داخل قاعة تتحايل على ظلامها بمصابيح خافتة الإضاءة بمحكمة الأسرة بحلوان، جلست الزوجة الخمسينية على أحد المقاعد الطويلة المنتشرة على جانبى القاعة، ترتدى عباءة سوداء وحجابا حريريا تطل من مقدمته شعيرات بيضاء تكشف ما أصاب رأسها من شيب، وتخفي خلف نظارة طبية عينين أخفى الحزن نورهما، فى انتظار الإذن لها بالمثول أمام القاضي كى تنثر على طاولته أسباب طلبها الخلع من زوجها العامل بعد 14 عاما من الزواج. تقول الزوجة الخمسينية فى بداية روايتها:"تزوجته رغم سابقة زواجه وانجابه وضيق حاله حيث يعمل عامل فى محل كشرى بعدما أقنعني بأن زوجته الأولى لم تكن تحسن عشرته، وعشنا سويا فى بيت تركه لى والدي حياة هادئة ولم يكن يعكر صفوها سوى المشاحنات العادية التى تحدث بين أي زوجة وزوج ولا يخلو منها بيت، وأنجبت منه بنت عمرها الآن يقترب من ال 13 عاما، حتى ظهرت تلك الفتاة العشرينية فى حياة زوجي، فانقلب حاله رأسا على عقب، وبات رجل غليظ القلب، وأهمل بيته من أجل عيون عشيقته الحسناء، وكف عن الإنفاق على وعلى ابنته، ليس ذلك فحسب بل وصل به الحال أنه أقدم على خنق الصغيرة وسرق مصروفها وبضعة آلاف من الجنيهات كنت أكتنزها لتعليمها كى ينفقها على المرأة التى سرقته منى". وبنبرة مجروحة تتحدث الزوجة الخمسينية عن تفاصيل خيانة زوجها:"حكاية زوجي الخمسيني مع عشيقته الشابة بدأت منذ شهور قليلة، حيث تعرف عليها عن طريق عمله، فقد كانت تلك الفتاة دائمة التردد على محل عمله، وتحدثا سويا وأخذت تسرد له معاناتها وحاجتها للمال بعد طلاقها من زوجها، حتى تطورت العلاقة بينهما، وبات يتبادلان كلمات الهيام والعشق عبر الهاتف، وبالصدفة سمعته وهو يحادثها، وعندما واجهته بأمرها لم ينكر وأقر بحبه لها وبنيته الزواج منها، ثم أدار ظهره لى ورحل ولم أره من وقتها، حاولت كثيرا أن أعيده إلى بيته ليس من أجلى ولكن لكي تتربى ابنتى بين أمها وأبيها لكن دون جدوى، فقد آثر زوجى حياته الجديدة ضاربا بعشرة 14 عاما عرض الحائط متناسيا تضحياتي ووقوفى إلى جانبه كل هذه السنوات". تحاول الزوجة الخمسينية السيطرة على دموعها وهى تنهى روايتها:"حينها قررت أن أتخلى عن صبرى وطرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة تطليقي من زوجي طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلي عن كافة حقوقي المالية والشرعية وأيضا إلزامه بالإنفاق على ابنته، وبمجرد أن وصل إلى مسامعه خبر الدعويين جن جنونه وثار وتهجم على بيتى وبات يلسن على ويسيء إلى سمعتى، لكنى لن أتراجع عن طلب الطلاق مهما حدث، ويكفى ما تحملته منه من إهانة وجرح كرامتي وضرب".