حثت منظمات فلسطينية ودولية معنية بحقوق الانسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس على الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية تأسيسا على اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية قبل عامين. وقالت 17 منظمة من بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومنظمتا الضمير والحق الفلسطينيتان إن الانضمام إلى المحكمة سيشجع الفلسطينيين والإسرائيليين على احترام القانون الدولي وينهي الافلات من العقاب على جرائم حرب مزعومة. وانتقدت إسرائيل وهي ليست عضوا بالمحكمة هذه الدعوة وقالت إنها قد تلحق الضرر بمحادثات السلام. وتنظر إلى الدعوة باعتبارها جزءا من تحرك فلسطيني أحادي الجانب لمواجهة إسرائيل بعد انهيار محادثات السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة الشهر الماضي وسط اتهامات متبادلة بشأن المسؤولية عن انهيارها. وقالت الجماعات الحقوقية في بيان مشترك إن إشراف المحكمة سيساعد جهود السلام ولا يضرها. وأضافت "ارتكاب جرائم حرب مع الافلات من العقاب يقوض عملية السلام بشكل منتظم. التهديد الصادق بالمحاكمة سيساعد على تقدم قضية السلام." وتابعت المنظمات الحقوقية "وبذلك فإن السعي لبسط الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية على جرائم خطيرة ارتكبت على الأراضي الفلسطينية يجب أن ينظر اليه على أنه خطوة نحو إنهاء الافلات من العقاب ولا علاقة لها بالسياسة." كان عباس الذي يشعر بالاحباط بسبب محادثات السلام غير المثمرة على مدى نحو عقدين قد كسب اعترافا من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين كدولة غير عضو عام 2012 . ويقول فلسطينيون إن هذا الإجراء اعتبر أرضهم -قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين- دولة تحت الاحتلال وليس مجرد أراض متنازع عليها. ويأمل عباس أن تكسبه هذه الخطوة قوة خارج إطار المحادثات التي أخفقت حتى الآن في التوصل الى اتفاق لاقامة دولة مستقلة لكنه قدم طلبات للانضمام إلى 15 اتفاقية فقط من بين عشرات الاتفاقيات الدولية التي يحق له الانضمام اليها. وأحجم عباس حتى الآن عن تقديم طلب للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية حيث سيكون بمقدوره في نهاية المطاف رفع دعاوى قضائية ضد مسؤولين إسرائيلين لارتكاب جرائم حرب مزعومة ولبناء مستوطنات يهودية تعتبرها معظم الدول غير مشروعة. ورحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالبيان لكنه لم يبد أي مؤشر على ما إذا كانت حكومة عباس ستسعى للانضمام إلى المحكمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييجال بالمور إن الدعوة ساذجة وستقوض جهود السلام.