السحابة السوداء ظاهرة تحدث في دلتا مصر متضمنة القاهرة، حيث يقوم المزارعون بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، وبالإضافة للتلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع، تغطي مصر هذه السحابة السوداء منذ خريف عام 1999م ويزيد نسبة التلوث 10 مرات عن المعدل الطبيعي في الأيام العادية. كيفية حرق قش الأرز مع مغيب الشمس يقف مزارعي الأرز في حقولهم لرش السولار على قش الأرز المنتشر بطول الحقل وعرضه في صفوف متوازية بعد الحصاد، ثم يشعلون النار فيه، خاصة ليلا حتى لا يراهم أحد، وما هي إلا لحظات حتى تتصاعد الأدخنة الكثيفة إلى السماء من حقول الأرز لتكوّن سحابة سوداء هائلة. منعت هذه الممارسة تماشيا مع قانون صدر عام 1994 وفرض غرامة قدرها 2000 جنيه القانون الذي عدل مرة أخرى فرض التخلص من هذه المخلفات بإعادة تدويرها عن طريق تجميعها في المكابس لتحويلها إلى علف للحيوان أو استخدامها كمخصب للتربة، لكن المزارعين يتهربون من ذلك، وبدأت وزارة البيئة تحدى هذه الظاهرة عدة سنوات لمواجهتها والقضاء عليها. قال الدكتور علاء سلام مدير عام خدمة المواطنين في وزارة البيئة إن الوزارة أعلنت بدء أعمال موسم مواجهة نوبات تلوث الهواء "السحابة السوداء" والذى يتزامن مع قيام المزارعين بحصاد الأرز الذى يتولد عنه كمية كبيرة من المخلفات الزراعية (قش الأرز) وجهزت الوزارة جميع المعدات التي يحتاجها المزارع للحصاد والفرم من أجل تدويرها والاستفادة منها والتشديد على عدم حرقها حفاظا على البيئة وبدأت فعليا عمليات الحصاد في مركز ابو حماد في كفر الشيخ ومحافظة الشرقية بصفة مبدئية. وأشار سلام، في تصريحات خاصة لصدى البلد إلى أن وزارة البيئة خصصت بعض الارقام التي من خلالها يتم التواصل مع المواطن للإبلاغ عن مخالفات حرق قش الأرز وخصصت رقما للخط الساخن 19808 ورقم للواتساب 01222693333 ويتم الإبلاغ واستقبال الشكاوي 24 ساعة ويوجد خط أرضي مباشر للإبلاغ والشكاوي ايضا 25256470، ويوجد أيضا خدمة استقبال الشكاوي علي الصفحة الرسمية لوزارة البيئة علي موقع التواصل الاجتماعي. وأصدرت البيئة توجيهاتها للإدارات المعنية بوزارة البيئة وأفرعها الإقليمية بمحافظات المنظومة (الشرقية – الغربية – الدقهلية – القليوبية – البحيرة – كفر الشيخ) ببدء الموسم وقامت المحاور المنتشرة في كافة المحافظات المعنية بمتابعة عمليات تجميع قش الأرز للسيطرة على أي حرائق قد تحدث لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتسبب، كما تم تكثيف الحملات التفتيشية على المنشآت الصناعية وحملات فحص عوادم السيارات. وتابع أن الوزارة أعلنت عن بدء موسم الحرق رسميا من 25 /9 الى ذروته في 25/ 10، وأكد أن موسم حصاد 2019 يشهد ارتفاع سعر بيع طن قش الأرز بعد فرمه إلى 1000 جنيه، وعقدت البيئة عددا من الاجتماعات التنسيقية مع الوزارات والجهات المعنية استعدادا لهذا الموسم، وسيتم العمل بالمنظومة وفق آليات وضوابط محددة تضمن توزيع الأدوار والمسؤوليات بشكل واضح، طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل غرفة عمليات لوزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة ويجري أيضا توفير المعدات والدعم المادي للفلاحين من أجل تحقيق نتائج أفضل عن الأعوام الماضية. وتمكنت وزارة البيئة من خلال المحاور المنتشرة في محافظات المنظومة يوم الإثنين الماضي من تجميع ما يقرب من 679 طن قش أرز، وتم تحرير محضرين لعدد من المزارعين المخالفين لتعليمات الوزارة بعدم حرق المخلفات. ونظمت الوزارة استعدادا للموسم عددا من الأنشطة التوعوية للمزارعين بكافة محافظات المنظومة قبل بداية الموسم من أجل توعيتهم بأضرار حرق قش الأرز على البيئة وصحة المواطنين ومن أجل إعلامهم بما تقدمه وزارة البيئة من إجراءات وتسهيلات للمزارعين للاستفادة من قش الأرز وعدم حرقه كما قامت الوزارة بتنظيم 36 ندوة لتوعية المزارعين وتعريفهم بأضرار حرق قش الأرز وسبل تدويره والاستفادة منه قش الأرز. وتم تجميع ما يقرب من 1216 طن قش أرز من خلال مواقع التجميع والتي تم العمل بها حتى الآن وعددها 156 موقعا وذلك للتعامل معه والاستفادة منه بدلا من حرقه، وتم تحرير عدد محضر للمزارعين المخالفين لتعليمات الوزارة بعدم حرق المخلفات الزراعية، والتعامل مع بلاغ ورد لخدمة المواطنين بالوزارة بتوجيه المحاور المختصة إليه. وفي إطار الدور التوعوي لوزارة البيئة قامت الأفرع الإقليمية المعنية بمنظومة قش الأرز بتنظيم 37 ندوة توعوية للمزارعين لتعريفهم بأضرار حرق قش الأرز وسبل تدويره والاستفادة منه ويتم المتابعة من خلال غرفة العمليات بين الزراعة والبيئة والتنمية المحلية بناء على تكليفات رئيس الوزراء. وعقد جهاز شئون البيئة لشرق الدلتا اجتماعا مع متعهدي مواقع جمع قش الأرز بالدقهلية بالإدارة الزراعية بميت سويد، في إطار تكليفات وزارة البيئة بتكثيف الجهود والحملات البيئية استعدادا لموسم جمع قش الأرز، حيث تم عرض آلية العمل ببروتوكول تجميع قش الأرز والتأكيد على مهمات الحماية المدنية بالمواقع والاشتراطات الواجبة لعملية الجمع، وتكثيف الجهود لعدم حدوث حالات حرق وتعظيم الاستفادة من المتبقيات الزراعية.
