أماط موقع "هفنجتون" بوست الأمريكي اللثام عن الدور الخفي الذي تلعبه الأردن في الأزمة السورية، وذلك بعد أن وافقت على إقامة قاعدة استخباراتية أمريكية سرية على أراضيها من أجل تدريب الثوار والجهاديين ليقاتلوا النظام السوري. وأوضح الموقع أن القاعدة أقيمت في منطقة صحراوية نائية بالقرب من الحدود الأردنية السورية وأنها تخضع لرقابة مشددة من جانب القوات الأمريكية، وقد أقيمت كمركز تجميع للسوريين والجهاديين ورجال الشرطة والجيش المنشقين الذين فروا للأردن، وذلك من أجل تدريبهم وإعادة تأهيلهم للعودة إلي سوريا وقتال بشار الأسد. وتضم القاعدة الآن حوالي 1200 شخص يشرف عليهم عناصر من الاستخبارات الأمريكية، ولا يمكن لأحد الاتصال بهم أو الدخول إلى القاعدة أبدا إلا بتصريح من الاستخبارات الأمريكية وذلك لدواعي أمنية، كما تم عزل العناصر التي يجري تدريبها عن عائلاتهم وأقاربهم الذين فروا إلى الأردن، والذين أقيمت لهم مخيمات بالقرب من مدينة "مفرق". ووفقا للمصادر فإن هناك اتصالات تجري بين هذه العناصر وبين أعضاء الجيش الحر داخل سوريا من أجل تنسيق العمليات على جانبي الحدود، وتستخدم في الاتصالات خطوط هاتفية مؤمنة وكذلك عبر الانترنت وعبر أشخاص يعبرون الحدود من أماكن سرية. ويعد الاعلان عن القاعدة السرية بمثابة تأكيد دامغ على حجم الدور الذي تلعبه الدن في التعاون مع الغرب من أجل نظام الأسد، وتضييق الخناق عليه لكمن بصورة سرية، وذلك لأن عمان لا تسعى للدخول في مواجهة مسلحة مع سوريا خوفا من نجاح الأسد في القضاء على الثورة والبقاء في السلطة. واستقبلت الاردن منذ بداية الثورة السورية العام الماضي حوالي 160 الف لاجئ سوري، ويتدفق على أراضيها الالاف يوميا، وهو ما جعلها تطالب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بمساعدتها على الوفاء بمتطلبات اللاجئين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.