من المتوقع ان يستمر عدد الأشخاص الذين يطالعون الكتب على اجهزة الكترونية في ارتفاعه المذهل خلال السنة الجديدة. وترفض صناعة الكتاب الالكتروني اعطاء ارقام عن مبيعاتها ولكن ديفيد روث آي من دار هاربر كولنز للنشر قال ان سوق الكتاب الالكتروني تشهد انتعاشا حقيقيا. وأوضح روث آي ان مبيعات الكتاب الالكتروني شهدت هذا العام نموا بلغ معدله 600 في المئة مقارنة مع العام الماضي وهذا في وقت تشهد سوق الكتاب بصفة عامة ركودا. وتتوفر في السوق الآن عدة اجهزة يمكن تحميلها بكتب الكترونية. وتقول شركة امزون لبيع الكتب بالتجزئة ان القارئ الالكتروني كندل هو منتوجها الأنجح. وكانت شركة امزون اعلنت قبل ثمانية اشهر ان زبائنها يقبلون على شراء كتب كندل الالكترونية اكثر من شرائهم الكتب ذات الغلاف الصلب بنسبة تزيد على كتابين الكترونيين مقابل كل كتاب ورقي ذي غلاف صلب ، رغم ان مبيعات هذا الأخير تستمر في النمو. وفي نيسان/ابريل 2011 بلغت مبيعات امزون 242 كتابا الكترونيا على كندل مقابل كل 100 كتاب ذي غلاف صلب.
واوضح الن لايل من امزون ان الكتاب الالكتروني سهل الاستعمال. إذ يمكن تغيير حجم الحرف بما يناسب نظر القارئ ويمكن تقليب الصفحات باللمس فضلا عن ايصال الكتاب الى القارئ بطريقة مريحة جدا.
واستطلعت قناة سكاي نيوز آراء مجموعة من الشباب والشابات. وقالت بيكي سمرفيلد ان الكتاب الالكتروني اسهل من الذهاب الى المكتبة العامة والبحث فيها. واشار الطالب سام بن تشيني الى انه كثيرا ما يتعين عليه ان يأخذ ستة أو سبعة كتب معه الى المدرسة وإذا فرغها كلها على قارئه الالكتروني فانه سيحمل الجهاز فقط.
ولكن كاترينا واطسن لم تقتنع بالطريقة الجديدة في القراءة وقالت ان هناك شيئا شخصيا في شراء الكتاب ، ويمكن تناقله من جيل الى آخر ولكنه في نسخته الالكترونية يكون مخزونا في الجهاز لا أكثر وليس هناك شيء مثير بشأنه.
وتعني التكنولوجيا الجديدة ان بمقدور الكاتب ان يطرح عمله قيد التداول من دون ناشر. وقالت المؤلفة صوفي نيكولز انها تمكنت من انجاز احد كتبها وتحريره وتصحيحه بنفسها ونشره بالنقر على بضعة ازرار فقط. ومن ناحية الريع فانها الايرادات تبدأ بالتدفق ما ان يصبح الكتاب متوفرا بنسخته الالكترونية "ومن الواضح ان هذه افضلية هائلة للمؤلف" ، على حد تعبير الكاتبة نيكولز التي اصبح كتابها الالكتروني "الفستان" من أكثر الكتب مبيعا.
ولا ينذر هذا بقرب موت الكتاب الورقي بل تبقى هناك جمهرة واسعة من القراء الذي يجدون متعة في ملامسة الورق والنظر الى تصميم الغلاف وتقليب الصفحات بالابهام والسبابة غير مقتنعين بأن الكتاب الالكتروني سيتفوق على الكتاب الورقي غير عابئين بالأرقام التي تُنشر عن صعود الكتاب الالكتروني.