- "مروة" طلقها زوجها 3 مرات شفويا واختفى:"حياتى ادمرت والمحاكم حبالها طويلة" - "نورا" لجأت للخلع بعد فشلها فى إثبات طلاقها للمرة الثالثة:"كان عايزنى أعيش معاه فى الحرام" - "أخصائية تخاطب" طالبت زوجها بتوثيق طلاقهما رسميا فقالها:"رجعيلى كل قرش دفعته الأول" - محاكم الأسرة:" 7800 دعوى "اثبات طلاق" و90 ألف دعوى خلع فى 2016" "انتي طالق".. طلقة شفوية لا تغني ولا تثمن من جوع تترك الزوجة في دوامات البحث عن مخرج لإثبات هذا الطلاق رسميا، وهي القضية التي آثارها الرئيس السيسي في تصريحاته بالأمس أثناء احتفاله بعيد الشرطة مطالبًا بضرورة أن يوثق الطلاق مثل الزواج بعد ارتفاع نسب الطلاق ل40% وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء، وبحسب روايات الزوجات المدونة فى دفاتر وسجلات محاكم الأسرة بعض الأزواج يرفضون اثبات الطلاق فى السجلات الرسمية كى يتمكنوا من ابتزاز نسائهم وإرغامهن على التنازل عن كافة حقوقهن المالية والشرعية مقابل الحصول على قسيمة الطلاق أو كنوع من العقاب لهن، ليصبح أمامهن خياران لا ثالث لهما إما أن يلجأن للخلع كحل سريع ومضمون للخروج من مأزقهن أو يحاولن إثبات هذا الطلاق أمام المحكمة بكافة طرق الإثبات. وذلك إذا استطعن إليه سبيلا.. وكشفت الإحصائيات الصادرة عن محاكم الأسرة أن عدد دعاوى الطلاق التى تم الفصل فيها خلال عام 2016 بلغت 89459 دعوى، كما وصلت دعاوى الخلع إلى 90الف ليصبح إجمالى عدد الدعاوى المتداولة التى أنفصل فيها الزوجات والأزواج 179459 ولتشكل بذلك نسبة 10% من أجمالي القضايا، وأشارت إلى أن محافظة القاهرة استحوذت على النسبة الأعلى من دعاوى الطلاق، بينما كانت النسبة الاعلى لدعاوى الخلع من نصيب محافظة الجيزة، وأن عددعاوى اثبات الطلاق التى أقامتها الزوجات أمام محاكم الأسرة وصل ل7800 دعوى، ونظرا لأهمية وحساسية قضية "الطلاق الشفوى"انتقل "صدى البلد" إلى ساحات محاكم الأسرة ورصد حكايات وتجارب حية لزوجات عالقات فى مصيدة هذا الطلاق. على مقربة من إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، وقف "نورا" الزوجة الثلاثينية ترتدى جلبابا داكن اللون لا يخلو من الرقع يكشف عن انحناءة خفيفة في أعلى ظهرها، تزين رأسها بحجاب حريرى تطل منه بعض شعيرات تظهرما اصابها من شيب، توهم به الناظرين اليها بكبر عمرها الذى لا يزال فى عامه الثامن من عقده الثالث، وتنتعل حذاءا ممزقا، يفضح قدمين ارهقهما التنقل بين بيوت العباد، واحتلتهما التشققات من مسح الارضيات ودرجات سلم البنايات الفاخرة، لتظفر فى نهاية سعيها اللاهث ببضعة جنيهات تسد بها جوع اطفالها الخمسة، وتدارى خلف نقابها آثار حادثة افقدتها جمال ملامحها وعينين ممتلئتين ببقايا دموع حارة على رجل عاش على عرقها وانقاض جسدها المنهك اكثرمن خمسة عشرة عاما واعتاد استبدالها باخرى حين تفرغ حافظة نقودها حتى تخطى عدد نسائه العشرة حسب روايتها- فى انتظار بدء جلسة دعوى الخلع ضد التى حركتها ضد زوجها بعدما فشلت فى اثبات طلقاتها الثلاثة بشكل رسمى. تستهل نورا كلامها قائلة:" لم يكن زوجى يتزوج حبا فى النساء أو طمعا فى أجسادهن