فقد النادي الأهلي أحد قادة الفريق الأول لكرة القدم، صفوت عبد الحليم، نجم الأهلي في السبعينيات، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 68 عامًا. صفوت عبد الحليم انضم لصفوف الناشئين بالنادي الأهلي وهو في الحادية عشرة من عمره ، وذلك في عام 1963، وخاض أول مباراة مع الفريق الأول، في ال12 من أبريل 1968، أمام منتخب الجيش العراقي. شهد الجميع بموهبة الناشئ الصغير، صفوت عبد الحليم، فكان من أصغر اللاعبين الذين شاركوا في تشكيلة الفريق الأول للنادي الأهلي، حتى نال شارة القيادة بالفريق، وأطلق عليه النقّاد والجماهير العديد من الألقاب؛ أبرزها "الدكتور" لبراعته في التمريرات البينية، كما لقب ب"المايسترو الصغير" في إشارة إلى أن صفوت عبد الحليم الخليفة الشرعي للكابتن صالح سليم في تشكيلة النادي الأهلي، في فريق السبعينات ما يعرف ب"جيل التلامذة". وبعد عودة النشاط الكروي في مصر، عقب فترة التوقف، لعب صفوت عبد الحليم ضمن "جيل التلامذة" وخاض أول لقاء رسمي له بقميص الفريق أمام الطيران عام 1972، واتخذ قرار الاعتزال في موسم 1981-1982. على مدار مشاركاته، ساهم الراحل في تحقيق 9 بطولات بقميص النادي الأهلي، بواقع 7 بطولات من بطولة الدوري مواسم 74 – 75، 75 – 76، 76 – 77، 78 – 79، 79 – 80، 80 – 81، 81 – 82، وبطولتين لكأس مصر عامي 78، 81. ونال صفوت عبد الحليم لقب "أحسن لاعب في مصر" في موسم 1975 -1976، وكرّر ذلك عندما نال لقب أفضل لاعب موسم 1977 - 1978 في وجود نجوم بحجم محمود الخطيب، ومصطفى عبده، وطاهر الشيخ، في الأهلي. وحسن شحاتة، وفاروق جعفر، وعلي خليل، في الزمالك. والسياجي، وعمر عبد الله، والعديد من النجوم. وبالرغم من ندرة أهدافه بقميص الأهلي، حيث لم يسجل طوال مسيرته الكروية مع الأهلي سوى 7 أهداف، إلا أنه كان صانع ألعاب ماهرا، وصاحب تمريرات دقيقة. صفوت عبد الحليم على مدار مسيرته الكروية لم يتلقَ أي خسارة أمام الزمالك، وكان آخر لقاء له في الملاعب قبل الاعتزال أمام الزمالك موسم 81-82، وانتهى بالتعادل الذي كان كافيًا لفوز الأهلي بالدوري، ليحافظ المايسترو الصغير على سجله خاليًا من الهزائم أمام الزمالك، على مدار 18 "مباراة قمة" شارك فيها. كما لم ينل طوال مسيرته الكروية إلا بطاقة صفراء واحدة، بيد الحكم محمود عثمان، في لقاء الأهلي والاتحاد موسم 76-77، بداعي الاعتراض على هدف غير صحيح للاتحاد، لكن لم يكن لصفوت عبد الحليم نصيب في اللعب الدولي بقميص منتخب مصر. حيث لم ينضم إلا في مناسبتين فقط، ولم يشارك في أي لقاء رسمي بقميص منتخب مصر. اعتزل صفوت عبد الحليم الكرة وهو في الثلاثين من عمره. واتجه لمجال التدريب على مدار خمسة عشر عامًا داخل النادي الأهلي. وتعرض عبد الحليم لمحنة المرض، والذي أظهرت معدنه النفيس؛ صابرًا محتسبًا راضيًا.. حتى وافته المنية مساء اليوم ال30 من سبتمبر 2018، ليرحل المايسترو الصغير بجسده، وتبقى ذكراه وإبداعاته داخل المستطيل الأخضر، رفقة "جيل التلامذة"، في وجدان كل أبناء وجماهير النادي الأهلي.
