوة لاتزال قائمة.. فإنني أتوجه بحديثي اليوم مباشرة لأبناء الشعب.. بفلاحيه وعماله.. ومسلميه وأقباطه.. شيوخه وشبابه.. ولكل مصري ومصرية.. في ريف الوطن ومدنه علي اتساع أرضه ومحافظاته. إنني لم أكن يوما طالب سلطة أو جاه.. ويعلم الشعب الظروف العصبية التي تحملت فيها المسئولية.. وما قدمته للوطن حربا وسلاما, كما أنني رجل من أبناء قواتنا المسلحة.. وليس من طبعي خيانة الأمانة.. أو التخلي عن الواجب والمسئولية.. ان مسئوليتي الأولي الآن.. هي استعادة أمن واستقرار الوطن.. لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة.. في أجواء تحمي مصر والمصريين.. وتتيح تسلم المسئولية لمن يختاره الشعب.. في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأقول بكل الصدق.. وبصرف النظر عن الظرف الراهن.. انني لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئاسية جديدة.. فقد قضيت مايكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها.. لكنني الآن حريص كل الحرص علي أن أختتم عملي من أجل الوطن.. بما يضمن تسليم أمانته ورايته.. ومصر عزيزة آمنة مستقرة.. وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور.أقول بعبارات واضحة.. انني سأعمل خلال الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية.. كي يتم اتخاذ التدابيروالاجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة.. بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات. إنني أدعو البرلمان بمجلسيه.. الي مناقشة تعديل المادتين(76) و(77) من الدستور.. بما يعدل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية.. ويعتمد فترات محددة للرئاسة. ولكي يتمكن البرلمان الحالي بمجلسيه من مناقشة هذه التعديلات الدستورية.. وما يرتبط بها من تعديلات تشريعية للقوانين المكملة للدستور.. وضمانا لمشاركة جميع القوي السياسية في هذه المناقشات.. فإنني أطالب البرلمان بالالتزام بكلمة القضاء وأحكامه.. في الطعون علي الانتخابات التشريعية الأخيرة.. دون إبطاء. سوف أوالي متابعة تنفيذ الحكومة الجديدة لتكليفاتها.. علي نحو يحقق المطالب المشروعة للشعب.. وأن يأتي أداؤها معبرا عن الشعب وتطلعه للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. ولإتاحة فرص العمل ومكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية. وفي ذات السياق.. فإنني أكلف جهاز الشرطة بالاضطلاع بدوره في خدمة الشعب.. وحماية المواطنين بنزاهة وشرف وأمانة.. وبالاحترام الكامل لحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم. كما أنني أطالب السلطات الرقابية والقضائية.. بأن تتخذ علي الفور ما يلزم من إجراءات.. لمواصلة ملاحقة الفاسدين.. والتحقيق مع المتسببين فيما شهدته مصر من انفلات أمني.. ومن قاموا بأعمال السلب والنهب وإشعال النيران وترويع الآمنين.ذلك هو عهدي للشعب خلال الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية.. أدعو الله أن يوفقني في الوفاء به.. كي أختتم عطائي لمصر وشعبها بما يرضي الله والوطن وأبناءه.. الاخوة المواطنون.. ستخرج مصر من الظروف الراهنة.. أقوي مما كانت عليه قبلها.. وأكثر ثقة وتماسكا واستقرارا.. سيخرج منها شعبنا.. وهو أكثر وعيا بما يحقق مصالحه.. وأكثر حرصا علي عدم التفريط في مصيره ومستقبله.. إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم.. يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها. إن هذا الوطن العزيز هو وطني.. مثلما هو وطن كل مصري ومصرية.. فيه عشت.. وحاربت من أجله.. ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه.. وعلي أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ علي وعلي غيري.. بما لنا أو علينا. إن الوطن باق والأشخاص زائلون.. ومصر العريقة هي الخالدة أبدا.. تنتقل رايتها وأمانتها بين سواعد أبنائها.. وعلينا أن نضمن تحقيق ذلك بعزة ورفعة وكرامة.. جيلا بعد جيل.. حفظ الله هذا الوطن وشعبه.. والسلام وبعد هذا الخطاب بدأ البعض يتعاطف مع مبارك، وبدأ بعض المعتصمين يخلون الميدان، ولم يتبق سوى آلاف قليلة، وبدأ أنصار مبارك في الظهور في الصورة لأول مرة منذ 25 يناير، ولكن جاءت موقعة الجمل في اليوم التالي لتنهي كل شئ، وتنهي أي تعاطف مع مبارك مليونية 1 فبراير كانت في يوم الثلاثاء وقد دعا إليها الجموع من الشعب المصري بعد جمعة الغضب يوم 28 يناير , المليونية هو أسلوب تعبير تم اختراعه وابتكاره في مصر واليوم هو الأول من فبراير عيد ميلاد أول مليونية في مصر .