كشفت مصادر داخل المعارضة السورية، أمس، عن مفاوضات تدور فى الخفاء بين شخصيات مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه "حزب الله" اللبناني من جهة، وبين أطراف إسرائيلية رسمية من جهة أخرى، من أجل التوصل إلى تفاهمات مع الدولة العبرية كي تقف الأخيرة على الحياد إزاء ما يجري في سورية من ثورة تهدف إلى إسقاط نظام الأسد. قال أحد أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض في لندن لجريدة "السياسة الكويتية" إن التفاهمات التي حققها بشار الأسد بواسطة ثلاثة موفدين إلى باريس وجنيف ودولة جنوب إفريقيا، للقاء ممثلين عن الحكومة وقيادتي الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في شهري يونيو ويوليو الماضيين لتحييد "العدو الصهيوني" في الأزمة الدائرة في سورية، وعدم التدخل الى جانب الثورة والمعارضة سورية. وذكر أن الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية (أمان) والخارجية (الموساد) والداخلية (شين بت) "ما زالت مصرة على ضرورة عدم التدخل ضد آل الأسد ونظامهم لأن البديل من وجهة نظرهم يخلف حكم سلفي متطرف على أنقاض نظام البعث. ونقل عضو "المجلس الوطني السوري" عن مصادر رفيعة المستوى داخل مؤسسة "الأمن القومي" السوري في دمشق الموازية للاستخبارات القوية والمفوضة من الأسد التفاوض مع إسرائيل قولها إن "مؤيدين لحزب الله من رجال اقتصاد أثرياء في المكسيك والبرازيل، أجروا وما زالوا يجرون مفاوضات مع دبلوماسيين وموفدين إسرائيليين يؤكدون فيها أنه في حال خروج بشار الأسد وجماعاته من محنتهم الراهنة سالمين ونجاحهم في إجهاض الثورة واستعادة زمام الأمور وامتناع إسرائيل عن دعم المعارضة السورية والشارع الثائر بالسلاح والمعلومات والدعاية الإعلامية، وإقدامه حسب وعود مبعوثية إلى باريس وجنيف وجنوب إفريقيا على توقيع معاهدة السلام الثالثة فورًا مع الدولة العبرية بعد مصر والأردن، فإن "حزب الله"، (كما نقل الأثرياء الشيعة في المكسيك والبرازيل إلى الموفدين العبريين) سيلتزم المعاهدة السورية ويوقع بروتوكول جنتلمان سري مع حكومة نتنياهو، يتعهد فيه بوقف عدائه للدولة العبرية وعدم استخدام أسلحته، وخصوصًا صواريخه الإيرانية والسورية ضد اراضيها، بعدما يحمل الدولة اللبنانية على توقيع اتفاق بين الأطراف اللبنانيين على طاولة الحوار يضع بموجبه معظم ترسانته الصاروخية في عهدة الجيش اللبناني. إلى ذلك، نقل دبلوماسي عربي في العاصمة السويسرية، عن أحد كبار المعارضين السوريين قوله إن "حكومة (الرئيس الإيراني) محمود أحمدي نجاد التي يبدو أنها منخرطة هى الأخرى في مفاوضات سرية مع الولاياتالمتحدة والحكومة البريطانية وتبعًا لهما مع الإسرائيليين، لم تجد صعوبة كبيرة في إقناع جناح باراك أوباما وإدارة بنيامين نتنياهو، بضرورة دعم نظام الأسد، لأنه البديل عن أي نظام آخر سلفي متطرف إسلاميًا بإمكانه قلب المعادلات في المنطقة رأسًا على عقب لا لصالح إيران ولا لصالح إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، ويشكل خطرًا داهمًا على الدول المحيطة بسورية الحليفة للأمريكيين والإسرائيليين، لذلك لم تواجه (حكومة نجاد) معارضة حاسمة لإدخال مقاتلين آخرين من ميليشيا (الزعيم العراقي الشيعي) مقتدى الصدر، الذراع الأخرى لإيران بعد حسن نصر الله، إلى سوريا من الحدود العراقية لمساندة نظام الأسد بعدما كان "حزب الله" حد من إرسال عصاباته إلى حمص وحماة ودرعا والمحافظات الأخرى لمقاتلة الثوار، إثر انكشاف مشاركته المباشرة في قتل المدنيين السوريين المتظاهرين. وفي اعتقال العمال السوريين العاملين في مناطقه في لبنان أو المطلوبين من الأمن السوري في مناطق أخرى وتسليمهم إلى سلطات الأسد، أو الابقاء عليهم في معسكرات تابعة لنصر الله شرق الليطاني وفي محافظة بعلبك - الهرمل، وفي أعقاب نشر وكالات الاستخبارات العربية والأوروبية المعلومات الدقيقة عن عدد عناصر "حزب الله" الذين قتلوا في سوريا التي كانت "السياسة" أماطت عنها اللثام، وعن كيفية تسلل هؤلاء العناصر وتحركهم داخل المحافظات السورية التي تقاوم النظام البعثي بهدف سقوطه".