عن الدار العربية للعلوم فى بيروت ومركز الجزيرة للدراسات، صدر مؤخرا للكاتبة الصحفية والباحثة السياسية الدكتورة نادية سعد الدين، كتاب جديد بعنوان "الحركات الدينية السياسية ومستقبل الصراع العربى – الإسرائيلى". وفى كتابها الجديد ، تناولت نادية سعد الدين بالدراسة والتحليل ، الحضور المتنامى للحركات الإسلامية السياسية فى فلسطينالمحتلة، وفى دول الطوق العربية (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، فضلاً عن الحركات الدينية السياسية ودور تلك الحركات فى مسار الصراع، وما لديها من رؤية ومفهوم خاص لطبيعته، والسبل التى تراها تلك الحركات صالحة لإدارته وحله، انطلاقاً من مرجعيات عقائدية فكرية وسياسية معينة، كما بينت تأثير المقاومة الفلسطينية العربية فى معادلة الصراع، بما أحدثته من إنجازات ألحقت الضرر الفادح فى الكيان الإسرائيلى. وتنبأت سعد الدين باحتمالية قيام عدوان إسرائيلى جديد على قطاع غزة يعيد ما حدث سنتى 2008 و2009، فضلاً عن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة فى ظل الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى والاعتداءات المستمرة على المقدسات الدينية. اعتبرت الدراسة أن الصراع العربى – الإسرائيلى لن يحسم عبر تسويات سياسية منقوصة أو مشاريع مجتزأة، بحكم طبيعة وحقيقة نشأته باعتباره من الصراعات الطويلة الممتدة، وإنما يكمن حله فى معالجة وإزالة جذور إشكاليات مسبباته المتمثلة فى دحر الاحتلال، وإزالة كيانه الصهيونى، واستعادة الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم، ومن دون ذلك ستظل المنطقة مرشحة لمزيد من عدم الاستقرار والافتقار للأمن، فالكيان الإسرائيلى ليس جاهزاً أو مستعداً لحل شامل أو تسوية عادلة، ولن يندحر من الأراضى المحتلة إلا إذا اضطر لذلك.