اندلعت اشتباكات عنيفة يوم الاحد بين الجيش اللبناني واتباع شيخ سني سلفي مناهض لتدخل حزب الله الشيعي في سوريا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الجيش بينهم ضابطان وهز مدينة صيدا التي تختمر فيها الانقسامات منذ شهور. وقال مصدر امني لرويترز ان الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش وانصار الشيخ السني احمد الاسير المعروف بمعاداته لحزب الله والتي استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية أدت ايضا الى اصابة ستة عناصر. وجاء في بيان للجيش "قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ احمد الاسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا - صيدا ما أدى الى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح بالاضافة الى تضرر عدد من الآليات العسكرية" اضاف البيان ان الجيش اتخذ "التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين". وقال مصدر امني لرويترز ان الجيش اتخذ قرارا بالضرب بيد من حديد تصديا لكل المسلحين الذين يجدهم على الارض مستعينا بفرق من المغاوير الذين يعدون قوات النخبة في الجيش. وقالت مديرية التوجيه التابعة لقيادة الجيش في بيان "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه. وفي بيان ثان قال الجيش "لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون." واضاف "لكن ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975 (بداية الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما) بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف." وقال "إن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسيا وإعلاميا." ولا تزال الاشتباكات مستمرة منذ الساعة الثانية بعد الظهر تقريبا في حين تتصاعد اعمدة الدخان من بعض الابنية في صيدا التي خلت فيها الشوارع من السيارات والمارة الا سيارات الاسعاف ومركبات الجيش اللبناني. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان بلدة عبرا تشهد حركة نزوح كثيفة وأن عددا من سيارات الاسعاف التي كانت متوقفة بالقرب من مسجد بلال بن رباح في البلدة تقوم بنقل جرحى بينهم أشخاص من جنسيات غير لبنانية الى مستشفيات صيدا. ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى اجتماع وزاري امني في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الاثنين. وقال سليمان في حسابه على تويتر "لدى الجيش التكليف الكامل لضرب المعتدين وتوقيف المنفذين والمحرضين وسوقهم الى العدالة للحفاظ على امن اللبنانيين وكرامة الجيش وهيبته" وقال وزير الدفاع اللبناني فاير غصن في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون المحلية "ان الجيش ليس لفئة او لاخرى بل هو للجميع ولم يعد يستطيع التحمل." وقال وزير الداخلية مروان شربل "هذا اعتداء على الجيش من دون سبب وخلق فتنة ومحاولة اجهاض الجيش ...على الجيش ان يكون حازما في خطواته اليوم من اجل دماء الشهداء الذين سقطوا."