شدد الشيخ أحمد المحلاوي، خلال خطبة الجمعة، على ضرورة التكاتف من أجل تحقيق مصلحة البلاد، لافتا إلى أن المصالح الفردية تفرق ولا تجمع، محذرا في الوقت ذاته، كافة الأطياف من التعامل مع الجهات الأجنبية التي تحاول تحقيق مصالحها وليس مصلحة أي من الفصائل الليبرالية أو غيرها. وأكد المحلاوي على أهمية التحلي بالأخلاقيات الإسلامية في الاختلاف، مدافعا عن النقد الذي وجه له منذ خطبة الجمعة الماضية. وأشار إلى أنه بلغ من العمر 88 عاما، ولا يسعي إلى مناصب أو مال، وإنما يهدف إلى استعادة مصر ريادتها وفق القيم الإسلامية التي ستحافظ على كافة المواطنين، وعلى رأسهم غير المسلمين، ليصبح لزاما على المسلمين حماية ممتلكاتهم وصيانة أعراضهم وعدم المساس بعقائدهم. وكان عدد من النشطاء المستقلين قد رددوا هتافات ضد الشيخ أحمد المحلاوي بمجرد وصوله إلى ساحة المسجد ومنها "اللي يكفر أهله وناسه" يبقي عميل من ساسه لراسه. وتأتي تلك الإحتجاجات على خلفية النقد الذي وجهه المحلاوي خلال خطبة الجمعة الماضية للإشتراكيين الثوريين ودعوتهم إلى إسقاط الدولة، حيث فرق بين مشروعية الخروج عن الحاكم الظالم لإسقاط نظام الدولة وليس إسقاط الدولة. وفي اليساق ذاته، أحاطت اللجان الشعبية من أعضاء الجماعات الإسلامية "وعلي رأسهم جماعتا الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية" بمسجد القائد إبراهيم، لمنع منتقدي الشيخ أحمد المحلاوي إمام المسجد وأحد أقطاب الجماعات الإسلامية. وحاول عدد من النشطاء المستقلين الوصول إلى المسجد بعد انتهاء صلاة جمعة، إلا أن اللجان الشعبية حاولت ضبط النظام ومنع المتظاهرين حتي لا يؤثر احتجاجهم على استكمال الشيخ المحلاوي لدرس بدأه عقب إنتهاء الصلاة مباشرة، مما أثار المحتجين وتقاذفوا عدد من الحجارة وتوقفوا بسبب تدخل العقلاء. وسادت حالة من الترقب بين الطرفين أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، فيما نظم عدد من الجماعات الإسلامية التي تعتبر الشيخ أحمد المحلاوي أحد أقطابها وأساتذتها، لجان شعبية استقبلته استقبالا حافلا بمجرد وصوله إلى ساحة المسجد وردد "الشيخ المحلاوي إمام الثورة" و"إسلامية.. إسلامية"، كما شارك في ذلك الاستقبال العشرات من مؤيدي الشيخ المحلاوي والمتابعين لخطبه منذ إندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. يشار إلي أن الشيخ أحمد المحلاوي كان ممنوعا من إلقاء خطب الجمعة منذ أواسط التسعينيات، وعاود إلقاء أول خطبة جمعة له في الرابع من فبراير الماضي عقب إنطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير.