مع انتشار الجمعيات الأهلية فى مصر وتنوع أنشطتها وأهدافها، فإن هدف بعضه يتسم بالوضوح والفئة المستهدفة والرؤية الواضحة، يبرز اسم جمعية « جنات الخلود» عند الحديث عن التنمية المستدامة والتطوير المجتمعى الشامل للمناطق العشوائية وتحديدا فى الدويقة. بدأت الجمعية بفكرة أصدقاء الخير بمجموعة من السيدات اللاتى جعلن هدفهن هو العمل لله. ونجحت الجمعية فى تحويل الأسر الفقيرة والأرامل والأيتام الذين يعيشون على الصدقات الى أسر منتجة تعتمد على قدراتها الذاتية فى كسب عيشها وبناء إنسان قادر على المشاركة الايجابية لم تقتصر الجمعية على فئة عمرية معينة تبدأ من الطفولة مرورا بكل أطياف المجتمع وتحقيق تنمية مجتمعية شاملة عن طريق التدريب والتأهيل وتوظيف مختلف الأعمار من الفتيات فى مختلف المهن مثل صناعة السجاد - الملابس- خيامية - كورشيه - سبت - إكسسوارات - زجاج معشق- نول- تريكو - التطريز اليدوى- أباجورات- والمفروشات والمناشف -حتى وصل متوسط الإنتاج الشهرى للمشغل إلى 2000 قطعة للبيع فى المعارض. وتشمل أعمالها ايضا الجلدية والمدرسية - أعمال الحرف اليدوية، و تم إنشاء فصول محو أمية وإنشاء حضانة لرعاية أطفالهم وأطفال منطقة حى الدويقة. تقول نورا محمد: أحد نماذج السيدات اللاتى استفدن من خدمات الجمعية كانت حياتى روتينية لا أعرف إلا تربية الأولاد فى البيت.. لكن فى الجمعية تعلمنا أشياء كثيرة منها الحرف وصناعة السجاد. وهنا عرفت ذاتى وأهدافى وتعلمت قيمة الحياة، وكيف أربى أولادى تربية صحيحة. وتكمل هنادى (نموذج آخر): علمونى الثقة بنفسي، لقد تغيرت شخصيتى من الانطواء والبكاء السريع لأى سبب إلى الانفتاح والتفكير والتعامل الجيد مع الناس، وتعلمت كيف أعامل أولادى معاملة حسنة. وتقول رشا سيد (نموذج ثالث) يكفى أن مسئولى الجمعية يقابلوننا بالابتسامة والمعلومة والنصيحة، وتضيف أنا جئت الى الجمعية لألحق ابنى بفصول التقوية، ولكن وجدت مساعدات كبيرة أخرى وزرعت الأمل فى نفسي، تعلمت أننى رغم فقرى يمكن أن أجعل ملابسى نظيفة وأكون أفضل من الغنى الذى يلقى بالفضلات من زجاج السيارة، وأنه يمكننى أن أربى أولادى تربية أفضل ليفيدوا بلدهم مثل كثير من المشاهير الذين كانوا فقراء ونفعوا بلدهم. تعلمت أنه ليس هناك مستحيل وأن الأمل يحتاج الى تصميم لتحقيقه فابنى مصاب بثقب فى القلب وكنت فقدت الأمل فى علاجه لمدة عامين، ولكن بفضل الجمعية سأجرى له جراحة قريبا وأتمنى من الله أن يشفيه، أكرر الشكر للجمعية والمسئولين عنها وإذا كان شعار الجمعية (نعيد الأمل فى الإنسانية) فقد نجحوا فى تحقيق هذا الهدف. وتعلق د. زينب عمر علوب رئيس مجلس إدارة الجمعية بتوجيه الشكر لجميع العاملين الذين يزيد عددهم على 480 موظفا وحيث تنسب نجاح الجمعية،لهم وتؤكد أن هدف الجمعية هو تطوير وتنمية حى الدويقة وإعادة الأمل فى الإنسانية من خلال تأسيس أجيال من سن الحضانة ومحو أمية ذويهم وعائلاتهم وتعزيز ثقافة احترام الآدمية والتكافل الاجتماعى وغرس بذور المبادئ التربوية الصحيحة فى نفوس الأطفال من خلال إكسابهم العادات والسلوكيات الصحيحة وتنمية عقولهم بالصورة التى تؤهلهم لإحداث التغيير المطلوب فى بيئاتهم، وتأمل الجمعية فى اتساع نطاق خدماتها فى أكثر المناطق العشوائية احتياجا،ايمانا منها بأن تطوير هذه المناطق التى توليها الدولةالآن اهتماما لائقا لن يؤتى ثماره الا بالتنمية الشاملة والمستدامة.