المفعمة بالانوثة، ولكن لكى يستغلهن ويستثمر فيهن، فهن بالنسبة له مشروع حياته ومصدر دخله الوحيد، خلقن ليتعبن ويسعين بحثا عن الرزق ثم يأتين فى أخر سعيهن اللاهث ليلقين فى جعبته ماجنين، وطبعا لايسألهن عن مصدر تلك الأموال أو كيف حصلن عليها، المهم أن جيبه قد امتلأ على اخره، والمرأة التى تفرغ حافظة نقودها لامكان لها فى حياته، يلقى بها فى الشارع ويتركها للفقر والجوع ينهش فى لحمها، وعلى الفور يستبدلها باخرى لتستكمل مهمة الانفاق عليه، وحينما تتحسن اوضاعها يعيدها الى عصمته غصبا عنها بعدما يبتزها ويهددها بحرمانها من فلذات اكبادها مثلما فعل معى". تحبس الزوجة العشرينية أنفاسها وهى تقول:"وياليته اكتفى بالزواج على من تاجرات المخدرات والمدمنات والساقطات، وإرغامى على العمل كخادمة فى بيوت العباد حتى انحنى ظهرى، وضربى بالات حادة فى أماكن متفرقة بجسدى، علاوة على نهب تعبى وهجرى فى الفراش سنوات وسنوات، وتركى كالمعلقة، لكنه حاول تشويه سمعتى واتهمنى بالزواج عرفيا من رجل آخر ويعلم الله أن هذا لم يحدث". تنهى الزوجة البائسة روايتها:"أعلم أنه يريد الانتقام منى لأنى رفضت أن أعود اليه بعدما ألقى على مسامعى يمين الطلاق للمرة الثالثة حين انقطعت عن العمل أثر اصابتى فى حادث سير، صحيح أنه لم يسجل الطلاق رسميا لكنها وقع، وشرعا أنا محرمة عليه، قد أكون اخطأت عندما صبرت كل هذة المدة لكن ماذا كنت أفعل وانا ضعيفة وبلا سند، وليس لى مأوى يحمينا انا واولادى الخمسة، واخوتى كل منشغل بحاله، كل مااتمناه أن تنقضى دعوى الخلع بسرعة ويصدر الحكم لصالحى لارتاح من هذا الرجل آكل عرق النساء وأحمى فلذات كبده منه". "لم تجد "مروة" ذات الخامسة والعشرين ربيعا أمامها سبيلا سوى أن تطرق أبواب محكمة الاسرة بمصر الجديدة لرفع دعوى خلع بعد فشلها فى اثبات صحة طلاقها الذى وقع هاتفيا بشكل رسمى وتعرضها للإبتزار- بحسب كلامها- من زوجها، تقول الزوجة العشرينية فى بداية روايتها:" بعد طلاقى من زوجى الأول، عدت إلى بيت أهلى محطمة، ولكى أخرج من تلك الحالة البائسة ، فالتحقت بالعمل كإخصائية تخاطب بأحد المراكز الطبية، لكن ظل عار لقب المطلقة يطاردنى اينما أولى وجهى، ألمحه فى نظرات كل من يحيط بى". يتلون صوت الزوجة الشابة بنبرات البكاء وهى تتابع روايتها :"حتى والدتى كانت تمنعنى من التحدث إلى أزواج قريباتى كى لا يساء فهمى باعتبارى مطلقة، وتلقى على اللوم لأنى لم أراقب زوجى جيدا، أما والدى فتخصص فى إمطارى بعبارات التوبيخ لأنى خذلته على حد قوله، وتحولت إلى مطمع لكل من يعرف بظروفى، وبات الجميع ينهش فى لحمى و لم يكفيهم مالحق بى خلال ثلاث سنوات مدة زواجى الاول، والحسرة التى تعتصر قلبى بعد أن تمكن طليقى من من خطف ابنى وسافر به إلى الخارج، وظللت عامين أتمنى أن ألمس وجهه البرىء، ودفعت لابيه مالا حتى اتمكن من رؤيته بعد عودته لمصر". تواصل الزوجة روايتها:"زادت ضعوط أهلى على، وتعالت حدة نبراتهم الساخطة على حالى الذى جاوز العامين وأنا بلا رجل، وتحت هذا الارهاب النفسى وافقت أن اتزوج ثانية لعله يكون الخلاص، ولكنى قطعت عهد على نفسى بأن العقل