دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم، الجمعة، العالم الإسلامي إلى تجنب إلحاق الضرر بالأبرياء وعدم استخدام العنف في التظاهرات التي ستخرج اليوم، مناشد إياهم التحلي بقيم الإسلام الحضارية وعدم الانجرار وراء الألاعيب. ووصف أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة يالطه الأوكرانية، الفيلم بأنه عمل عدائي، لتناوله شخصية مقدسة عند المسلمين، مؤكدًا أنه استفزازي بشكل جدي وخطير، في وقت أشار فيه إلى أن رد فعل المسلمين في استخدام العنف استفزازي أيضًا. وشدد أردوغان على ضرورة الانتباه في هذا اليوم الجليل ونحن نؤدي صلاة الجمعة كي لا ننجر إلى التحريض الذي قد يضر بقيمنا الأخلاقية، مضيفًا: "إذا أردنا أن نكون جزءًا من حوار الحضارات فلا بد أن نحترم قيمنا ونعمل من خلالها". وكرر أردوغان دعوته للمسلمين في جميع أنحاء العالم لعدم الالتفات لهذه الاستفزازات، مشددًا على ضرورة إظهار رباطة الجأش وقيم الإسلام الحضارية المتمثلة في رفض العنف والإرهاب في مثل هذا اليوم. وأضاف "أردوغان": "إن الاساءة لمقدسات الآخرين لا تندرج ضمن مفهوم حرية التعبير، بل على العكس فإن الإساءة إلى الأديان والأنبياء ومقدسات الناس قد تخلق نوعًا من ردة الفعل السلبية"، لافتًا إلى أنه تم التباحث مع المسئولين في العالم الإسلامي لضبط الحركات الاحتجاجية، داعيًا في الوقت ذاته جميع المسلمين إلى التعامل بروية وعقلانية مع الموقف. وقال أردوغان إنه يجب أن تنطلق أحكامنا وفق مقاربات تنادي بحماية القيم الإنسانية، وبناء سلم عالمي قوي، لافتًا إلى أنه من حق جميع الأديان والمعتقدات التظاهر بشكل سلمي، من أجل الدفاع عن قيمهم ومعتقداتهم المقدسة. وأضاف أردوغان أن التظاهر لا يبرر استخدام العنف والإرهاب واستهداف الأبرياء إالحاق الضرر بهم، وهذا ما يوصي به الإسلام، مشيرًا إلى أن الإرهاب ينال من تعاليم الإسلام التي تؤكد على التسامح، نظرًا لرسالتها الإنسانية الحضارية. واتهم أردوغان البعض باستغلال الأحداث لممارسة العنف والإرهاب باسم الإسلام، مثلما حدث في بنغازي الثلاثاء الماضي، ومهاجمة القنصلية الأمريكية فيها، مؤكدًا أنه لا شيء يشرع لهم استخدام هذه الوسائل ومهاجمة الدبلوماسيين. وجدد إدانته للذين تجاوبوا مع محاولات الاستثمار التي وظفت على خلفية إنتاج الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم). وأدان أردوغان الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي مجددًا، مشيرًا إلى أن حكومته تقف ضد استخدام العنف في التعبير عن الرأي. وفي معرض إجابته على أحد أسئلة الصحفيين قال: "لقد نجح قادة تونس في البداية في تخطي هذه التحريضات والاستفزازات واستطاعوا إقناع الشعب التونسي بالتروي في ردة فعله، وهو الأمر الذي نجحت فيه مصر أيضًا من خلال الجهود التي بذلها الرئيس المصري محمد مرسي لضبط الحركة الاحتجاجية ودعوته الناس للرد على الإساءة بالطرق الديمقراطية والفكر المستنير". وأكد وجود حكومة مؤقتة في ليبيا وعدم إحكام سيطرتها على كامل الأراضي الليبية فتح المجال واسعًا أمام بعض القوى المتشددة لاستغلال الحراك الشعبي للقيام باعتداءات إرهابية، معربًا في الوقت ذاته عن إدانته الشديدة لماحدث في ليبيا، لافتًا إلى جاهزية بلاده الدائمة لاتخاذ خطوات مشتركة لمجابهة الارهاب أيا كان ومهما كان شكله.