قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق والأمين العام لهيئة كبار علماء الأزهر، إن يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يعرفون شرع الله تعالى معرفة جيدة وعليهم أن يتوبوا إلى الله بسبب هذه المعطية. وأضاف «شومان» خلال إلقائه خطبة الجمعة من الجامع الأزهر بعنوان: «أعياد الميلاد فرصة لتقوية اللحمة الوطنية»، أن معصية تحريم تهنئة المسيحيين سيسألون عليها يوم القيامة، فإن كانوا يتحملون معصية أنفسهم فليشفقوا بأنفسهم ولا يحملونها لآخرين بأقوالهم فلا دليل على ما يقولون. ووجه لهم رسالة قائلًا: «توبوا إلى الله تعالى واتخذوا من هذه المناسبات فرصة لتقوية صفوفنا، فلا ينقصنا أن ننقسم على أنفسنا في وقت تحدق بنا المخاطر من جميع الجهات، ويتربص بنا أعداء الإسلام، فعلينا تقوية لحمتنا الوطنية ولنعمل في ضوء المشتركات الإنسانية، وإحياء الآفاق التي لا تختلف بين المسيحية والإسلام، ولنترك كل طرف يعتقد كما يشاء ومن يحاسب الناس هو الله تعالى وليس البشر». وشدد على أن الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى -عليه السلام- أمر جائز، منبهًا على أن المسلم يؤمن بجميع أنبياء الله تعالى، ولا يكتمل إيمانه إلا بالإيمان بهم، مستدلًا بقول الله تعالى: «قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (سورة آل عمران: 84). وأشار إلى أن الأزهر أصدر بيانًا حسم فيه المسألة وأكد خلاله أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة شرعًا ةمن البر بهم، منوهًا بأن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقيادات الأزهر يتوجهون للأقباط لتهنئتهم بأعيادهم في الكاتدرائية.