من سيكون له الغلبه هذة المرة، وبالفعل تقدم زوجى الثانى لخطبتنى كان فى اوائل الاربعينيات، مطلق حسبما أدعى، ويعمل باحدى الشركات الخاصة بالسعودية، فبدا رجل متدين، ميسور الحال، وسيوفر لى حياة كريمة ، وسيشترى لى شقة تمليك باسمى، وشبكة بمبلغ محترم ، وسيقيم لى فرح أسطورى، فظننت أنه بماله سيعوضنى عما عانيته من شقاء مع الحبيب ". تشيح الزوجة بوجهها بعيدا عن محدثها وهى تقول:" لكنى كنت مخطئة، ففى ثانى أيام حياتى معه فاجأنى زوجى بأنه رد طليقته لعصمته، فلم اتمالك نفسى وتركته عائدة الى القاهرة، ليلقى على مسماعى بعدها بأيام يمين الطلاق فى التليفون، صامما آذانه عن توسلاته له بألا ينطقها، وموافقته على أن أعيش معه زوجة ثانية، وكل هذا حتى لاأحمل وصمة عار لقب مطلقة ثانية، لكنه أصر وطلقنى بالتلاتة، فطلبت منه أن يوثق ذلك الطلاق رسميا، قبل ولكن بشرط أن أرد له كل جنيه دفعه حتى تكاليف الفرح". تنهى الزوجة روايتها سريعا فقد حان موعد نظر دعوى الخلع:"رفضت ابتزازه لى، وتهديداته بالاساءة إلى سمعتى، ورفعت ضده دعوى تبديد للمنقولات، وحكم بسجنه عاما، ثم أقمت قضية خلع اختصارا للوقت الذى ساضيعه فى محاولات اثبات هذا الطلاق، خاصة بعد أن اكتشفت أن زوجى التقى الحاج، تزوج قبلى سيدتين وطلقهن بنفس الطريقة، أحداهما انجبت منه ولدعمره الان 10 سنوات، والثانية أنجبت بنت عمرها 18عاما ولا تزال تبحث عن اثبات الطلاق منذ 9سنوات، وبدأت فى إعدادا رسالة الماجسيتر، وساستكمل حياتى رغم مرارة ما عشته ولازلت اعيشه، فأهلى يعارضون فكرة خلعى لزوجى، ويرون أن أبقى هكذا معلقة أفضل من أطلق ثانية، لكن مااعيه جيدا أننى لن اتزوج رسميا مرة اخرى خوفا من نظرة المجتمع لى إذا طلقت لثالث مرة ". حكاية "مروة" ذات ال32 ربيعا لا تختلف تفاصيلها كثيرا عن سابقتها، فهى الأخرى فشلت فى اثبات طلاقها للمرة الثالثة من زوج عاشرته ل 10 سنوات وأنجبت منه طفلة فى التاسعة من عمرها بسبب عدم الإستدلال على عنوانه ولم تجد سوى الخلع حلا للخروج من أزمتها. تقول الزوجة الثلاثينية فى مستهل روايتها:"تعرفت عليه أثناء عملى كبائعة فى محل لتأجير فساتين العرائس، بهرنى بوسامته وذوقه ومظهره الذى جعله يبدو وكأنه احد النجوم السينمائية، ولم أصدق نفسى عندما صارحنى أنه هام بى حبا منذ ان رأنى، وانتابتنى حالة من الثقة لم أشعر بها من قبل، فهذا الوسيم الثرى اختارنى من بين زميلاتى فى المحل، لم أكن أعلم أنه فضلنى عليهن لانى أفقرهن وأكثرهن طوقا للرفاهية والراحة، وأنه اعتاد اختيار فريساته بدقة ممن يعانين مثلى من فقر مدقع حتى يسهل عليه اشراكهن فى أعماله الإجرامية مقابل نسبة من المال يخرس به أفواههن". وتردف:"تمت مراسم الزفاف خلال 3 شهور فقط وعيشت معه فى بيت أهله مع أبيه الذى لاتفارق زجاجة الخمر يديه ويساوم ابنة زوجته عن جسدها مقابل مبالغ مالية، وابن أصغر يتنصنت على افعال ولده المشينة لابتزازه، ومرت أيامنا الأولى كالحلم، لكن الحال انقلب بعدما علم زوجى بنوع الجنين الذى يتشكل فى أحشائى، وتشاجر معى وضربنى، ثم اكتشفت بعد أربعة شهور أنه تزوج على بأخرى لينجب ولى العهد، لكن