تساءلت مجلة دير شبيجل الألمانية عن إمكانية تشديد العقوبات المفروضة على إيران، لافتة إلى الخلاف الحادث في هذا الشأن بين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين يرون أن الطريقة الوحيدة لإيقاف الأنشطة النووية الإيرانية هي تصعيد الضغط على طهران، وبين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يخشى من إعاقة هذا الموقف المتشدد للمحادثات بين القوى العالمية وإيران. ولفتت المجلة الألمانية – في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم "السبت" – إلى المناقشات المكثفة التي جرت خلال الأسبوع الماضي في واشنطن والتي تركزت على القضية الإيرانية..مشيرة إلى حديث نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن أمام الكونجرس، ويليه حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وذكرت المجلة أن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أكد في حديثه على أن "الرأي العام الأمريكي لا يؤيد الحرب على إيران"..مشيرا إلى أنه لم يكن هناك خطأ في مدى جدية الإدارة الأمريكية في التعامل مع المسألة الإيرانية. وأوضحت المجلة أن جوهر رسالة كيري التي وجهها إلى الكونجرس لدى عودته من محادثات جنيف الأخيرة، تحث على عدم المضي قدما في تشديد العقوبات ضد طهران، والذي لم يحظ يتأييد واسع داخل الكونجرس. وأضافت المجلة أنه إذا كان كيري قد تمكن من إبرام صفقة مع إيران خلال الجولة الأولى من المفاوضات، فكان من غير المحتمل أن يفشلها الكونجرس، إلا أن الهدنة الموجودة حاليا في المفاوضات، تتيح لخصوم الإدارة الأمريكية من أعضاء في الكونجرس ومجلس الشيوخ، فرصة لوقف استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالنسبة لإيران. وأضافت المجلة أنه يبقى أن نرى ما إذا كانت جهود كيري لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ لاستئناف المحادثات مع إيران ستؤتي ثمارها.. مشيرة إلى وصف السيناتور الأمريكي بوب كروكر للمحادثات الأولى بأنها "مخيبة للآمال"، فيما اتهم زميله مارك كيرك إدارة أوباما باسترضاء إيران، مثل ما فعلت بريطانيا مع ألمانيا في عام 1930. ورأت المجلة ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال، إلا أنها استبعدت أن تجدي تشديد العقوبات على إيران في تحسين الوضع، مشيرة إلى أن ذلك يسمح للإيرانيين بأن يظهروا أنفسهم كضحايا ، ويزعموا بانهم لم يتمكنوا من تلبية رغباتهم في تقديم تنازلات..مؤكدة على ضرورة أن تقدم واشنطنلطهران نوعا من الحافز، إذا أرادت الولاياتالمتحدة إنهاء حربها الباردة مع إيران وإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي، لافتة إلى أنه لا يمكن التوقع بأن تستسلم طهران دون قتال. وأبرزت دير شبيجل - في ختام تقريرها - سعي إيران لتحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة من خلال هجومها الدبلوماسي الساحر، داعية القادة الإيرانيين الآن أن يفوا بتعهداتهم من خلال ترجمة أقوالهم إلى أفعال، كما دعت إلى ضرورة السماح لهم بالقيام بذلك..مشيرة إلى أن عجلة مفاوضات "جنيف" تحتاج إلى عملية "تشحيم". ففي هذه المرحلة لا ينبغي أن يغفل أي طرف من المفاوضين عن الهدف الرئيسي للمفاوضات ؛ وهو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.