الله عاقبه وأنجبت له أنثى". تواصل الزوجة الشابة روايتها:"قررت ترك البيت لكن أهلى نصحونى بأن اتحمل وألا اتسبب فى خراب بيتى، وظللت اكتم نار الغيرة فى صدرى حتى جاء اليوم الذى لم استطع أن أكبح جماحها وانفجرت فى وجه زوجى واهنته على زواجه على ففضربنى وشق بطنى التى كانت لاتزال تعانى من أثر عملية الولادة القيصيرية، وتم نقلى إلى المستشفى بين الحياة والموت أنا وابنتى، وكالعادة أضاع اهلى حقى بفقرهم وخوفهم من بطش عائلة زوجى وأعادونى اليه ليلقى على يمين الطلاق للمرة الثانية". تصمت الزوجة للحظات ثم تتابع حديثها:"اضطرت للبحث عن عمل وبعد عناء، عينت فى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة كمسئولة عن تنظيم القاعات وتنظيمها وبدأت حالتى تتحسن وادخرت مال يحمينى من شر العوز، لكن كنت دائما اشعر بشىء ينقصنى، كنت احتاج إلى من يحمينى من الأيادى التى تمد لتنهش فى لحمى بمجرد أن يصل لمسامعها لقب مطلقة، لذلك لم أتردد عندما طلب منى زوجى العودة له، لكنى اشترطت عليه أن يكتب لى شقة الزوجية فوافق وفى المقابل حصل منى على تحويشة عمرى لشراء سيارة له وحرر بذلك ايصال أمانة، وعشت معه لعدة شهور فى استقراروتركت عملى إلا ان ظهرت فى حياتنا صديقتى فتغير حاله وعاد لعاداته السيئة وفعل معها كما فعل مع سابقيها ثم تزوجها وطلقنى، وهجرنى لكنه لم يثبت الطلاق فى أوراق رسمية". تتحامل الزوجة المعلقة على وجعها وتكمل:"مكثت فى شقتى باعتبارى حاضنة وبموجب العقد المسجل باسمى فى الشهر العقارى، لكن هذا الأمر أزعج زوجى وأهله وفعلوا المستحيل لإخراجى من الشقة، فادعوا أننى استقبل غرباء بالبيت واستدعوا لى الشرطة لكن الامر انقلب عليهم فى النهاية وانكشف كذبهم واتهموا بإزعاج السلطات وتم تحرير محضر ضد زوجى انتحال صفة ضابط شرطة، ولينتقم منى أهل زوجى حبسونى لمدة يومين وقيدونى فى كرسى ومنعوا عنى الأكل ، واحتجزوا ابنتى الوحيدة فى شقة أخرى لأوقع على ايصالات أمانة او اتنازل عن الشقة". وبصوت مجروح تقول:"وعندما علمت بأمر ابنتى وانها بيد عمها وقعت بلا تردد لأحافظ على براءتها، فقد سبق وأن حاول التحرش بها لولا أن انقذها الله من بين يديه فى أخر لحظة، ووالدها على علم بما حدث لابنته لكنه اكتفى بالصمت، وبعد أن أطلقوا سراحى عدت إلى بيت أمى، ورفعت ضد زوجى قضية تبديد منقولات زوجية وحصلت على احكام ولكنى عاجزة عن تنفيذها بسبب عدم الاستدلال على عنوان زوجى، فقد اعتاد مع كل زيجة ان يغير بطاقة الرقم القومى بأسماء وعناوين جديدة، حتى لاتتمكن أى من زوجاته ملاحقته قضائيا". تختتم مروة روايتها:"لاأعرف ماذا أفعل الأن، فلم يعد لى مورد رزق أصرف منه على ابنتى ومعاش والدى لا يتعدى ال300 جنيه وأخى مصاب بالروماتويد ولديه 5 اطفال ومع ذلك يساعدنا بما يقدر عليه شهريا، وليس معى أوراق تثبت طلاقى حتى أحصل بموجبها على معاش للمطلقات يعيننى على الحياة حتى أجد عملا، وإجراءات التقاضى تستغرق وقتا طويلا، فهل أسرق لكى أعيش أم أرمى نفسى ثانية فى حضن أول رجل يدفع ثمن حياتى معه لإنفق على ابنتى التى لم تعد تذق طعم اللحوم إلا عند الجيران وأهل الخير".